سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر/زبيدة القسطنطينية

زبيدة ابنة أسعد بن إسماعيل بن إبراهيم بن حمزة القسطنطينية الحنفية ام الفطنة الشاعرة المشهورة صاحبة الديوان الأديبة الفاضلة الحاذقة ولدت بقسطنطينية ونشأت بكنف والدها شيخ الاسلام المولى أسعد مفتي الدولة العثمانية وقرأت القرآن العظيم واشتغلت بأخذ الفنون وقرأت الفقه واللغة والأدب ونظمت الشعر الفارسي والتركي وتعلقت على الأدب واشتهر ذكرها وشاع صيتها وكأنت تخترع كل معنى مبتكر تحار فيه الالباب والفكر وامتدحت سلاطين وقتها ووزراءه واشتغلت بمطالعة الكتب واتصل بها المولى الرئيس درويش بن عبد الله نقيب الأشراف وقاضي العساكر وأعطاها الله القبول وتنافس الناس بشعرها وتدأولته الأيدي ودونت ديواناً مرتباً وجعلنه مع ديوان والدها وديوان أخيها والثلاثة صارت في مجلد واحد على الترتيب أولاً ديوان والدها ثم ديوان أخيها شيخ الاسلام المولى شريف بن أسعد مفتي الدولة ثم ديوانها وإذا استكتبها الناس يستكتبونها على هذا المنوال ولما كنت بقسطنطينية طلبت من شعرها لأثبته في بعض أسفاري وأجزاء آثاري فأرسلت إلى ديوانها وأنتخبت منها أشياء ذكرتها في غير هذا الكتاب وشعرها بليغ حسن مقبول قل ان يماثله شعر أحد من شعراء العصر واعتنى الناس به وفيه كل معنى لطيف تشربه الأسماع بفم الاشتها وتخيل يعجز عن فهمه الدراكة من ذوي النهى توفيت وأخوها مفتي الدولة في ذي القعدة سنة أربع وتسعين ومائة وألف ودفنت بالقرب من قبر سيدنا أبي أيوب خالد الأنصاري بالمقبرة الكائنة هناك رحمها الله تعالى.