اقائم بيت الهدى الطاهر

اقائم بيت الهدى الطاهر

​اقائم بيت الهدى الطاهر​ المؤلف حيدر بن سليمان الحلي



اقائم بيت الهدى الطاهر
 
كم الصبرُ فتَّ حَشا الصابرِ
وكم يتظلُّم دينُ الإله
 
إليكمن النفر الجائر
يمدُّ يداً تشتكي ضعفَها
 
لطبِّكَ في نبضها الفاتر
نرى منك ناصره غائباً
 
وشركُ العِدى حاضرُ الناصر
فنوسع سمعك عتباً يكاد
 
يُثيركَ قبل نِدى الآمرِ
نهزَّك لا مُؤثراً للقعود
 
على وثبة الأسد الخادر
ونوقض عزمك لا بائتاً
 
بمقلة من ليس بالساهر
ونعلم انك عما تروم
 
لم يَكُ باعُك بالقاصِر
ولم تخشَ من قاهرٍ حَيثما
 
سوى الله فوقكَ من قاهرِ
ولا بدَّ من أن نرى الظّالمين
 
بسيفك مقطوعة الدابر
بيومٍ به ليسَ تبقى ضُباك
 
على دارِعِ الشرك والحاسِر
ولو كنت تملك أمر النهوض
 
أخذت له أهبة الثائر
وإنّا وإن ضرَّستنا الخطوبُ
 
لنعطيكَ جهدَ رِضى العاذر
ولكن نرى ليس عند الأله
 
أكبرُ من جاهكَ الوافرِ
فَلو تسألِ الله تعجيلُه
 
ظهورك في الزمن الحاضر
لوافتكَ دعوتُه بالنّهوض
 
باسرع من لمحة الناظر
فثقف عدلك من ديننا
 
قنا ً عجمتها يد الآطر
وسكّن أمنُك منّا حشاً
 
وَحتّى غَدوا بين مقبورة
إلىم وحتىم تشكو العقام
 
لسيفك أم الوغى العاقر
وكم تتلظى عطاش السيوف
 
إلى ورد ماء الطلى الهامر
أما لقعودك من لآخر
 
أثرها فديتك من ثائر
وقدها يميت ضحى المشرقين
 
بظلمة قسطلِها المائر
يردن بمن لا بغير الحمام
 
أو دركَ الوِترَ بالصادرِ
وكلّ فتى حَنِيت ضَلعُه
 
على قلب ليث شرى ً هاصر
يحدثه أسمر حاذق
 
بزجر عُقاب الوَغى الكاسر
بان له إن سرى مستميـ
 
ـتاً لطعن العدى أوبة الظافرِ
فيغدو أخفَّ لضمّ الرِّماح
 
منه لضم المها العاطر
أولئكَ آل الوغى المُلبسون
 
عدوهم ذلة الصاغر
هُم صَفوة المجدِ من هاشمٍ
 
وخالصة الحسب الفاخر
كواكب منك بليل الكفاح
 
تحفُّ بنيّرها الباهرِ
لهم أنت قطب وغى ثابت
 
وهم لك كالفلك الدائر
ضِماء الجيادِ ولكنُّهم
 
رواء المثقف والباتر
كماة تلقب أرماحهم
 
برضاعة الكبد الواغر
 
لدى الروع بالأَجل الحاضرِ
فان سددوا السمر حكموا السما
 
وسدّوا الفضاءَ على الطائر
وإن جردوا البيض فالصافنات
 
تعوم ببحر دمٍ زاخرِ
فثمة طعن قنا لا تقبل
 
أسنَّتها عثرة َ الغادر
ألا أينكَ اليوم يا طالباً
 
بماضي الذحول وبالغابر
وأين المعد لمحو الضلال
 
بتجديد رسم الهدى الدائر
وناشرَ راية ِ دين الإله
 
وناعش جد التقى العائر
ويابن الألى ورثوا كابراً
 
خميد المآثر عن كابر
ومن مدحهم مفخر المادحين
 
وذكرهم شرف الذاكر
ومن عاقدوا الحرب أن لا تنام
 
عَن السيف منهُم يد الساهرِ
تَداركْ بسيفك وترَ الهدى
 
فقد أمكنتكَ طلى الواتر
كفى أسفاً أن يمرَّ الزمان
 
ولست بناه ولا آمر
وأن ليسَ أعيننا تستضيء
 
بمصباح طلعتك الزاهر
على أنّ فينا اشتياقاً إليك
 
كشوق الربى للحيا الماطر
عليك إمام الهدى عز ما
 
غدا البر يلقى من الفاجر
لك الله حلمك غر البغاة
 
فأنساهم بطشة َ القادر
فكم ينحت الهم أحشاءنا
 
وكم تستطيل يد الجائر
وكم نصب عينيك يابن النبي
 
نساط بِقدر البَلا الفائر
وكم نحن في لَهوات الخطوب
 
نناديك من فمِها الفاغرِ
ولم تَك منّا عيونُ الرجاء
 
بغيرك معقودة الناظر
أصبراً على مثل حزّ المُدى
 
ولفحة ِ جمر الغضا السّاعرِ
أصبراً وهذي تيوس الضلال
 
قد أمنت شفرة الجازر
اصبراً وسرب العدى رائع
 
يروح ويغدو بلا ذاعر
نرى سيف أو لهم منتضى
 
على هامنا بيد الآخر
به تعرق اللحم منا وفيه
 
تشظّي العظامَ يدُ الكاسر
وفيه يسوموننا خطة
 
بها ليس يرضى سوى الكافر
فنشكوا إليهم ولا يعطفون
 
كشكوى العقير للعاقر
وحين التقت حلقات البطان
 
ولم نر للبغي من زاجر
عججنا إليكَ من الظالمين
 
عجيجَ الجِمالِ من الناحرِ
وبتنا نود الردى كلنا
 
لننقل عنهم إلى قابر
أجل يَومنا ليس بالأجنبي
 
من يوم والدك الطاهر
فباطن ذاك الضلال القديم
 
مضمره عين ذا السابر
فعنك انطوى أي تلك الخطو
 
ب فتحتاج فيه إلى الناشر
أيَومُ النبيّ ومن هاهُنا
 
أُتينا بهذا البَلا الغامر
غداة قضى فغدا العالمون
 
ولكن رَأى فُرصة الثائر
فأضرمها فتنتة لم تدع
 
رشاداً لبادٍ ولا حاضرِ
غدا الدين أهون لما ذكت
 
لدى القوم من سحمة الصاهر
أذلك أم يوم أضحى الوصيّ
 
يرى فيئه طعمة الفاجر
وعنه تقاعد صحب النبي
 
ومالوا إلى بيعة الماكر
فما في مُهاجرة المسلمين
 
له بعد طه سوى الهاجر
ولا في قَبيلة أنصارهم
 
لهُ حَيث أفردَ من ناصرِ
بني قيلة بعدت قيلة
 
وما ولدت عن رضا الغافر
أيُصبح فيكم بلا عاضد
 
وصيُّ الرسول ولا وازرِ
وقهراً إلى شيخ تيم يقاد
 
بكف ابن حنتمة العاهر
وأنتم حضور ولَم تَغضبوا
 
فيا بؤس للملأ الحاضر
وحين قضت بيعة الغاصبين
 
باذواء فرع الهدى الناضر
غَدت عَثرة ُ الوحي لم تخل منـ
 
ـهم ولا حلبة الشاة من ضائر
ترى غلية الشرك أنى مقبورة
 
بملحدها في الدجى السّاتر
وبَين قَتيل بمحرابه
 
خضيب الشوى بالدم القاطر
وميت برى منه سمّ العدو
 
حشاً ملؤها خِشية الفاطر
وَبين صَريع بصيخودة ٍ
 
تريب المحيا بها عافر
قضى والهداية ُ في مصرع
 
ووسد والرشاد في قابر
ومن ساهر الهم يبغي النهوض
 
منتظرٍ دعوة َ الآمرِ
مصائبُ يفطرنَ قلب الجليد
 
وينضخن دمعاً حشى الصابر
فهل ينشد الصبر في مثلها
 
وما مثلها دار في خاطر