صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/108

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۰۶ يفتح الابواب ، ولكن شمس اليوم الرابع أشرقت، و إذا بشاب يتقدم إلى الملك يقول : - أنا يا مولاي أتعهد بكسر الأعداء ! - النداء من أسوار لم يكن ذلك إلا الفتى الراعي ، وقد سمع المدينة ، وكان فراق الأميرة وانقطاعها قد كاد يجنه ، فظل يبحث و يسأل حتى علم بعودتها إلى قصر أبيها ، فانقطع كل رجاء له فيها وتمزق قلبه من الحسرة ، ثم ركن أخيراً إلى اليأس ، حتى سمع المنادي ، نخفق له قلبه خفقة شديدة ، واعتزم أن يموت أو يفوز بما لم يخطر له في الأحلام ، وظل يحتال ثلاثة أيام ليدخل المدينة حتى سمح له الحراس بالدخول بعد أن استوثقوا من غايته ، وجاءوا به إلى الملك ليعرض عليه حاجته ! وسر الملك سروراً عظيا بوجود هذا الشاب الشجاع ، ولكنه قال له : من أين لك أن تحاربهم وأنت وحيد ، فهل نجهز لك جيشاً ممن بقى من المدافعين ؟ قال الفتى - لا يا مولاي . لا أريد معى أحداً إلا الكوكبة التي كانت تحرس الأميرة في الغابة ، ففيها البركة والكفاية !

-