صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/172

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٦٤
الفصل الثامن

والجيوش المتحاربة شبه رجلين يتصارعان وكل منهما يحاول إرهاب الآخر فإذا ارتعب أحدهما واغتنم الآخر فرصة رعبته قهره. وقال مرة أخرى إنه كسر النمساويين لأنهم لم يعتبروا وقتهم.

والعرب تقول الحرب خدعة أي تنقضي بخدعة ويقال إنَّ معنى كون الحرب خدعة أنَّ الظفر بها يكون بحسن التدبير والحزم لا بمجرد الشجاعة والإقدام كما قال أبو الطيب المتنبي

ولربما طعن الفتى أقرانهُ
بالرأي قبل تطاعن الأقرانٍ

ومن هذا القبيل ما حُكي عن عنترة العبسي أنهُ قيل له أنت أشجع العرب وأشدهم بطشاً فقال لا فقيل لهُ كيف شاع لك هذا الاسم بين الناس قال إني أقدم إذا رأيت الإقدام عزماً وأحجم إذا رأيت الإحجام حزماً ولا أدخل مدخلًا إلا إذا رأيت لي منه مخرجاً وأعتمد الضعيف الساقط فأضربهُ ضربة يطير منها قلب الشجاع فأنثني عليهِ فآخذهُ والحرب خدعة.

ولقد كانت بلاد الهند في القرن الماضي ميداناً للنشاط الإنكليزي فإنهُ قام من كليڤ إلى هڤلوك وكليد حكامٌ وقواد طارت شهرتهم في الآفاق كولسلي ومتكلف وأُترَم وإدواردس ولورنس وهستنس. وهستنس هذا من عائلة قديمة شهيرة دهمها الفقر لتبذيرها وانتصارها لآل ستورت فانحط شأنها وساءَت حالها فألجأها الفقر إلى بيع دالسفرد بعدما ملكتها مئات من السنين. ولما وُلِد هستنس كانت العائلة قد افتقرت فتعلم في مدرسة القرية مع أولاد الفلاحين وكان يلعب في الأملاك التي كانت تخص أسلافهُ إلا أنهُ لم يبرح من بالهِ ما كان لهم من المجد والسودد. قيل إنهُ وهو في السابعة اتَّكأ على ضفة غدير جارٍ في أملاك أسلافهِ وجعل يتأمل في ما كانوا عليه فحتَّم على نفسهِ أنْ يسترجع أملاكهم واسمهم. فكرُ صبيُّ غر ولكنهُ عاش حتى أخرجه من حيز الفكر إلى حيز الفعل لأنهُ رُبي معهُ وأصبح جزءًا من حياتهِ.