فريق العدا من حد عزمك يفرق

فريق العدا من حد عزمك يفرق

​فريق العدا من حد عزمك يفرق​ المؤلف ابن شهيد


فريق العدا من حد عزمك يفرق
وبالدهر مما خاف بطشك أولق
تيممته والعد حولك جحفل
وقارعته والنصر دونك خندق
عجبت لمن يعتد دونك جنة
وسهمك سعد والقضاء مفوق
ومن يبتني بيتا ليقطع دونه
ممر رياح النصر وهو الخورنق
وما شرب ابن الشرب قبلك خمرة
من الذل بالعجز الصريح تصفق
توهم فيه الرعن حصنا فزرته
بأرعن فيه مرعد الموت مبرق
وحولك أسياف من السعد تنتضى
وفوقك أعلام من النصر تخفق
بابيض مسود الدلاصي كأنه
شهاب عليه من دجى الليل يلمق
وأسود مبيض القباء كأنما
يطير به نحو الكريهة عقعق
وخيل تمشى للوغى ببطونها
إذا جعلت بالمرتقى الصعب تزلق
أدرت رحى الحرب الزبون بساحة
وغالبته والجو بالبيض يعبق
فلما حوت كفاك رمة أمره
وشد بكف الحصر منه المخنق
واسقيته من جمة الأمن صافيا
إذا ذاقه من ذاقه يتمطق
وكم لك مثلي مسترق مكارم بعفوك من رق المنية يعتق
...
كشفت سماء المجد عنك فلم أجد
سوى كرم عن طيب خيمك ينطق
فإن أنا لم أشكرك أبيض معرقا
فلا هزني للمجد أبيض معرق
فيا أيها الباغي الفرار أمامه
هو الموت فاعلم أنه سوف يلحق
غناك سعدك في ظل الظبا وسقى
فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا
سقيا لأسد تساقى الموت أنفسها
وتلبس الصبر في يوم الوغى حلقا
قامت بنصرك لما قام مرتجلا
خطيب جودك فيها ينثر الورقا
سريت تقدم جيش النصر متخذا
سبل المجرة في إثر العلا طرقا
في ظل ليل من الماذي معتكر
يجلو إلى الخيل منه وجهك الفلقا
وصفح قرن غداة الروع يكتبه
من الظبا قلم لا يعرف المشقا
أجريت للزنج فوق النهر نهر دم
حتى استحال سماء جللت شفقا
وساعد الفلك الأعلى بقتلهم
حتى غدا الفلك بالناجي به غرقا
من كل أسود لم يدلف على ثلج
بأن جدك يجلو صفحه يققا
كأن هامته والرمح يحمله
غراب بين على بان النقا نعقا
إذا ونى ثغر الخطي ثغرته
أو عاذ بالنهر مسلوب القوى غرقا
وأي نهر يرجي العبر عابره
وسفنه طافيات غودرت فلقا