صفحة:محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني (الجزء 1).pdf/4

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٥٤٢
المقتطف
محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني

عن البروبغانده الرسمية واطلعنا على مجلدات ضخمة تحوي أوراقا رسمية نشرتها الدول المتحاربة لتأبيد مقاصدها الخاصة. على أن المؤرخين لا يستطيعون أن يكتبوا كتبا علية اذا اعتمدوا على الأوراق الرسمية التي تنتقى دون غيرها لتستعمل في نشر الدعوة

أضف إلى ذلك أن محمد علي باشا أنكر مرارا سرا أو علانية ميله إلى إسقاط السلطان الخليفة عن عرش الأستانة. وحدث في دمشق سنة ۱۸۳۲ أن أحد أئمة المدنية ضرب بعد آن فتحها المصريون بساعات قليلة لأنه رفض أن يدعو للسلطان محمود الثاني. وقد قال ابرهيم باشا أثناء حملته في آسيا الصغرى (سنة ۱۸۳۲- ۱۸۳۳) «أن أبي لا يزال العبد الخاضع للسلطان والمحامي عن الدين الحنيف»1 وأكد محمد علي للكولونل هودجي سنة ۱۸٤۰ إخلاصه لعرش الأستانة قائلا ما ترجمته « أما من حيث تأبيد العرش التركي فمن أكثر مني حمية في ذلك. إن الشعب الملتف حولي يثور علي إذا حاولت أن اقلب ذلك العرش»2 وزد على ذلك أن معظم المظان التاريخية التي لم ينتم. مؤلفوها إلى أحد الطرفين المتحاربين إما أنها لا تذكر شيئا عن نية محمد علي على قلب السلطان أو أنها تعارض في جعل هذا السبب سببا للنزاع بين التابع والمتبوع. هاك ترجمة ما جاء في ولكنسن «لا أجد سببا يثبت لي أن محمد علي كان يفكر في اغتصاب عرش الأستانة وما من أحد يعرف شدة غيرة الأتراك على حقوق أسرتهم المالكة ويستطيع أن يصدق نية محمد علي على التقلب بلقب سلطان».3 والظاهر أن السياسي الشهير البرنس متر نخ كان من أنصار هذا الرأي فقد قال في إحدى رسائله إلى نومان ١٥ فبراير سنه ۱۸۳۳ «أن أعمال محمد علي ليست متجهة إلى قلب العرش التركي في الأستانة» أضف إلى ذلك أن محمد علي باشا كان على جانب كبير من الدهاء السياسي فعرف أنه لا التغاضي عن مقاومة الدول الأوروبية الكبرى إذا أراد أن يبدلا قالت الراهنة في الأستانة. نعم كان الجيش العثماني بقيادة راشد باشا قد اختل نظامه انكساره في معركة قونية وكثير من فلاحي الأناضول كانوا موافقين على مهاجمة السلطان في قصره ولكن محمد علي

عرف أن عملا كهذا ليس من الحكمة في شيء ووقف على مت ة من الأستانة لأنه كان


  1. St. Jolin, Egypt & Mohamed Ali, II,522
  2. A.A. Paton History of ths Egyptian Revolution etc. (London Ed.) 1870 II. 168-169
  3. J.G.Wilkinson, Moderne Egypt & Thebes(Ed.1843) II, 551.