صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/4

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
ب
مقدمة المؤلف

المحلية عدداً، وأشدها بأساً، وأحذقها يداً في استعمال السلاحين الناري والأبيض. فرجحت كفة العزيز في سورية وفلسطين وتوابعها في أثناء الحرب الأولى بين العزيز والسلطان. وتمكن العزيز، بفضل الشهابي ورجاله، من إخماد الثورات في فلسطين، وفي الأردن، ومناطق عكار، والعلويين.

ثم التبس على العزيز وجه الصواب، فتدخل في شؤون اللبنانيين. وطلب منهم سلاحهم ثم أبناءهم للخدمة في جيشه. فرأوا في هذين الأمرين محاولة جدية لسلب حرياتهم. فنفروا منه وأذاقوه الأمرين في حوران أولاً، ثم في وادي التيم، فكسروان، والمتن. وتدخلت الدول، واضطر محيي مصر بعد ذلك إلى أن يعود إلى بلاده، وأن ينكمش على نفسه فيها.

وخسر لبنان بشيره الثاني. ودخل في دور من الفوضى لم ينته قبـل السنة ١٨٦١. ولكنه دافع عن الحرية، والكرامة، والصدق، والأمانة، بخروجه مع العزيز على السلطان أولاً؛ ثم بصموده في وجه العزيز نفسه وإكراهه على العودة إلى مصر. وحافظ بعمله هذا على حرمة الشخص البشري، على هذه الأنسنة التي لا يزال يباهي بها حتى يومنا هذا.

أسد رستم