صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/73

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قرب معان قاصدين - أبا الاسل" ، أمام معان مقر الامير فيصل ، وكان أول من صادفنا من قواد جيشه النظامي جودة الايوبي ، وكنا آنئذ ننشد الاناشيد الحماسية التي نظمها ولحنها لنا خليل السكاكيني ومطلعها :

أيها المولى العظيم
فخر كل العرب
ملكك الملك العظيم
ملك جدك النبي

الخ . . .

وبعد أن تناولنا عنده المرطبات ودعناه قاصدين مقر الامير ، وكان وصولنا اليه عند المساء عقب الغروب . فاستقبلنا سكرتيره الخاص فايز الغصين ونسيب السكري وها من اخواننا في الجمعية ، وفايز المؤيد وأخوه أحمد ، ولاحال نصبت الخيام لمبيتنا . وما هي إلا استراحة قصيرة حتى طلب فيصل مقابلتي ، ورحب بي ببشاشته المعهودة ثم رأى أن يعين رستم حيدر رئيسا لديوانه ، ورفيق التميمي رئيسا لديوان أخيه الامير زيد ، وتحسين قدري مرافقا خاصا له . ولقد حسرت له عن الحالة الالية التي انتهت اليها سورية ، ونفور الاهلين من مظالم جمال باشا وسوء الادارة في البلاد ، وتحينهم الفرص للانضمام تحت لوائه ، الامر الذي لم يعد خافيا على الحكام في الاستانة ، فسحبوا جمال باشا لتخفيف حدة التوتر في سورية وتخفيف شدة انتقاد حلفائهم الالمان على سوء تصرفهم في البلاد العربية . وفكروا بتكليف المارشال لمان فون ساندرس الذي كان قد عين قائداً عاماً لجيوش تركيا في سورية ، بالاشراف على شؤون سورية الادارية ايضا . فاعتذر بسبب الانحلال الذي بدأ يظهر في الادارة التركية في هذه البلاد ، ونفور الاهلين

من الحكم القائم . وبعد اجتماعات متعددة علمت أن هناك تذمراً بين

– ٦٧ –