إن الوجود له ذات وأسماء

إن الوجود له ذات وأسماء

​إن الوجود له ذات وأسماء​ المؤلف عبد الغني النابلسي


إن الوجود له ذات وأسماء
في الغيب عنا وعنه نحن أفياء
وهو الذي هو عين الظاهرين به
من الحوادث مما هن أفياء
مصور هو للأشياء من عدم
له ظهور بها فيها واخفاء
وإنما الحكم للأسماء تظهر ما
قد اقتضته فأنواع وأنواء
فحققوا القول مني وافهموه ولا
تؤولوه ففي تأويله الداء
ولا تظنوا حلولا في مقالتنا
ولا اتحادا فما الأشياء أكفاء
هيهات ليس الوجود الحق يشبهها
فإنه باطل يمحوه إقناء
لولا مشيئته قامت تخصصها
بالعلم ما كان إظهار وإبداء
الله نور السموات استمعه وعي
والأرض والنور يمحي فيه ظلماء
والنور ذلك معناه الوجود كما
إلى الحوادث بالظلماء إيماء
وعادة النور في الظلماء يذهبها
هذا القياس الذي ما فيه إبطاء
لكن هنا في كلام الله جاء به
على الإضافة للأشياء إيحاء
حتى الإضافة فيه للسوى فتنت
حكم من الله عدل والسوى ساؤوا
كما يضل كثيرا قال خالقنا
به ويهدي كثيرا يا أخلاء
فافهم رموز كلام الله مهتديا
به وخل تآويلا بها جاؤوا
وجرد النور هذا عن إضافته
وانظر فهل لجميع الكون إبقاء
تدري الفنا والبقا في عرف سادتنا
أهل المعارف يا لام ويا باء
وتعرف الله جل الله عنك وعن
سواك إذ لا سوى والنفس عمياء