صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/35

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وربما كان كسبها قليلا . لإن الأمراء تعودوا الا يجيزوا الشعراء الا على المدح وكذلك النوع التمثيلي ظل مفقوداً بتأثير هذين العاملين ثم لان المجتمع الاسلامي في العصر العباسي، على تمتعه بحرية الفكر والدين ، ما كان يسمح للمرأة بان تمثل مع الرجل في ملا من الناس ، و المرأة عضو لا غنى عنه لانتشار هذا الفن. اضف الى ذلك ان التمثيل لا يظهر الا بعد ان ينضج النوع الغنائي، وتتقدم الفلسفة والعلوم، وتوضع النظم السياسية والاجتماعية . وهو ينتشر غالباً في الحكومات الديموقراطية اكثر مما ينتشر في حكومة الفرد ، التي تبسط يدها عليه وتقيده بمشيئتها المطلقة، لانه يتناول العبر التاريخية والمسائل الاجتماعية، ويبين مغبة الاثم ونتيجة الخير، مما لا يخلو من اذاة ذوي السلطان المستبدين باموال الشعب واعناقه ، ولو قدر له الظهور في بني العباس، لما كان الحكم الاسلامي المصطبغ بالدين، ليرضى عنه ، وهو عندهم تصوير وتزوير للاشخاص منزل الشاعر المواد لم تكن للشاعر المولد تلك المنزلة التي تبوأها زميله في الجاهلية وصدر الاسلام كان يدافع عن قبيلته، وينشر مخازي اعدائها . او يخفض ببيت من الشعر شأن قبيلة نابية، ويرفع ببيت قدر قبيلة خاملة. او يؤيد حزبه السياسي بالرد على خصومه . و كان السبب في تجرده من هذه الخصائص ضعف العصبية في القبائل لنفوذ الموالي ، و اختلاط العرب بهم ، ونشوء شعب جديد غير صافي العروبة ، وتلاشي الاحزاب و انحلالها . ثم ان الخلفاء العباسيين اعتمدوا في تأييد سلطانهم على السيف دون الشعر • على ان الشاعر المواد استبدل من المنزلة السابقة منزلة أخرى ، وهي انه صار نديم الخليفة على طعامه وشرابه ، وسميره في لياليه الساهرة ، ورفيقه في ملاهيه ومنتزهاته . فاصبح الشعر للتفكية واللذة ، يرغب فيه اولو الأمر كلفاً بالادب او حبا للهو والعبث لذلك انحطت منزلة الشعراء عن ذي قبل ، وفقدوا سيادتهم ، وشيئا كثيراً من