رؤيا ثانية

​رؤيا ثانية​ المؤلف إيليا أبو ماضي


وحامت ثانية،وكان الكون لم
تبرح عليه كلاكل الظلماء
أني رأيت جرادة مطروحة
في سبخة منهوكة الأعضاء
ترنو ألى الأفق البعيد بمقلة
كلمى،وتشتم أنجم الجوزاء
فسألتها ماذا عراك فلم تجب
فسألت عنها زمرة الرفقاء
قالوا:رفيقتنا شهيدة هزئها
بنصائح العقلاء والحكماء
كانت أذا جاعت فحبة خردل
تكفي،وأن عطشت فنقطة ماء
سمعت بنهر في السماء و جنّة
ليست لتصويح ولا لفناء
ألعطر في أثمارها،والشهد في
أنهارها،والسحر في الأنداء
فاستنكفت أن تستمر حياتها
في الأرض جاثمة على الأقذاء
فمضت تحلق في الفضاء ولم تزل
حتى وهت فهوت ألى الغبراء
رجعت ألى الدنيا التي خلقت لها
لم تخلق الحشرات للاجواء
هذي حكايتها وفيها عبرة
للطائشين كهذه الحمقاء