مجلة الرسالة/العدد 177/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 177/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 23 - 11 - 1936



أوجين أونيل الفائز بجائزة نوبل للآداب

ذكرنا في العدد الماضي أن الأكاديمية السويدية قد منحت جائزة نوبل للطب والفسيولوجيا هذا العام إلى العلامة النمسوي الدكتور أوتو ليفي والعلامة الإنكليزي السير هنري هالت ديل.

والآن نذكر أنها منحت جائزة نوبل للآداب إلى الكاتب الأمريكي الشهير أوجين أونيل ?

وأوجين أنيل هم أعظم كاتب مسرحي أمريكي في عصرنا، اشتهرت قطعه التمثيلية في أمريكا وفي العالم القديم معاً؛ وكان مولده في سنة 1888 بمدينة نيويورك من أب ممثل شهير، ودرس أوجين في هارفارد وقضى شباباً مضطرباً يعالج مختلف الأعمال، وينتقل من بلد إلى بلد، فاشتغل بحاثاً عن الذهب، واشتغل بحاراً، وصحفياً مخبراً، وممثلاً، وأحرز خبرة كبيرة في مختلف الأعمال؛ وأصابه السل وهو في بدء شبابه، فأودعه أبوه أحد المستشفيات، وهنالك كتب عدة قطع تمثيلية من فصل واحد؛ ولما شفى عاد إلى كلية هارفارد وتلقى دروس الكتابة المسرحية على الأستاذ باكر؛ ومثلت بعض قطعه المسرحية في الأقاليم فأصابت نجاحاً. وفي سنة 1919 ظهرت أولى قطعه الكبيرة بعنوان (ما وراء الأفق) فنالت شهرة كبيرة؛ وفي سنة 1921 ظهرت (الإمبراطور جونس) فزادت في شهرته؛ وفي سنة 1922 ظهرت (أنا كرستي) ومن أشهر قطعه رواية (القرد الغزير الشعر) وقد مثلت بنجاح عظيم في نيويورك ولندن. وظهرت بعد ذلك عدة قطع اشتهرت كلها في العالمين الجديد والقديم ومثلت في جميع العواصم الكبرى، ومنها: (1927) و (1928). وقد امتازت روايات أونيل بأنها تعرض المحادثات النفسية للأشخاص على المسرح في ثوب جديد ساحر، واشتهر بعضها بالتطويل حتى إنها لتبلغ تسعة فصول، وتستغرق في تمثيلها خمس ساعات، ومع ذلك فقد اشتهرت بقوتها وعميق تأثيرها. وقد تقلب أونيل في الكتابة بين عدة مذاهب (الحقيقي) و (التعبيري) والرمزي والنفسي؛ وهو لا يعنى بشيء من الآراء والمذاهب والسياسة والاقتصادية، وكل ما يعنيه هو الفكرة الإنسانية، وما تعرضه في الحياة الواقعة؛ ومعظم الخواتم في قطعه تعرض الخيبة والفشل، ويهزم الأشخاص لا بخطئهم أو تقصيرهم ولكن بفعل الحظ والمصادفة، وهي مؤثرات يبغضها أونيل ويرى أنه لا حق لها أن تؤثر في حياة الفرد.

جائزة نوبل للعلوم الطبيعية والكيمياء

ومنحت جائزة نوبل للعلوم الطبيعية للعلامة النمسوي الدكتور هيس والعلامة الأمريكي الدكتور هندرسون مناصفة بينهما، ومنحت جائزة نوبلللكيمياء للعلامة الألماني الدكتور هيلاندى دربي من معهد برلين.

وفاة شاعر مجري كبير

نعت إلينا بودابست الأخيرة الكاتب والشاعر المجري الكبير ديشو كوشتولاني توفي في الثالث من نوفمبر بمنزله في بودابست بشارع تابور بعد مرض طويل. وكان مولده بقرية زباتكا من أعمال جنوب المجر؛ وتلقى دراسته بجامعة بودابست؛ واشتغل بادئ ذي بدء بالصحافة؛ ثم كتب بعض القصص ونظم الشعر؛ وترجم إلى المجرية عدة قطع خالدة من شكسبير، وموليير، وموباسان، وفلده، وغيرهم من الشعراء المحدثين من كل قطر وكل لغة. ومن أشهر مؤلفاته (الشاعر الدموي) وهي قصة رائعة عن عنصر نيرون، وقد ترجمت إلى الإنكليزية وهو شاعر مجدد بمعنى الكلمة وقد استطاع أن يصوغ أعقد المسائل المعقدة المحدثة في أجمل الأساليب وأرقها، ومن منظمة المجموعات الآتية: (بين جدران أربعة) (1907) (أنين طفل) (1910) (السحر) (1912) (أخي) (1915) (بوبي) (1916) (الخبز والنبيذ) (1920) (أنين رجل محزون) (1921) العارية (1927) وغيرها، وقد ترجمت معظمها إلى الإنكليزية.

في الأكاديمية الفرنسية

في الأنباء الأخيرة أن ثلاثة أعضاء جدد قد انتخبوا للجلوس في الأكاديمية الفرنسية والانتظام في سلك الخالدين، وهم الأميرال لاكاز وقد انتخب مكان السياسي الكبير جول كامبون، والمونسنيور جرانت وقد انتخب مكان المؤرخ الكبير بييردي نولهاك، والمسيو جاك دي لاكرايتل وقد انتخب مكان الشاعر والقصصي الكبير هنري دي رينيه.

وينتمي كل من الأعضاء الجدد إلى طراز خاص من التفكير، فالأميرال لاكاز من رجال الحرب، ولكنه كاتب وخطيب كبير؛ وهو اليوم في الخامسة والسبعين من عمره، وكان وزيراً للبحرية، وقائداً لأسطول الغواصات أيام الحرب الكبرى؛ ومن تقاليد الأكاديمية أن يمثل فيها دائماً إلى جانب أبطال الأدب، أبطال العسكرية البارزين في التفكير والثقافة مثل الماريشال فوش الذي كان من أعضائها.

وأما المونسنيور جرانت، فهو على رغم كونه من رجال الدين، كاتب ومؤرخ كبير؛ وهو دكتور في الآداب، وقد انتخب منذ سنة 1928 لمنصب الأسقف، وكان من قبل مديراً للمعهد الكاثوليكي في ليل؛ وله ثبت حافل من الكتب والمصنفات المختلفة نذكر منها: (عيوب التربية المنزلية الحالية) (بوسويه في متز) (تطور الشعائر والعبادات في باريس منذ الثورة إلى عصر الكونكوردا) (شهداء سبتمبر سنة 1792) (رسالة إلى المشرق) وكثير غيرها، وهو خطيب مفوه ومحاضر بارع، وقد اشتهر بمحاضراته الدينية والاجتماعية التي يلقيها من آن لآخر في العواصم الأوربية المختلفة.

وأما جاك دي لاكرانيل فهو كاتب وقصصي كبير، وقد ولد بمصر ونشأ بها؛ وكان بمصر في العام الماضي وألقى بعض محاضراته في القاهرة والإسكندرية؛ وهو من أساتذة الشباب في القصة المعاصرة، بيد أنه يميل إلى النزعة القديمة، وينتمي بنوع خاص إلى مدرسة الأب (بريفوست)؛ ويؤثر الاستعراض الهادئ للأحداث والفواجع، وأسلوبه حاد ولكنه واضح. ومن أشهر قصصه (الحب الزوجي) و (الأسقف العالية).

أنباء الزمن في أخبار اليمن

أصدرت (مجلة الإسلام) الألمانية فيما تصدره من دراسات لتاريخ الشرق الإسلامي وحضارته القسم الأول من مؤلف هام عن تأريخ اليمن، هو (أنباء الزمن في أخبار اليمن) ليحيى بن الحسين بن المؤيد اليمني. وقد وقف على طبعه وتصحيحه والتعليق عليه ومهد له في مقدمة طويلة بالألمانية الدكتور محمد عبد الله ماضي عضو بعثة الإمام محمد عبده، ونال بتقديمه إجازة الدكتوراه في مايو الماضي. وهو يطبع لأول مرة عن مخطوط قديم، ويتناول تأريخ اليمن في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع من الهجرة من سنة 280 إلى سنة322 هـ. وقد أهدى الناشر ثمرة مجهوده إلى روح المرحوم الإمام محمد عبده اعترافاً بفضله ومآثره؛ وسنعود إلى دراسة هذا السفر في فرصة أخرى.

فكرة العصبية عند أبن خلدون أصدرت مجلة (الإسلام) الألمانية كذلك في مطبوع خاص رسالة بالألمانية عن (فكرة العصبية في مقدمة أبن خلدون)

وهي الرسالة التي تقدم بها صديقنا الدكتور طاهر خميري مدرس اللغة العربية بكلية همبورج إلى نيل إجازة الدكتوراه. ويشرح المؤلف نظرية الفيلسوف أبن خلدون في (العصبية)، وأثرها في القبيلة وتكوين الملك بطريقة نقدية مقارنة، وسنعود أيضاً إلى استعراضها ودراستها في فرصة أخرى.