صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/65

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ا وبدلا من ان يستقبل الوفد، وهو رسول سلام، بما يجب له من الحفاوة والتكريم، أصدر أمراً باعتقال العلماء القادمين وزجهم في السجن، دون ان بدع لهم فرصة الاتصال بالعلماء المكيين، فيناظروهم ويعملوا للتفاهم معهم • وليته وقف عند هذا الحد، فقد جاء بقاضي مكة، وأمره أن يصدر فتوي بتكفير أهل نجد، وخروجهم عن الجادة. وقد كان لهذا التصرف المنكر ازاء رسل نجد وعلمائها، الذين جاءوا ينشدون التفاهم ويدعون للسلام والوئام، أسوأ تأثير في نفوس النجديين كافة، فأدركوا أن القوم في مكة يتأبطون الشر لهم ولدعوتهم ويأتمرون بها، ويسعون للقضاء عليها . ی ولم يخرج مــا جرى عبد العزيز، ولم يحفزه على اتخاذ اي تدبير مماثل، استبقاء للعلاقات الأخوية ومحافظة عليها، ورغبة في التفاهم والوصول اليه وانتقل منصب الامارة بعد ذلك، الى الشريف منصور، فاغتنم امير نجد الفرصة، وكتب اليه مبدياً رغبته في الوفود الى الحجاز لاداء فريضة الحج . كما طلب اليه التصريح لوفد من علماء نجد بالقدوم الى مكة لمناظرة علمانها ولاقامة الدليل على ان نجداً لم تخرج عن الشريعة، ولم تبتعد عن نهج الصالح . وبديهي أن في الحاح البيت السعودي هذا الالحاح، باجراء مناظرة بين علماء الدين في القطرين - ما يثبت وثوقه من صحة المبادىء التي تقوم عليها دعوة نجد، ولولا ذلك لمـا اجمع اشراف مكة الواحد تلو الآخر على رفض المساجلة - ولما تمسكوا بموقفهم السلبي . السلف - وعاد الأمير فكتب إلى الشريف سرور، عندما انتقل الامر اليه، لعلن رغبته في الوفود الى الحجاز، لاداء فريضة الحج، فرد عليه بأنه بأذن له بالوفود ضمن الاطار الآتي : 1 – أن يأخذ منه ما يأخذه من الاعمام، من الضرائب والمكوس (1) . - " 1) كانت القاعدة المنيعة ان يدخل السعديون الحجاز دون قيد ولا شرط، ودون ان يكافوا دفع أي ضريبة . تاريخ الدولة السعودية ( 0 ) 30