١٨٨
قافية الفاء
بديعةٌ لو مشت يوماً على تُرَبٍ
لاوشكت تحتها الامواتُ تنشغفُ
وغادةٌ ذاتُ جسمٍ كالرخام بدا
يزهو بنهدينِ لا يغشاهما كلفُ
نهدانِ كالفضّةِ البيضاءِ ما برزا
الاَّ لسلبِ فؤادٍ كلهُ شغفُ
فلي غدا حبُّها فصلاً أقوم بهِ
كذا لها فضلُ حسنٍ فيهِ تتَّصفُ
كلُّ من الكون اعطتهُ طبيعتهُ
فصلاً بهِ عن جميع الكون يختلفُ
يا من على اعيني القت غشاء هوىً
وفي فؤادي عناءً ليس ينصرفُ
طعنتِ قلبي فوا حزني ووا المي
بحربةٍ قد ثوى في جرحها اللهفُ
ابكي وليس البكا يجدي المحبَّ سوى
فرط العذاب الذي يجري بهِ الاسفُ
بئس الزمانُ الذي القى عنانَكَ في
يدِ الغبيِّ وابقى الشهمَ ينتزفُ
فلا رعى الله دهراً فيهِ زاحمني
أوغادُهُ في هوىً يعزَى له الشرفُ
وقال
تجنَّبْ طعاماتٍ غلظنَ فكم قضى
بهنَّ شهيداً من عن النهم ما عفَّا
ولا تزوجَنَّ البطنَ بابنة أكلةٍ
فتندمَ عَّما فات اذ تلدُ الحتفا
وقال
بالطرف اومت الى الكاساتِ ناهدةٌ
اعطافُها قد شربنَ خبرةَ الظرفِ
فرحتُ سكرانَ لا عقلٌ ولا جلدٌ
فكان سكري قُبيَل الراح بالطرفِ
وقال
ارتنا في رياض الحسنِ لمَّا
تثنَّت غصنَ قدِّ ذا شنوفِ