٢٤
فهبطت عن عرش الكري مستبشرا
ورحضت وجهي وارتديت الاثمنا
واخذتها تحت الذراع ضحوكة
وكذا خرجنا و الضحى يذري بنا
والشمس قد اخذت بقبط هجبرها
تملى منافسنا وتشوي الاعينا
فتخذت مركبة وسرنا سرعة
نسعى الى حرش ببولونيا اكننا
حيث الرطوبة والعذوبة والصفا
حيث المسرة والمدار على الهنا
حرش كان الغاب فيه من القضا
هلعب فحبكت الغصون تحصنا
غاب بها الغزلان ترتع والمها
ترعى فلا وحش ولا غيلٌ هنا
وهنا ضراب عيون عين لاظبا
وكذا طعان قدود غبد لا قنا
وسنادس بالاقحوان تسمطت
فحكت سياطا بالكؤوس تزينا
وخمايل بالباسمين تسيجت
فهناك سلطان الزهور توطنا
وجداول للروض منعطفاتها
اضحت أساور نعم هذا المقتنا
فاذا تاملت البحيرات التي
تجري هناك وبطلها المتبطنا
لعجبت من بحر جرى في روضة
ومراكب سارت عليه بلاعنا
والجاريات ومن تجشم تبعها
هبطت به ابان تبعث القنا
شلالةيهوي الزلال مسلسلاً
عنها ويرجع دابرا متعنعنا
عجبا لماء قد هوي متكسراً
وعلى الكسور تراه يرقص في الغنا
فالصخر من جبس الثرى ورماله
لاملح كلس قام من هدم الفنا
وكذا من السين المياه جرين لا
من ذوب ثلج سيف الحبال تمكنا
لكنها هيهات يمكن ناقدا
نمييز ذا المبنى عن ذاك البنا
ذلك صنعة الايدي فما
ليد الطبيعة من مواقع ههنا