صبا للقصور وغزلانها

صبا للقصورِ وغزلانها

​صبا للقصورِ وغزلانها​ المؤلف مصطفى صادق الرافعي


صبا للقصورِ وغزلانها
وتلكَ الليالي وأشجانِها
لياليَ تجري جيادُِ الهوى
الى الغانياتِ بفرسانها
وتبعثها خطراتُ القلوب
لمرعى صبِاها برعيانها
فهل عَلمتْ حادثاتُ الزمان
اساءتها بعدَ إحسانها
رأينا لياليَ أفراحِها
تجرُّ لياليَ أحزانها
وكم حاربتني عيونُ المهى
وحاربت أعداءَ سلطانها
فردتْ سيوفي وتلكَ اللحاظِ
لا غمادِِها ولأجفانها
أبعدَ الوصالِ وبعدَ الودادِ
تروعُ الغواني بهجرانها
وتطرحُ شأنكَ عن همَّها
وتصدفُ عنكَ الى شأنِها
فلا تستنمْ لنؤمِ الضحى
ولا ترجُ برةَ أيمانِها
ولا تغتررْ بالتي خلتَها
تسر الغرامَ بإعلانها
تعلَّمَتِ الودَّ بعدَ النفورِ
من خاطبي ودِ يابانها
فدع غصن البان في أرضه
إذا ظللْتهم بأغصانِها
وجنبْ فؤادَك نارَ الهوى
إذا ما حمتهمْ بنيرانها
فما العزُّ في حُجُرات الكعابِ
ولا في الرياضِ وريحانِها
ولا في الشعورِ كموجِ السحابِ
إذا ما تراختْ على بانِها
ولا في الحواجبِ مثلَ الهلالِ
ولا في العيونِ وأجفانِها
ولا هو في طلعةِ النيِّرينِ
ولا في النجومِ وكيوانِها
ولا في جمالِ زهورِ الرياضِ
إذا اختلْنَ في ثوبِ نيسانها
ورتلَ مما شجاهُ الحمامُ
أفانينَ شجوٍ بأفنانها
وما السيفُ من غيرِ أبطالِهِ
وما العينُ من غيرِانسانِها
وهل ترتقي صادحاتُ الطيورِ
من الجوِّ مرقاة عقبانها
علاكَ أحق بهذي اليالي
من الغانياتِ بريعانها