يراه الفرس صادقا يراه الغول باطلا ، وما يحكم عليه زيد بكونه
صوابا يحكم عليه عمرو يكونه خطاء . وهكذا فاننا نرى عددا وافرا من
هذه الحقائق الادبية ، قد صار سببا لكثير من الحروب بين البشر
والفتن والقلاقل والبلابل . والاضطهادات حتى ولكثير من
الانقلابات والآثار والدمار
وطالما نرى بين اصحاب الحقايق الطبيعية واصحاب الحقائق الأدبية
نزاعا وقراعا لا يفتران . على أن كلا من الفريقين يكافح وبقارع
الآخر باسلحة حقايقه ليستظهرها ويستنصرها فهذا الحجم بقوات الطبيعة
والهيولى . وذاك يهجم بقوى العقل والصواب ، هذا ينقض باجنحة
المشاهدة والمعاينة وذاك ينقض باجنحه الاستقراء والاستتاج وخاصة
حزب الحقائق العدمية ، فان ايقاد نيرانهم ضد حزب الحقايق
الوجودية لا يفتر شراره ، ولا يخبو اواره ، ولا يزالون ساعين في تدمير
معاهد الحقاقق الوجوديه وتهبيط كل مشاداتها لا يجاد المعدوم
وإعدام الموجود وحسبنا شهادة كل التواريخ على ذلك
صفحة:مشهد الأحوال.pdf/130
١٢٨
بيان
انا على ما انا من الخلق
باق علي مذهبي وسيف طرقي
اصون عرضي وإن نطقت فذا
بالحق فالحق لى يفي ويقي
ما لى عدو سوى الكذوب فلم
يزل عدوا لصاحب الصدق
لا اكذب الله ان لي شيما
نحمي في من شوايب الملق
فلا كبير سطا على ولا
يسد اسا منة على عنقى