صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/46

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٠
بشير بين السلطان والعزيز

تواری مواراة الهلال من العلا
وأشرق بدراً ساطعاً في
أمير اللوا فخر الولاة وعزهم
شهاب جلا عنا الخطوب الدواهما1

المورة: وكانت قد انتشرت الثورة في بلاد اليونان انتشاراً سريعاً وبادت في سبيل إخمادها ثلاثة جيوش عثمانية وثلاث عمارات، وفي السنة ١٨٢٤ هلك جيش كامل مؤلف من مئة ألف مقاتل «فكبح السلطان جماح كبريائه الهمايونية» واستغاث بمحمد علي الكبير استغاثة كلية فلبى العزيز الدعوة وجيش ألايات أربعة وأرسلها إلى المورة بقيادة ابنه إبراهيم. وكتب إلى عبدالله باشا يخبره بأنه كان قد وجه سؤالاً إلى الأمير بشير الشهابي قبل خروجه من مصر وعودته إلى بر الشام يتوضع فيه عدد الجنود الذين يتمكن الأمير من جمعهم وإرسالهم إذا اقتضى الأمر لذلك. وإن الأمير أجابه بأنه عند اقتضاء الحال يقدم عشرة آلاف رجل بقيادة ابنه الأكبر – يقول هذا ثم يطلب إلى الباشا أن يتصل بالأمير ويطلب إليه أن يبرّ بوعوده بمناسبة ظهور قضية المورة2. فكتب عبدالله باشا إلى الأمير اللبناني يستقدمه إليه للتداول في بعض الأمور فنزل الأمير إلى عكة وبقي فيها خمسة أيام ثم عاد إلى لبنان وبيده أوامر من والي الإيالة تقضي بتجنيد عشرة آلاف لبناني لخدمة العزيز كبقية عساكره وذلك «لإظهار شأن شهرة رجال الإيالة»3. وفي منتصف حزيران من السنة نفسها وجه الشهابي الكبير ولده الأمير أميناً إلى مصر بأربعين جواداً نجدياً وبعدد ثمينة بلغ ثمن مجموعها مئة ألف غرش. فلما بلغ العزيز قدومه أمر باستقبال رسمي فالتقته العساكر بالموسيقى ودخل القاهرة بموكب فخم. ثم استقدمه العزيز إليه وترحب به ولاطفه وسأله عن والده ثم سأله عن تجهيز العشرة آلاف مقاتل فأجابه أنها معدة. فقال له اكتب إلى والدك أن لا لزوم لها وأن قواتنا هناك قد لاقت نصراً مبيناً4.

وكان من ذيول ثورة المورة أن ظهر في مياه بيروت في شهر آذار من السنة ١٨٢٦ عدد من مراكب الروم. وما أن وصلت إلى بيروت حتى ضربت البلدة بمدافعها وأنزلت رجالها


  1. لبنان في عهد الأمراء الشهابين ج ۳ ص ٧۳۹-٧٤٩
  2. محمد علي باشا إلى عبدالله باشا ٩ رجب سنة ١٢٣٩: المحفوظات الملكية المصرية ج ١ ص ٥٩ - ٦٠
  3. لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج ۳ ص ۷٥۱-۷٥۲
  4. أخبار الأعيان لطنوس الشدياق ص ٥٤٦ و٥٥١. راجع أيضاً لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج ۳ ص ٧٥۲-٧٥٦