صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/192

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ضل الدانوب : والمشاكل التي عاناها يوستنيانوس في الغرب والشرق معاً قضت عليه بسعب جنوده من ضفة الدانوب واستعمالهم في جبهات اخرى واضطرته الى الاستعاضة عنهم بسلسلة كبيرة من الحصون والقلاع ، فأنشأ ورهم وحصن أكثر من اربع مئة مدينة في البلقان . ثم تذرع بسياسة و فرق ند ، فحالف اللومبارديين ضد الغيد Gepides في المجر وصادق المون الارتيفور Quigours في شرقي ازوف ضد المــون الكوتريغور Koutrigours بين الدون والدنيستر واستعان بالافار Avare عشائر الدانوب . ولكن هذا كله لم يمنع البرابرة من التسرب خال حصون البلقان نظراً لصغر الحاميات . فكان في السنة 539 -- 540 ان انتشر مئات من الصقالبة والبلغار والهون في قرى عديدة من الادرياتيـك حتى القسطنطينية ينهبون ويخربون ويحرقون ويذبحون . وفي السنة 558 تحرك سبعة آلاف كوتريفور من الدانوب فاتجهوا جنوباً وعبروا سور انسطاسيوس والقوا الرعب في أوساط القسطنطينية نفسها ، وظل ذلك دأبهم حتى جمع بليساريوس بضع مئات من الابطـال المجربين من سكات العاصمة وانقض بهم على العدو فولوا الأدبار . الفرات وسائر الحدود الشرقية : ولم يحصر يوستنيانوس اعاله التحصينية في منطقة البلقـان . فأنه انشأ في افريقية كما سبق أن أشرنا ليموساً جديداً ، وانفق أموالا طائلة للغاية نفسها في آسية الصغرى وسورية وشرق الاردن . وكانت حدود الامبراطورية في الشرق تنبسط من البحر الأسود حتى البحر الأحمر فتؤلف خطأ طوله الفا كيلومتر ، ولم يسبق لرومة في الشرق ان شيدت في عصر من عصورها ليموماً متصلا على نحو ما فعلت في الشمالي بين الدين والدانوب او في الجنوب في افريقيا الشمالية . ذلـك بأن جبـال آسية الصغرى الشرقية وبادية الشام شكلت حاجزاً طبيعياً