صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/174

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٦٦
الفصل الثامن

المشاق. ومما يظهر شجاعة هذا البطل وإنصافهُ الحادثة التي وقعت لهُ مع المشعوذ الهندي وهي أنَّ مشعوذاً هنديًّا شهيراً لعب أمامهُ وأمام عائلتهِ وحاشيتهِ ألعاباً كثيرة ومنها أنهُ وضع ليمونة صغيرة كالجوزة في كف رفيقهِ وضربها بالسيف فقطعها شطرين فارتاب الجنرال نبير في صحة ذلك ونسبهُ إلى مواطأة بين السيَّاف ورفيقهِ ودفعاً للريب طلب أنْ يمسك الليمونة بيدهِ ومد يمينهُ فنظر إليها السياف وقال لا يمكني أنْ أضربها هنا فقال نبير هكذا ظننت. فقال السياف مدَّ شمالك فمدها فقال له إذا كنت قادراً أنْ تثبتها فأنا أضرب الليمونة فيها فقال ولمَ لا تضربها في اليمنى فأجاب لأن كفك اليمنى مقعرة فأخاف أنْ أقطع إبهامك وأمَّا الشمال فليست كذلك فيكون الخطر أقل. قال نبير وحينئذٍ ارتعدت فرائصي لأنني تأكدت أنه يضرب الليمونة حقيقة ولو لم أكن قد نسبته إلى الخداع أمام حشمي لعدلت عن المخاطرة بيدي فمددت شمالي ووضعت الليمونة في كفها فاستل سيفهُ وضربها فقطعها شطرين فشعرت كأن خيطاً بارداً مرَّ على يدي. إلى أنْ قال انظروا إلى مهارة فرسان الهند الذين غلبهم رجالنا في واقعة مياني

والحوادث الأخيرة التي حدثت في الهند أظهرت جليّاً همة الأمة الإنكليزية وتعويلها على نفسها ففي شهر أيار سنة ١٨٥٧ ثارت الفتنة في كل بلاد الهند وكانت الجيوش الإنكليزية حينئذٍ على أقلها وكانت مشتتة في كل أنحاءِ البلاد والجنود البنغالية عصت رؤساءَها وانطلقت إلى دلهي. وانتشرت الثورة في كل الولايات وأُلقِي النفير في كل البلاد وقام جميع الأهالي على الإنكليز حتى خُيِّل لِعَيْن الرائي أنَّ الدولة الإنكليزية قد فقدت بلاد الهند وفقدت رجالها الذين فيها. وقبلما امتدت الثورة استشار أحد أمراءِ الهند المنجمين فقالوا لهُ إذا لم يبقَ من الأوروبيين إلا رجل واحد فلا بد من أنْ يتغلب علينا أخيراً. وكان في لكنو قليلون من الإنكليز فتحصنوا هم ونساؤهم وبقوا أشهراً ولا