٢٠٤
وفد العشق نحو قلبي لذا أَو
قَدَ نار القرى ليكرم وفدَهْ
بجنان الهوى تمشَّى جناني
ورعاها فما جنى غير وردهْ
وقال
دارٌ لنا قد حاز ساكنها
أجرَ شهيدٍ وهو في المعصيهْ
أتون «بختنصرَ» في صيفها
وفي الشتا بركة سبسطيهْ
وقال مخمسًا
خودٌ حسبتُ البدر من أشكالها
بعدت وكان القرب من أشغالها
رحْ أيها الساعي بقطع وصالها
قد زارني في الليل طيف خيالها
وطرحتُ فكري في بديع جمالها
قدٌّ أخذت إلى الصباح أضمهُ
والثغر يحكي المسك إذ هو ختمهُ
فلثمتُ طرفًا في فؤاديَ سهمهُ
ورشفتُ ريقًا سكريًّا طعمهُ
وطفيت نارَ صبابتي بوصالها
لما رأَت قلبي أليف حريقةٍ
أومتْ لشهبٍ في المغيب خفوقةٍ
ومُذ ارتضت بينًا بلطف طريقةٍ
قامت تميس بقامةٍ ممشوقةٍ
والساق منها قد ملا خلخالها
مالت تودعني وأرخت شعرها
فرأت ظلامًا لا يغيب فسرها
عادت وعاد الوهم يعلن بشرها
فضممتها حتى أقبل ثغرها
لفت عليَّ يمينها وشمالها