كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الإيمان/باب قول الله تعالى وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله
باب قول الله تعالى وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله عدل
مسلم: حدثني محمد بن منهال الضرير وأمية بن بسطام العيشي - واللفظ لأمية - قالا: ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح - وهو ابن القاسم - عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: " لما نزلت على رسول الله ﷺ: {لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله ﷺ. قال: فأتوا رسول الله ﷺ، ثم بركوا على الركب فقالوا: أي رسول الله، كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها. قال رسول الله ﷺ: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا. بل قولوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير. قالوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير. فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم أنزل الله - عز وجل - في إثرها: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} فلما فعلوا ذلك نسخها الله - عز وجل - فأنزل الله - عز وجل -: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال: نعم {ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا} قال: نعم {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} قال: نعم {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} قال: نعم ".