صفحة:رسائل الرافعي لمحمود أبو رية.pdf/7

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مقدمة

كيف عرفت مصطفى الرافعي

الآن وقد خار الله لي أن أنشر ( رسائل الرافعي ) التي بعث إلى بها في مدى الزمن الذي صادقته فيه بعد أن ظلت مطوية عندي زمناً طويلا ، أرى من الواجب على أن أقدم بين يديها صدراً من القول أبين فيه كيف عرفت هذا الكاتب البليغ والنابغة الحجة ، وأكشف للناس عن السبب الذي هيأ لي أن أتصل به ذلك الاتصال الذي نما حتى صار صداقة وثيقة أصفيته فيها مودنى ، وأخلصت له ولائي ، وآثرته بإعزازي1 والذي جعله رحمه الله يخلطنى بنفسه ويصطفينى لصحبته ويشاورني حتى في خاص أحواله ، ويظهرنى على مكنون أسراره .

ولقد كان نشر هذه الرسائل من آماني العزيزة لأن هذا مما يجب عليّ أداؤه للرافعي رحمه الله ولجميع الناطقين بالضاد من جميع أقطار الأرض ، وطالما وددت تحقيقها من قبل لولا ما رمتني به الأقدار من مصائب فادحة في أولادي ، ومصاعب متلاحقة في حياتي ، حتى أصبحت ممزق القلب ، مشرد اللب لا أكاد أحسن عملا أتولاه ولا أجيد أمراً أقوم به .

  1. كان الرافعي رحمه الله كثيراً ما يظهر لي في محادثات معه تأثره من شدة إخلاصي له وقد بدا ذلك منه في كثير من كتبه ومما جاء في خطابه المؤرخ ۱۸ مارس سنة ١٩٢٠ ص 66« إنى متأثر جداً من إخلاصك ولهذا الإخلاص كنت أريد أن تكون معنا دائماً حتى تستريح من زمنك بعض الراحة » . وفي خطابه المؤرخ 18 أغسطس سنة ١٩٣٠ قال وهو يصف : إخلاص أستاذ فاضل من حماه الشام « إنه في الحقيقة أبو ريه الحموي » .