9 ت ۲۶۰ - ما هذا الولع بالتسفل وهذا الإنكار لكل ارتفاع ؟ ماهذا التمرغ في كل وضيع وهذا الحرد الذي لايطاق على كل شريف رفيع ؟ . فاللغات الفصحى لم تحفظ حتى اليوم لأن الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال يتكلمونها في البيت والسوق ، ولم تحفظ حتى اليوم لأنها مزية طبقة من الطبقات الاجتماعية أو مزية الأغنياء القادرين على التعليم ، فإن أغنى الأغنياء كثيراً ما كانوا من أضعف المعبرين ، وأفصح الفصحاء كثيراً ما كانوا من الفقراء والمعدمين . و إنما اختلفت اللهجتان على مدى الزمن بضرورة الاختلاف بين حياة البيت والسوق وحياة المعرفة والتهذيب التي تتجاوز حاجة اليوم إلى حاجة الأجيال و انما الحقد على كل شريف رفيع هو الذي يسول للببغاوات أن يحاربوا اللغة الفصحى باسم الشعبية والشعبية منهم براء . والمرجع بعد إلى الذوق والشعور وخصب الخيال ، وهي ملكات حرمتها الشيوعية وذووها من كارل ماركس إلى أذنابه الذين لا يفقهون مايقول ، ولو فقهوه لما عظم شأنهم بين شئون النفوس والعقول
صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/268
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
![](http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/55/%D9%8A%D8%B3%D8%A3%D9%84%D9%88%D9%86%D9%83_%281946%29_-_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%AF.pdf/page268-1024px-%D9%8A%D8%B3%D8%A3%D9%84%D9%88%D9%86%D9%83_%281946%29_-_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%AF.pdf.jpg)