صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/175

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٦٧
في النشاط والشجاعة

اتصال بينهم وبين الإنكليز الذين في باقي الجهات وهم لا يعلمون هل البلاد باقية في حوزة دولتهم أو تحررت إلَّا أنه لم يخُر عزمهم ولم تضعف ثقتهم بابناءِ وطنهم بل كانوا متأكدين أنه ما دام في الهند رجل إنكليزي فهو يفكر فيهم. ولم يخطر على بالهم إلا الثبات إلى آخر نسمة من حياتهم فأظهر الجميع شجاعة تفوق الوصف من قواد العساكر حتى النساءِ والأولاد. ولم يكن هؤلاء الناس منتخبين من بين قومهم ممتازين عنهم بل كانوا كغيرهم ممن يقع نظرنا عليهم كل يوم في الشوارع والمعامل والحقول والمزارع ولكن لما داهمتهم المخاطر أظهر كل منهم من البسالة والإقدام ما يفوق التصديق قال منتالنبر ما من أحد منهم خاف أو ارتعب بل الجميع من القواد العظام حتى الأولاد الصغار دافعوا عن نفوسهم إلى آخر نسمة من حياتهم. ففي مثل هذه الأحوال تظهر فائدة التربية الإنكليزية التي تدعو كل إنكليزي لكي يستخدم قوتهُ ومقدرتهُ في كل حال من أحوال الحياة

ويقال إنَّ دهلي أُخذت والهند أُنقذت بمناقب السر جون لورنس لأن اسمهُ في الولايات الشمالية الغربية كان رمزاً للقوة ومناقبهُ تساوي قوة جيش جرار. وما قيل فيهِ يقال في أخيهِ السر هنري لورنس. وكان الجميع يحبون هذين الأخوين محبة شديدة ويثقون بهما ثقة قوية لما رأوهُ فيهما من الشفقة والصلاح. قال الكولونل إدوردس «إنهما طبعا في عقول الشبان من الأخلاق والمحامد ما فعل فعْل الديانة فكأنهما أنشأا ديانة جديدة» وكان مع السر جون لورنس منتغمري ونكلصن وكُتن وإدوردس وكلهم من النبلاء الحاذقين الحازمين ونكلصن كان من أشجع الناس وأكملهم خَلقاً وخُلُقاً حتى لقبه الأهالي حكيماً ودعاه اللورد دلهوسي برج قوة. وكانت كل أعمالهِ من الطراز الأول لأنهُ ما عمل شيئاً إلا انصب عليه بكليتهِ ولذلك قام قوم من الدراويش وعبدوهُ فقاصَّ بعضهم لجهلهم إلَّا أنهُ لم يقدر أنْ يردعهم عن عبادتهِ