صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/131

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۲۳
الفصل السادس

وصوَّر مدة إقامتهِ في باريس صوراً عديدة مثل صورة القديس زفير وصورة المعمودية وصورة العشاء الأخير وكان يصور كلَّ ما يُطْلَب منه مثل صور التي توضع في فاتحة الكتب الملكية والرسوم اللازمة لنقش اللوڤر والبساط وغير ذلك، فتشكى إلى دوشنتالوب قائلًا «إنني لا أستطيع القيام بهذه الأعمال كلها على اختلاف أنواعها لأن ليس لي إلا يدان ورأس ضعيف ولا أحد يساعدني ويخفف أتعابي»

قلنا إنَّ نجاحهُ في باريس أهاج عليهِ كثيرين من الحاسدين فلم تطب لهُ الإقامة فيها ولذلك تركها حالما سنحت لهُ الفرصة ورجع إلى رومية وسكن في بيته القديم على تل بنشيو وواظب على صناعتهِ باجتهاد وكان يعيش بالبساطة ويقضي القسم الكبير من وقتهِ في المطالعة. وقال من جملة كلام لهُ إنني كلما أتقدم في السن تزيد رغبتي في إحراز الدرجة العليا بين المصورين. فدام على اجتهادهِ إلى أنْ حضرتهُ الوفاة سنة ١٦٦٥ ولم يخلف ولداً وكانت زوجتهُ قد تُوفِّيت قبلهُ فأُرْسِلَت تركتهُ إلى أقربائه في أندليس وكانت تبلغ عشرة آلاف ريال

ومن المتأخرين الذين تستحق سيرهم أنْ تُدوَّن في بطون التاريخ أري شفر الذي وقف نفسهُ على فن التصوير. وُلِد هذا الرجل في درترخت من والد ألماني حرفتهُ التصوير فأظهر في حداثتهِ ميلًا لهذه الفن ومات أبوهُ وهو حدَث فانتقلت بهِ أمهُ إلى باريس لكي تمكنهُ من الدرس فيها مع أنها لم تكن من ذوي اليسار فباعت كلَّ حلاها وأنكرت على نفسها كلَّ تنعُّم لكي يمكنها أنْ تقوم بتعليم أولادها. فوضعتهُ عند غرن المصور ولكن لم يمكنها أنْ تسمح لهُ بتخصيص كلِّ وقتهِ لتعلُّم التصوير. فلما بلغ الثامنة عشرة شرع يصور صوراً صغيرة ويبيعها بأثمان بخسة فراجت رواجاً عظيماً. ومارس أيضاً تصوير الأشخاص فربح وتقدَّم في إتقان صناعته. وأول صورة عرضها واشتهر بها هي صورة المعمودية. وما زال يتقدم في صناعته إلى أنْ بلغ صيتهُ