لم يبق للحزن لي صبر ولا جلد

لم يَبقَ للحزنِ لي صبرٌ وَلاَ جَلَدُ

​لم يَبقَ للحزنِ لي صبرٌ وَلاَ جَلَدُ​ المؤلف وردة اليازجي


لم يَبقَ للحزنِ لي صبرٌ وَلاَ جَلَدُ
وَلاَ دموعٌ تَفي لي حقَّ مَن فقدُوا
وَضاقَ صَدرِي ممَّا قد تَرَاكم من
حزني ولم يبقَ لي للإحتمَال يدُ
بينا يُضمَّدُ لي جرحٌ لفقد أخٍ
يجدّدُ البينُ جرحاً ليسَ ينضَمدُ
أَخنى الزمانُ علَينا مثل عادتهِ
واغتال مَن هو ركنُ البيت والسَنَدُ
مَضَى الشقيقُ فشقَّ القلب مصرَعُهُ
وخلَّف النار في الأحشآءِ تتَّقدُ
فارقتَني يا شقيقَ الروح مُبتعِداً
فما حَياتي وعني أَنتَ مُبتعدُ
يا قائلَ القول ما زلَّت بهِ كلمٌ
وصاحبَ الرأي حقَّا ليس يُنتَقدُ
تسيرُ في إِثرهِ الأَفهامُ قاصدةً
موَاقعَ الحقّ حيث الصدقُ والرشَدُ
مُنشي الفُصُول التي ما خطَّها قَلَمٌ
ربُّ البَيانِ الذي لم يحوِهِ أَحدُ
قولٌ يسدّدهُ علمٌ يؤَيّدهُ
حكمٌ على رأيهِ الآرآءُ تعتمِدُ
وكوكبُ الشرق ما تخبو لهُ لمعٌ
وإن خَبت فالضيا في إثرها مَدَدُ
بما نَشرتَ لسان العربِ مُعتصمٌ
وَمَا نَظَمتَ لسان العرب مُعتَضد
أَعطَى بنوهُ يراعاً منكَ امرَهُم
فأيَّما نُجعَةً أَورَدتهُم ورَدُوا
فضلٌ سَيبقَى بقآءَ الدهر مُتَّصلاً
عليكَ لا يَنقَضي أو يَنقَضي الابَدُ
أَضحَى بهِ لا ينالُ الموتُ رفعَتهُ
حيَّا أكادُ أَراهُ حيثُ أَفتَقدُ
لئن تكُن كِمدَت منهُ محَاسنُهُ
فليس يغشى سَنَا أَقوَالهِ كَمدُ
والليلُ لم يخفِ وجه الشمس لامعةٌ
فالشمسُ في كلّ نجمٍ في العُلَى تَقِدُ
يا صخرُ بنتُ الشريد اليوم مُنتَشرٌ
لها عليكَ قَوَافٍ في الورَى شُرُدُ
هَيهاتِ ما فَقَدت صُخري وَلا نَظَمت
دَمعي ولاَ وَجَدَت خنسآءُ ما أَجِدُ
بَكَت وحيداً وأبكي ستةً ذَهبوا
لكلّ مَحمَدةٍ بينَ الوَرَى وُلِدُوا
يا رحمةَ الله حلّي في مضَاجِعهم
ويَا غمائم جُودي حيثُما رَقَدوا