مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى/العودة من باريس


العودة من باريس :

وغادرنا باريس يوم ٦ كانون الثاني ۱۹۲۰ . الى طولون ، وخصصت البحرية الفرنسية السفينة « والدك روسو ، لتقل سموه إلى بیروت ، فأمرنا علها في 7 كانون الثاني ووصلنا بيروت في ۱۳ منه . وكان في استقبال سمو الأمير الجنرال دولا موطا نيابة عن الجنرال غورو ، و حيته ثلة من الجنود الافرنسيين ، وكان استقبال السلطة العسكرية الفرنسية للامير ( مبرقعا ) جميع مظاهر الفخامة والصداقة . فسار الامير في موكب كبير الى دار المعتمد العربي المجاور لمنزل السيد عمر الداعوق . وفي المساء حل ضيفا على عمر الداعوق . وقد زار الامير الجنرال غورو، ورد له الجنرال الزيارة . وأقامت السلطة الفرنسية للامير حفلة كبرى في حديقة «البارك» · ومن غرائب الصدف أن تظهر رغبة غورو في التقدم على الأمير أمام الجمهور مع أنه في مناسبة كهذه في لندن ، قدموا الأمير على جميع الحاضرين ، ومن بينهم رئيس الوزارة ورئيسا مجلس اللوردات والعموم ، فانظر كيف تختلف العقليتان السكسونية والفرنسية ·

و قابل الأمير في دار المعتمد العربي وفود البلاد التي تهافتت لاستقباله وتحيته والاطمئنان على نتيجة مساعيه في مؤتمر السلم ، څادثهم أحاديث تنم عن رغبته الصادقه بتنفيذ اتفاقه مع کلمنصو، وانه قبل الاتفاق بعد أن استوثق من أن مصلحة البلاد تستلزمه مع فرنسا ··· وحمل إلى الأمة ما تمكن من الوصول اليه لتحقيق رغباتها ، وزاد بأنه سیستشير الأمة في نصوص الاتفاق قبل اقراره بصورة نهائية ، ثم يعود . مع الأوروبة لاستمام مهمته في مؤتمر الصلح والعمل على تحقيق ما تصبو إليه البلاد من حرية و استقلال . فاستصوب رأي الأمير جميع الوجهاء وذوي النفوذ المتوارث . إلا أن أعضاء جمعية الفتاة والعاملين معها من الشباب النير لم يرضوا بما وقع ومن بيروت قصد سموه إلى دمشق حيث استقبلته المدينة بمظاهر المحبة و آیات الاحترام ، وكان يوما مشهودا يعز منه النظير ، ولما كانت فكرة الاستقلال التام النا حز في ما تصبو اليه كافة الطبقات ، فقد دافع الأمير عن وجهة نظره بلباقة كافة الذين قابلوه بمناسبة عودته وكانوا خلاصة رجالات البلاد السورية . وقد زارني بعد عودتنا بضعة أيام وفد من الصحفيين لاكتناه سبب مناهضتي لاتفاق فيصل - كلنصو ، ولم أجد أي صعوبة في اقناعهم بوجهة نظري . إلا أن بعضهم تمسك بأن الانتداب الذي سيحال إلى فرنسا من قبل جمعية الأمم بعد تأسيسها مقيد بقيود دولية و يلزمها باعطاء الجمعية تقارير سنوية عن أعمالها . وهذا ضمان قوي لعدم وقوع مثل ما يحدث في تونس ومراکش ، في سورية ، فكان جواني أن الانتداب ليس إلا الحماية مقنعة ، زور مبرقشا في الظاهر لتقبلة الأم الضعيفة ، ولا يمكن التوفيق بينه و بين الاستقلال ، فنشرت الصحف هذا التصريح الذي أحدث ضجة كبيرة، لأن الكثيرين كانوا مأخوذين ما كان يتردد على الالسن من أن عصبة الأمم ستكون مؤسسة العدالة والانسانية التي انبثقت عن الحرب العظمى . وما أصدق الأستاذ دبوي عضو المجمع العلمي الافرنسي واستاذ الحقوق الدولية إذ أدلى برأيه عن الانتداب فقال : 6 - ۱۹۱ د حقا أن الانتداب أحيث وأدهى ما جاءت به سياسة الحرب العظمی إذ ما هو إلا الحماية مقنعة مستترة. ولو أن العضو المجمعي أدلى بهذا الرأي قبل أن أدلي به أنا لم أحدث ما قلته هاتيك الضجة التي غذاها أذناب المستعمر لقد جعلت المادة الثانية والعشرون من صك عصبة الأمم ، سوريا والعراق في صنف (آ) من درجات الانتداب الثلاث . وهذا نصها : د وصلت بعض الجماعات التي كانت سابقا جزء من المملكة العثمانية إلى درجة من الرقي جعلتنا نعتبرها موقتا أما مستقلة ، بشرط أن رشدها في ادارة شؤونها نصائح ومعونة حكومة منتدبة إلى الوقت الذي تصبح فيه قدرة على قيادة نفسها. ويجب قبل كل شيء أن تراعي أماني تلك الجماعات في انتخاب الحكومة المنتدبة ، . و أعمري ألا يكفي ما جاء في هذه المادة المنح فرنسا حرية العمل في سورية ؟ وهل روعيت أماني السوريين عند تخويل فرنسا حق الانتداب على سورية ؟ ألم رفض السوريون الانتداب الافرنسي رفضا بیا تا قبل تقرره في مؤتمر الصلح ؟ ☆ ☆ ☆ هذا ولقد أقام النادي العربي للامير بعد وصوله لدمشق بنحو عشرة أيام حفلة كبرى خطب فيها الكثيرون من الشباب و كانت كافة الخطب تعارض فكرة الامير بلباقة . وتهدف إلى التمسك بالاستقلال بدون حماية أو وصاية ، والمطالبة بالدفاع عن الاستقلال بكل غال ورخيص ، سے ۱۲ 6 اربد خدم بلاده وأمته . هنا ، ثم بتشكيل حكومة قوية تؤمن ذلك . فرد الأمير على الخطباء بعد شکر النادي على حفاوته خطاب ارتجالي قال فيه : قبل أن أفتح كلامي ، أنتي كلتي في الموضوع الذي يهمني وهو إبداء الشكر للشبيبة التي دعتني الآن لتحتفل بي وتكرمني لأعمال قمت بها بما يجب عليه أو قصرت عنها ، وعلى كل حال ، فاذا وقع مني تقصير فأرجو أن يشمل بنظر الكمال ، واذا قمت بشيء من الاكمال ، فهو واجب لا شكر عليه ، لأنها وظائف رجل أن أنا أشكركم أيها الأخوان لاحتفائر بشخصي وأقول اني أتيت الى بدعوة من شباب هذا النادي الذين جاءوني وقالوا نريد أن نراك تنادينا ونحتفل بك في هذا النادي . أسس هذا النادي يوم خروج العدو من هذه البلاد أترقية الشباب ، وترقية الفكرة المدنية ، وترقية العلم، والفكرة الوطنية التي يسعی وراءها ، وليكون ناديا ينهض بالشبان والشبيبة فيلقهم العلم فقط طالما ألقيت في هذا النادي الخطب العلمية والأدبية كما القيت السياسية أيضا ، وقد كنت أود ألا تلقي فيه غير الخطب التي أسس لأجلها ولكن الاحوال السياسية جعلت الشبان يهتمون في بعض الأحيان بأمر مستقبل بلادهم ، وهكذا مخرجون عن الغاية التي وجد النادي لأجلها ، لأن الظروف قضت علينا بأن نكرر الخطب السياسية كنت في العام الماضي أشاهد من موقفي هذا رقعة كتب . علها . ممنوع التكلم بالسياسة ، ولكن وأنا واقف هذه السنة أيضا في نفس الموقف لا أجد الرقعة ، ليس هذا خطأ الأمة أو الشبيبة ولكن 6 ۱۳ الأحوال السياسية قضت على النشء بترك الخطب العلمية ، فأهملوا دروسهم وكتهم وأخذوا يتدخلون في الأمور السياسية لاعتقادهم أن العلم أصبح في مثل هذه الأيام في الدرجة الثانية بالنسبة لحراجة الموقف ولان الدفاع عن الوطن فوق كل شيء وقد آليت على نفسي ألا أتكلم إلا في المواضيع العامية ، ولكن الضرورة جعلتني ألتمس لنفسي العذر وأتكلم الآن بالسياسة وهو نفس العذر الذي انتحلته لكم معشر الشباب اخواني : تعلمون بأنه لا يبحث في نواد علمية كهذا النادي إلا في العلم وانتي أصرح بأنه اذا لم يسر النادي على هذه الخطة ، فلا للوطن ، لأن الشاب اذا ترك العلم واشتغل بالسياسة يكون منه فائدة أهمل مستقبله 6 هذا أما السياسة ومجری من جهة النادي وما يجب أن أقوله الأحوال في الغرب فأقول بصفة غير رسمية ، لأن النادي غير رسمي ولا يوجد مجلس نواب ، لأأطمئن الأمة على مستقبلها ، اني أتيت من الغرب لأقف على رغائب الأمة ، بعد انسحاب الامير كان من المعترك السياسي ، وكنت أود أن آفات أرباب التفكير في مستقبل البلاد بالحالة في الغرب لانني جئت لامکث بضعة أيام ، ثم أرجع إلى ما يجب علي الاهتمام به هناك أنا لا أزال ذلك الرجل الذي تتصورونه سواء أكان تصور کم حسنا أم سيئا فأنا لا همني ذلك مقدار ما يهمني العمل ومستقبل الأمة ، - 164 فاني غاية واحدة وهي ولا يهمني أينا ما يقال عني مدحة أو هجاء أو غير ذلك فالامة كالافراد أحرار في قولون . ولهذا لا أنظر إلى ما قيل ولا إلى ما يقال ولا إلى الافكار المتباينة تصدر عن أفئدة مملوءة بالحاسة سواء كانت من أفراد أو جماعات فالامة بأجمعها ترغب أن تكون مستقلة ، وأنا أفخر اذا رأيت شبانة يطلبون الاستقلال و تحسسون بهذا الشعور العالي الذي يضمن لنا المستقبل وما أسست هذا النادي إلا لأجله واني وإن كنت لا أحيط علم بكل ما تحول في الأفكار المختلفة أفتخر بشيء واحد وهو اني أحببت وطني ، وسعيت لوطني ، ولي أن أرى بلادي مستقلة ، ولا تنحصر هذه البلاد في بلدة واحدة بل ان كل بلاد العرب في بلادي أنا والله لا تخيفني قوة الحكومة ولا قوة الجمعيات ، وإنما أخاف التاريخ والمستقبل وأخاف أن يقال أن فلان) عمل عملا لا يليق بآبائه وأجداده الذين كانوا يسعون الاستقلال ، وأرجو أن في الغرب مثل ما أنا هنا لا ابدل كلامي سواء أمام السياسيين أم في أحرج المواقف ، ومبدئي أن تكون بلادي مستقلة وأنا عامل بما هداني الله اليه لاستقلال بلادي وارجاع مجدنا الغابر ، والله يشهد بانني أسعى لذلك ولا أظن بانه يوجد في البلاد رجل واحد رضي باستعباد الأجنبي ، بل أعتقد أن الرفيع والوضيع والشيخ والشاب والعالم والجاهل يشعرون بشعور واحد وهو طلب الاستقلال التام للبلاد اخواني : ربما لاحظتم اني أتلعثم في القول ، فأنا لست بخطيب ولم أعتد أن الأمة بأني هو 5 سن ۱۶۰ مس م أقول كثيرة لاني ألفت الصمت ، ومن عرفني قد ما يعرف ذلك عني ، ولذلك ارغب ان تكون الامة صامتة مثلي تعمل كثيرة وتقول قليلا . شكر أحد اخواني الخطباء لمحمود الفاعور صمته ، وكان محمود الفاعور منعزلا في البادية صابر صامتا ، وعندما رأى الاعتداء عليه قام وفعل بدون أن يقول ، الأمر الذي أرغب أن تكون الأمة عليه أنا سنة ونصف ونحن نقول ، كفانا خطبة ، كفانا أقوا، نحن في أيام العمل لا في أيام القول ، أن الأقوال لا تأتي بفائدة ولكن الأفعال تفيد كثير ، غبت عن البلاد أربعة أشهر ولا أشك بأن التارخ تحفظ محفظ ما فعلته بالغرب سواء أكان جيدا أو رديئة ، قليلا أو كثيرة ، ولا انزه نفسي عن الخطيئات لاني كنت أقول ما يلهمني ضميري ، ولما عدت إلى هنا رأيت الأمة بأشد الحماس ، ولكنه حماس لا تعدی القول ، وحبذا لو قرن هذا الحماس با اعمل ، أنا أدعو الأمة إلى ذلاث إذ لا حياة لها إلا اذا فعلت كما أقول نحن بحاجة إلى التعاون ، إلى التعاضد إلى التكاتف ، الى التعارف ، إلى العمل ، وانني أود أن تكون الامة كما قال أخونا یوسف اسطفان . قال أخونا الشهبندر دوكان الدكتور الشهبندر من خولیاء الحفلة ، : اذا اعتمدت الأمة على الحكومة يكون كذا ويكون كذا وأقول هذا الصدد أن الحكومة تمثال الأمة ، وان حكومتنا حكومة موقتة ليس لها صفة قانونية أمام المجموع وهي قائمة رأي اعتمدته الأمة وهو أنا ، فالحكومة هي شخصي هذه ، لذلك لا يمكن لشخص أو جماعة أو لجنة من الأحزاب أن 6 لأسباب عديات هي - ۱۹۹ تقول بعدم اياقة هذه الحكومة ، إذ لا حق لهما بالتدخل في هذه الشؤون . وأود أن تعضد الأمة والشبان الحكومة التي اعتمدها ، أقول هذا وأنا مقتنع بكوني سعيت مند ابتداء الحرب إلى ما فيه خير الأمة وخلاصا اني روح الحركة والامة باعتمادها على الحكومة تعتمد علي إلى أن تسنح لنا الفرص ويتسع لنا المجال فنؤ أن المجالس التي تعتمد الأمة عليها لذلك فأنا لا أسميح في ساعتنا هذه الشخص أو جماعة أن يقول بأن الحكومة كذا وكذا أو أن يطلب ابدال حاكم حاكم لأنتي أنا المسؤول حتى انعقاد مجلس الأمة وعندئذ أتنصل من المسؤولية وأضعها على الأمة ان الحكومة اليوم في حكومة عسكرية ، حكومة موقتة غير منتخبة من طرف الشعب ، ولبعض اسباب لا أقدر أن أثرها اؤخر التشكيلات الى أن اقدم للامة هدية الاستقلال آن وجائي عظيمة كبيرة وأنا أفتخر اذا رأيت شباب الأمة يعاضدوني في طلب الاستقلال ، في طلب الحياة الحرة أنا أعترض على اخواني عندما يقولون أفعل كذا ، وبدون أن يستثيروا عن انمي ، أن عزامي قوية بعزائم شبان بلادي ، بافكار كل مفكر في بلادي ، لان شخصي مثل الأمة اكرر قولي واؤكد بأنه لا حياة لنا الا اذا نظمنا أمورنا، واعتمدنا على حكومتنا وعلى بعضنا وكل شخص منا له واحمه الدكتور شهبندر اظهر لي ساعته وقال انه من الشعب ، ويدخل 6 وسيمثلها داما - ۱۷ بيوت الشعب ، ويعرف أفكار الشعب بحسب مهنته ، وعندي ان اول عمل يجب ان يعمل له الدكتور هو تربية الفن المختص به فاذا عمل كل فرد منا ما يجب عليه السياسي والطبيب والجندي والصانع تنتظم حركة الأمة بأجمعها أعود فاؤكد لكم يا اخواني باني عامل على ما أتم تطالبون به وهو الاستقلال التام ، الاستقلال الذي لا تجعل لامة من الأمم حق السيطرة عليكم ، ولكني في الوقت نفسه أقول أن بينكم وبين الام الغربية صلات تصلك، ولا تقدرون أن تستغنوا عنها الان وسائط النقل الحديثة جعلت اوروبا في بطن سوريا واذا قلتم انكم تستغنون عنها عرفت انكم لا تريدون الحياة تقولون ان الام الكبيرة ستفعل بنا كذا وكذا ، أجل انها الان الام الناهضة لا تستعيد أبدا. تكلم الدكتور شهبندر عن الامة المصرية فقال انها كانت مستعبدة ولكنها اليوم عاشت و قویت وقامت تناضل أكبر حكومة وتطلب حريتها فهذا من نتائج التربية السياسية ومتى عرفت الأمة السورية وجائها تستقل ولا تستعيد لا تستعبد مستعدة للاستعباد عبير نحن في موقف حرج ج جب ألا تحتقر فيه الام لاننا باحتقار نا الاحدها نكون قد احتقرنا أنفسنا . أمامنا دول كبار وأم عظام ، محب علينا أن نحترم كل أمة وكل حكومة متى احترمت بلادنا و استقلالنا ومنافعنا لا نحب أن نعادي ، ولا أن نتجاوز على حقوق غيرنا ، كما اننا . هذه وصيتي 6 لا نريد أن يتجاوز احد على حقوقنا . أطلب من كل الامة والشبان أن يتكاتفوا و يؤيدوا حكومتي التي ستقوده إلى الخير ، وأن يفعلوا کا لفاعور في سكوته ، وأن لا يكثروا من الأقوال ، ولا يعادوا أحد ، لا بألسنتهم ، ولا بصحفهم ، ويعتمدوا على حكومهم . اليكم والحكومة تنتظر منك أن تؤازروها، وأنا سأعمل واجي وأشكل حكومة أعتمد عليها ويجب على الأمة أن تعتمد عليها أيضا ، وأرغب أن الاخوان جميعا يعاضدون حكومتي التي أرجو أن أسمع من أخبارها في الغرب ما يسرني لا تمكن من المطالبة بالاستقلال حتى آخر نقطة من دمي . لقد علمت أنه يوجد خلاف بين بعض الطبقات والأفراد فلهذا أطلب ازالة هذه الاختلافات وأن تكونوا بدا واحدة نحن لا نريد أن يكون بيننا من يفرقنا لاننا سنعيش محترمين واذا اقتضى الحال فاننا نقول لذاك الشخص اخرج من بلادنا فلسنا اخوانك . اه وزار رضا باشا الركابي الأمير فيصل في صباح ۲۳ كانون الثاني ۱۹۲۰ عقب حفلة النادي العربي وشکا كثيرة من تردي الحالة في البلاد ، خطيب الأمير خاطره وأجابه بأن الوطن لا يستغني عن خدمات كبار رجالاته المحنكين أمثاله ، وأنه سيظهر أثر ذلاث بعد بضعة أيام . وقد قدم الركابي أفيصل كتاب مؤرخ في 18 كانون الثاني شرح فيه أسباب استقالته وهذا نصه : صباح 10 كانون الأول ۱۹۱۹ استدعاني سمو أخيكم (زيد) إلى - ۱۶۹ جری مه داره فتشرفت بحضوره ، فسألني عما فتكامت ما عرفته فأجاب بأن عادل أرسلان ونوري السعيد أخبراه ما جرى في الليلة الماضية ثم سأله - أي الأمير زيد - عن رأيه فأجابه بأن هؤلاء الأشخاص جماعة الفتاة والاستقلاليين ، لا صفة لهم ولا يمثلون إلا أنفسهم ، لا يهمهم الوطن ، ولا دفاعه ، ولا تهمهم سوى غايات مكنونة في صدورهم ، وربما تكون ضد الامارة مبدئي) وأرى شدة المسؤولية في هذا الباب . وعليه فإني لا أستطيع أن أتبع سياسة الأشخاص غير المسؤولة تحت أي اسم كان ، الداعية إلى الفرقة وإماتة الحركة الوطنية في الوقت الذي نحتاج فيه لجمع القوة والكلمة ، كما أني لا أقدر أن أرى حكومة غير مسؤولة ، تسيطر على حكومة مسؤولة ، تمثيلا للدور الاتحادي البائد ، وأعتقد أن الحكومة التي تسير على رغائب الأشخاص أو الأحزاب غير المسؤولة ، فمصيرها ومصير الوطن معها الى الراب وعليه فإما أن يعتمد علي ويعاضدي لاتمكن من قمع هذه الفوضى قبل استفحالها أكثر مما هي عليه وإما أن يظهر ارتياحه لسياسة المذكورين فأنسحب . فأجابني بأن أكون مطمئنا على حفظ حقوقي فشكرته وانسحبت لداري . . و بعد مشي ساعة من عودني شرف سموه ورفقته نوري السعيد رافض قبول انسحاني ، فأحبته لوم أر عايله أسياسة الأشخاص المعلومة وارتياحه لانسحاني لما انسحبت ، والآن أقرر ما قلته أولا فان رأى لزومة أو جودي في الحكومة فليعتمد علي و يعاضد لي وعندها أعود وإلا فلا عودة لي وفي النتيجة أمرني بأن اكون مأذونا بينما تتشرف البلاد بعودة سموكم وأوكل عبد الحميد باشا ( القلطقجي ) فوكلته من قبلي بعد يومين عين سموه مصطفی نعمة لوكالة حب رغائب الاشخاص 6 < 6 6 - ۱۷۰ المذكورة و بهذه الصورة تمت الرواية التمثيلية العائدة لشخص عبدكم ، وعلى ذلك قاموا وشكلوا الحكومة الحاضرة وسموها الحكومة الدفاعية و لست أعلم شكل الدفاع الذي أجروه والثمرات التي اقتطفوها 6 سيدي المعظم : أنه كان من الواجب علي أن أتمم كل شيء واثبت في مكاني واقوم كل مشاغبة وفوضى لحين تشريف سموكم ولكن خطة نوري السعيد و مايل سمو اخيكم المعلم اليه والى سياسة الأشخاص المذكورة و ارتباحته لانسحابي أملا" ما هو ارجح و أنجح ، وجراحة الموقف و عدم مساعدة الوقت اضطرني لان انسحب لكي تتشكل بعدي حكومة تأتي بالخوارق لحفظ الوطن ، وتخط خطة أقوم وأعدل من خطتي المدونة في مطاوي عريضتي . واذا أراد أن يستوضح سيدي ذلك فاني رهن الإشارة وأرجو الله أن يكال بالتوفيق والنجاح أعماله ويسعد الأمة على يده ويؤيده بنصر من عنده انه سميع مجيب . ۱۸ كانون الثاني ۱۹۲۰ أكثر من الخادم الركابي ولما كانت الظروف تو حب تشكيل حكومة قوية ومن رأي الامير ألا تكون حزبية ، الأمر الذي جعله يعد خطا به في النادي العربي تسلم الحكم لإياد قادرة قوة أنهي بتاریخ ۲۹ كانون الثاني ۱۹۲۰ حكومة الحاكم العسكري وأسس حكومة مجلس مديرين برئاسة أخيه الامير زيد الذي أبلى بلاء طيبة وأظهر رجولة نادرة في حرب التحرير العربي وكان موقفه من السلطة العسكرية العثمانية أحسن - ۱۷۱ يعدم الاثر حين كنت وشكري القوتلي وفرس الخوري وشكري باشا الأيوبي الخ . مسجونين بخان الباشا بدمشق إذ هدد بإعدام خمسة ضباط من ضباط الفرقة التي شقها وأسر معظم ضباطها في موقعة الطفيلة مقابل كل عربي انتقامة . وبذلك كفل عدم اعدام المسجونين واطلاق سراحهم . ورمي فيصل من تعيين أخيه جعله رمنية محترمة الحكومة فقط وعين أمين التميمي الاداري المحنك معاونا له ، ورضا باشا الزركاني مديرأ الحربية ، و اسکندر عمون مديرا للعدلية ، وساطع الحصري مديرة المعارف ، ورشيد طليع مديرا للداخلية ، وأحمد حلمي مدير المالية ، و يوسف العظمة لرئاسة اركان الحرب العامة ، وعرض على مديرية الصحة فرفضت إذ لم تكن تخفي علي مرامي هذا العرض وقد تولد عن مساعي مستشار الأمير الخاص نسيب البكري، مع تشكيل هذه الحكومة ، حزب جدياد سمي الحزب الوطني السوري ضم الاعيان الأرستقراطيين واصدقاء هم الذين يلتفون حولهم . وكانوا يتلهفون للعمل ليحافظوا على سلطتهم ونكو موا حول الامير ، وكان من حوله وعدم تركي المجال البكري للتأثير عليه وصلابة أخلاقه ، كل اولئك كان سببا في تسديد الطريق أمامهم . إلا أن الخلاف الذي ذر قرنه بين الفتاة والتشكيلات الوطنية الشعبية التي تعمل بوحها ووحي الامير ، قد فسح لهم الحال الظهور وكان في تعيين عبد الرحمن اليوسف رئيسا المجلس الشورى ووالي الشام علاء الدين الدروبي رئيسا لمستشاري الأمارة عقب تشكيل الحكومة الجديدة اكبر ترضية لهم فقد اجتمع الأرستقراطيون وشيعتهم في دار بديع المؤيد ، ووضعوا الأسس التي تأسس بموجبها الحزب ، وهي وان كانت لا تختلف عن التفافنا 6 - ۱۷۲ . تم ترح لهذا الوضع الدروبي مبادئنا با ظاهر غير انها منظمة ومنمقة احسن تنميق ، كيف لا وقد أشرف على تسطيرها كاتب الشام محمد كرد علي الذي انضم إلى هيئة الحزب الادارية بسبب عدم تعاون الفتاة معه لمماشا ته جمال باشا خوفا من بطشه إلا أن الأشخاص القا درن فيه كانوا معروفين بمماشاة كل سلطة قائمة الحفاظ على نفوذه و تأمین منافعهم , الذاك الجديد ، وظهر ذلك جليا في مشروع اللجنة الوطنية وحزب الاستقلال عناوأة الحزب الجديد بشدة . وبحسب القاريء لاخذ فكرة عنه ذکر اسماء لجنته الاستشارية التي تسيره والرجوع الماضي اكثر أعضائها وعقليتهم ، فهم : الشريف ناصر ، عبد الرحمن اليوسف، فوزي البكري، علاء الدين ، راشد مردم ، علي العسلي ، عطاء الأيوبي ، بديع المؤد) احمد الحسيني ، انور البكري ، شريف الكيلاني ، الشيخ تاج الحسني ، نسيب حمزة ، زكي المهايني ، حسن السيوفي ، عمر العابد ، الشيخ عبد المحسن الاسطواني ، الدكتور شاكر القيم ، الشيخ عبد الجليل الدرا ، الشيخ عبد الحميد العطار ، الشيخ عبد القادر الخطيب ، الشيخ محمد المجتهد ، احمد آییش ، محمد العجلاني ، مسلم الحصني واذا كان يوجد بين أعضاء الحزب عدد من كرام الوطنيين المخلصين ادخلوا فيه ونيهم حسنة ، إلا أن غاية العاملين الحقيقيين فيه غير خفية وزعم الحزب انه يضم كافة طبقات الأمة ويسعى افراده إلى تأييد استقلال البلاد السورية التام بحدودها الطبيعية والدفاع عن والى تأسيس حكومة ملكية نيابية يرأسها الملك فيصل . وأظهروا 6 6 استقلالها ، 6 عليهم التعاون الإحتي تأييدهم التام له بغية التقرب منه فینالوا الحظوة لديه ، ولا يتعذر مع الغاصب اذا حبطت سياسته , واخذ فيصل هذا الحدث المبرقع ولم يضن عليهم بعطفه وظن بأن الحزب الحديد قد يكون عاملا أتوازن القوى ولا نبقى وحدنا في ميدان العمل الوطني . وفي ۲۸ كانون الثاني سافر الأمير الى حلب قطار خاص وبرفقته الشيف ناصر والشريف علي والشيخ فؤاد الخطيب ونوري السعيد ومحمد اسماعيل قائد فرقة حلب الجديد والكولونيل تولا ، وهذه أول سفرة لم ارافقه فيها . وقصد من هذه السفرة الاتصال بالأهلين وبث روح الطمأنينة في نفوسهم والوقوف على حالة ثورة تركيا المجاورة لحلب . وقضى فيها يومين قابل حلالهما رجالات الشمال ومختلف الطبقات الشعبية ثم قفل راجها إلى حماه حمص ، فاجتمع برجالاتها ووصل إلى دمشق في أول شباط ولما كانت تكلل جهود فيصل بالنجاح يستلزم أن الفرنسية في المنطقة الغربية ولبنان نهج حكيمة ليتمكن من التأثير على رجال الثورات التي كانت قائمة فيها ، فقد سافر إلى بيروت في 3 شباط ومعه اللواء نوري السعيد ، فاستقبل الافرنسيون استقبالا حسنا . و قابل الجنرال غورو أشار عليه باصدار عفو عام عن الثوار كمقدمة لأنشاء حكومة وطنية في بيروت وتفاهم الجنرال الأهلين . فيه بقطاع له غورو الوعد بما يجعله يعتقد بامكان نجاح سياسة التفاهم الفرنسيين ، سيما بعد أن سقطات وزارة كلنو قبيل وصوله لبيروت ، وحلت محلها وزارة ميليران إذ كان كلنصو يميل إلى عدم قطع الصلة مع الامير ، مراعية اشتراكه في الحرب السامة c الحلقاء في وقت من أحرج ۱۷ ۔ هو الأوقات التي مرت على فرنسا . وعاد الأمير لدمشق في مساء : منه ولم يعد ينادي بقرب عودته اباريس لمواصلة مذاكراته التي كان أجراها مع کلنصو . ورغم موقف السلطة الفرنسية من الأمير فقد تمكن من تهدئة الحالة في البلاد ، ورأى أن حير واسطة لاستمرار الهدوء هو اقناع هيئة جمعية الفتاة الادارية بوجهة نظره . فطلب إلى أن يجتمع بأعضائها عندنا وكانت مؤلفة بعد اعتقال ياسين الهاشمي في الرملة من عزة دروزة وشكري القوتلي ورفيق الميمي وأحمد مريود وسعید حیدر و توفيق الناطور والدكتور أحمد قدري . فسعى لتقبل الهيئة درس مشروع فيصل - كلنصو فلم توافقه ، الأمر الذي جعله يقول : إن هذا غاية ما أمكن ويمكن الحصول عليه . ولا شك بأن بحث وضع سورية في مؤتمر السلم وعصبة الأمم مجه له في صالحنا أكثر ما هو ، واني أعتقد بأن مساي في هذا السبيل في أوروبا قد تكلل بالنجاح فأسرع أعضاء الهيئة و أجابوا بأنه خير للبلاد أن ترد عدوان فرنسا حتى وانكلترا بالقوة بقدر المستطاع من أن تخضع لشروط الاتفاق الذي سيجعل سورية من تونس و مراکش ، و كان تنفيذ خطتنا على الأمير تغيير الحياة التي كان يقول بها الكثيرون الوجهاء، حتی ان الدكتور شهبندر الذي كان من أقوى الشخصيات الوطنية المندفعة أصبح يفكر بأنه ربما كان لوجهة نظر فيصل ما بر رها . ويظهر أثر ذلك فما كتبه في عدد تشرين الأول ۱۹۳۳ من مجلة المقتطف و هو : « ولكن دعاية شنيعة بثت على فيصل عند عودته من باريس فتراجع من غير انتظام لأنه كان حديث العهد بالشؤون السياسية والات المديرة . ولو أنه وقف موقفا ثابتا ودافع عن آرائه مثل الطريقة 6 من 6 ۱۷۵ اقناعه < حامده سنة المدبرة الحاذقة التي سلكها في العراق فيما بعد لوجد من المعتدين أنصار يؤدونه ويقفون في وجه مناوئيه .. لم يسرع الامير في تنفيذ مارجوناه لخطورته ، بل استدعى أعضاء الهيئة الادارية لجمعية الفتاة ، كل واحد على حدة ليتمكن من بأن مقاومتنا فرنسة بالقوة متعذرة بالظروف الحاضرة ، ولا تنتهي إلى نتيجة مرضية ، وكان يكلفه بأن يكتب رأيه وأسبابه الموجبة ليكون مستندة أمام التاريخ . على أن الأمير لم يتنكر للوطنيين ، واتفق مع الحكومة على تعزيز وسائل الدفاع وأذاع رئيسها بلاغا شديدا هذا نصه : و ان الحكومة عازمة على وضع مادة استثنائية تقضي بطرد من يتهاون بأمر التجنيد من الموظفين الان البلاد كانت تعية من التجنيد طيلة الحرب العامة ، ومر شهر شباط بدون فتن واضطرابات تذكر ، واستفاد الفرنسيون من ذلك لمقابلة ثورة کیلیکیا والسعي لقمعها . ثم عادت الاضطرابات ، في كثير من مناطق الساحل سما المجاورة لحدود حكومة الشام الوطنية ، ولقرب حدودها الشمالية بسبب فقدان الاستقرار ولعدم الاطمئنان على المستقبل وبعد أن يئس الوطنيون من الوصول الى تحقيق أهداف البلاد بواسطة مؤتمر السنه والمفاوضات مع بريطانيا وفرنسا ، وانسحاب أميركا وهي رافعة أواء حرية الشعوب من مسرح السياسة الأوروبية ، قرروا وضع مؤتمر السلم أمام الأمر الواقع ، وذلك باعلان استقلال سورية العربية والمحتلة ، والمناداة بفيصل ملكا دستوريا علها . لذلك كلف الامير بالعدول عن السفر الى اوروبا ، والاكتفاء مساعي مندوبيه فيها ، ۱۷۹ الموضوع مع الذي كان پسی ودعوة المؤتمر السوري الذي علق جلساته على أثر جلاء الجيش البريطاني ليقول بتحقيق هذه المهمة الوطنية الكبرى وقد سهل قبول فيصل لهذه الفكرة تحبيذها من قبل الكولونيل تولا الفرنسي الذي كان قد عين ليكون بمعية جلالته أسوة ما كان عليه الكولونيل لورنس . والكولونيل تولا طيب القلب عاش كثيرا في الجزائر ، وتكلم اللغة العربية . وقد أنزلوه ضيفا على عبد الرحمن باشا اليوسف خلافا لرأي فسهلوا له الاتصال الدائم بالجهة المعارضة ولم يكن ذلك التحبيذ رأيا شخصيا لتولا ، بل كان ذلك بعد بحثه مثل فرنسا الرسمي ضابط ارتباط . ولم يكتف الأمير بذلك بل كلفهما باستشارة الجنرال غورو الذي لم يمانع في ذلك . وستزي عدم ممانعته الى ان فرنسا لا تود أسوريا والامير إلا كل خير ، أما السبب الحقيقي لذلك فهو ابعاد امکان تأييد انكلترا للأمير بحجة ان اعلان استقلال سوريا يضع حدا للتمسك بالاتفاقات السابقة . وقد استشار الأمير رضا باشا الركابي المعروف باعتداله والذي كان ينوي فيصل أن يعينه رئيسا لوزارته بعد اعلان استقلال البلاد ، فرأى رضا باشا التريث لأنه بحسب ظروف عمله حاكم عسكري كان كثير الاتصال بضباط القسم السياسي البريطاني ، ولم يكن هؤلاء من محيذي هذا العمل . إلا أن الركابي عندما علم بأن فرنسا لا تمانع في ذلك أن الفكرة التي كان من نتائجها تسميته رئيسا لوزارة سو سورية المستقلة . ولما كانت ايطا آیا تتوق إلى أن يكون مركزها بعد خروج الحلفاء منتصرين من الحرب الكبرى يشبه مرکز انكلترا وفرنسا تكفل لنفسها ۱۷۷ < 6 من المنافع ما لا يقل عن حصة الأسد التي حصلت عليها هاتان الدولتان ، فانها أي ايطاليا كانت راغمة رغبة أكيدة استقلال سوريا لتضمن أنفسها من المنافع أكثر ما يمكن والذي لم يكن بالامكان الحصول عليه لو دخلت سورية ضمن البلاد المحتلة من قبل القوات العسكرية الفرنسية . لذلك كان في سورية مثل دو مرتبة رفيعة تظاهر بصداقة العرب ويؤيد السياسة العربية في سورية، فشجع كثيرة على اتخاذ هذه الخطوة الجريئة ، أما الإنكليز فلم يكونوا راضين عن هذا الاحراء ، وكان هذا ظاهرة في كل تصرفاتهم . إلا أن فوران الرأي العام في البلاد العربية ضدهم لم يترك مجالا لبحث الداعي لاتباعهم تلاث الخطة ، فتقرر في أواخر شباط أن يعدل الأمير نهائيا عن السفر إلى أوروبا، وأن تتخذ الاجراءات المناداة باستقلال سورية ووحدتها وملكية فيصل علها فدعي المؤتمر السوري إلى الاجتماع ليقول كلمته في ذلك فاجتمع بعد ظهر 6 آذار ثم حضر الامير الى المؤتمر وتلا سکرتره الخاص السيد عوني عبد الهادي خطاب الأمير في حفلة الافتتاح وهذا نصه : أيها السادة : في الوقت الذي قرب فيه يوم حل المسألة التركية لا نهائيا في مؤتمر الصلح رأيت أن أدعوكم مرة اخرى اتقرير مصير البلاد رغائب الأهالي الذين رأوا فيكم الكفاءة للنيابة عنهم في مثل ه- الوقت العصاب فقد وعد مؤتمر المسلم أن ينظر في رغبة الشعوب بل حتم على نفسه سلامه ها فقد وعد - ۱۷۸ بأن يقرر مستقبل كل أمة حسب ارادتها ورغائها تحقيقا للمبادىء السامية التي خاض الحلفاء لأجلها غمار الحرب الكبرى قالو ليس ولسن ذكر في خطابه في مؤتمر فرنون في 4 تموز ۹۱۸ المادة الآتية : كل مسألة أرضية كانت أم سياسية أم اقتصادية أم دولية يجب أن كم على موجب الأساسات المستندة إلى حرية قبول الشعب في العلاقة رأسا بتلك المسألة ، لا على القواعد النفعية المادية أو المصالح التي تطلبها شعب أو أمة أخرى لأجل تأمين نفوذها الخارجي أو سيادتها . وقد ذکر جميع رؤساء الحكومات المتحالفة أقوالا لا تقل في معاني استقلال الشعوب عن اقوال الرئيس ولسن في هذا الصدد ، وقد نشرت حليفتانا انكلترا وفرنسا منشورة في 8 تشرين الثاني الماضي أكد یا بلاد العرب المنشود 6 فيه استقلال أيها السادة : بعد 9 لما كانت هذه الحرب ، حرب حرية واستقلال ، حربا جاهدت فيها الأمم ذيا عن كيانها السياسي دخل فيها صاحب الجلالة والدي المعظم في صفوف الحلفاء أن استوثق من العرب في الجزيرة وفي سورية وفي العراق فقاتلوا قتالا شهد لهم فيه أعظم رجال اوروبا السياسيين والعسكريين وأثنوا على شجاعتهم وبسالتهم غاية الثناء ، لحفظ التاريخ أعمالهم الجليلة في ابان الحرب التي استمات فيها الحجازي والسوري والعراقي واني واثق بأن الأمة العربية ستنال من المغنم ما ناله غيرها من حلفا ثنا الذين قالوا الظفر على الأعداء - ۱۷۹ . ان هذا الظفر لم يكن عسكريا فقط بل هو سياسي قبل كل شيء لأنه ظفر الحق على القوة ، والحرية على الاستبداد، فقد انتشرت اليوم فكرة الاستقلال بين الشعوب وانتعشت في أفئدتهم فلن تزول بعد الآن . استحق العرب حريتهم واستقلالهمم بفضل الدم الطاهر الذي سفكوه و بفضل ما قاسوه من أنواع العذاب والقهر . فالأمة العربية لا تقبل اليوم أن تستعبد كما أني أعتقد أنه ليس هناك أمة تريد استعبادنا فرحلاتي الرسمية العديدة الى اوروبا ، والأحاديث والكتابات التي جرت بيني و بين ساستها لم تبق في نفسي مجالا للشهية والتردد في نوايا حكوماتها الحسنة أن تعيش 6 أيها السادة : اننا لا نطلب من اوروبا أن تمنحنا ما ليس لنا به حق ، بل نطلب منها أن تصدق على حقنا الصرح الذي اعترفت به أنا كأمة حية ترد حياة حرة واستقلال تام) و نود سائر الأمم المتمدنة على غاية من الولاء والمحبة الخالصة ، فيس باستنا في المستقبل ، ستكون سياسة صلح وسلم مبنية على الثقة المتبادلة والمنافع المتقابلة ، وبكلمة واحدة سیاسة تتفق مع مصالح الأمة ، ومنفعة السلم العامة ، فالعرب لايستنكفون تبادل المنافع بينهم وبين الأمم المتمدنة ، ولا يرفضون صداقة من بريه صداقتهم ، شريطة ألا تمس ذاك بكرامتهم ولا يخل باستقلالهم السياسي التام . أيها السادة : ان مهمتكم اليوم خطيرة ، ومهمتكم كبيرة ، فاوروبا تنظر الينا عن من سه ۱۸۰ سه 6 كثب وستحكم انا أو علينا بالنسبة إلى الخطة السياسية التي سنسير عليها ، والاعمال التي سنقوم بها في المستقبل ودولتنا الجديدة التي قام أساسها على وطنية أبنائها الكرام في في حاجة اليوم إلى تقرير شكلها أولا ووضع دستور لها يمين اكل منا ، آمرنا ومأمورنا ، حقوقه ووظائفه في حياتنا المستقبلة التي أرجو أن يكون ملؤها الحد والعمل والإقدام . وقبل أن أختم كلامي في هذه الجلسة الخالدة اريد أن أذكركم با خوانكم العراقيين الذين جاهدوا معك وأبلوا بلاء حسنا في سبيل الوطن وبالواجب الذي يتحتم علينا في أمر التضامن والتعاضد ، لتعيش حياة سعيدة قوية . وأقرؤكم السلام العربي الخاص ، متمنيا لكم التوفيق والنجاح في مساعي الوطنية والسلام عليكم 6 وفي اليوم التالي عقد المؤتمر جلسته الثانية ووضع قرار اعلان استقلال سورية بحدودها الطبيعية ، وأن يكون فيصل ابن الحسين ملكا عليها ، كما قرر أن يكون عالمها العلم العربي المربع الالوان مضافا اليه نجمة بيضاء في مثلثه الأحمر . وبقي العلي العربي الذي كانت « الفتاة ، أو حت به علما لمملكة الحجاز . وهذا نص القرار التاريخي المذكور : أن المؤتمر السوري العام الذي يمثل الأمة السورية العربية في مناطقها الثلاث الداخلية والساحلية والجنوبية ( الفلسطينية ) تمثيلا تناما س- ۱۸۱ م (۱۲) اك حسان يضع في جلسته العامة المنعقدة الاستد المصادف لتاريخ ۱۷ جمادی الثانية سنة ۱۳۳۸ وليل الاثنين التالي المصادف 8 آذار ۱۹۲۰ القرار التالي : ان الامة العربية ذات المجد القدم ، والمدنية الزاهرة، لم تقم جمعياتها وأحجز بها السياسية في زمن الترك مواصلة الجهاد السياسي ولم ترق دم شهد انها الاحترار ، ولم تر على حكومة الاتراك إلا طلبة الاستقلال التام والحياة الحرة بصفتها أمة ذات وجود مستقل وقومية خاصة ، لها الحق في أن تحب نفسها بنفسها أسوة بالشعوب الاخرى التي لا تزيد عنها مدنية ورقية ، وقد اشتركت في الحرب العامة الحلقاء استنادا على ما جهروا به من الوعود الخاصة والعامة في مجالسهم الرسمية وعلى لسان سا وحكوماتهم وما قطعوه من عهود جلالة ایشان استقلال البلاد العربية ، وما جهر به الدكتور ولسن من المباديء السامية القائلة بحرية الشعوب الكبيرة والصغيرة و استقلالها على مبدأ المساواة بالحقوق وانسكار سياسة الفتح والاستمرار ، والغاء المعاهدات السرية المجحفة بحقوق الام واعطاء الشعوب المحررة حق تعیین مصيرها التي وافق عليها الخلفاء رسما كما جاء في تصريحات المسيو بريان رئيس وزراء فرنسا بتاريخ 3 تشرين الثاني 1915 أمام مجلس النواب ، والاورد غبي وزير خارجية بريطانيا العظمى أمام لجنة الشؤون الخارجية وتصريع الخاماء في جوابهم على مذكرة الدول الوسطى التي رفعها اسبو ريان بواسطة السفير الأميركي في باريس وجواب الخلفاء على مذكرة الرئيس ولسن في 30 كانون الثاني ۱۹۱۷ و تصریح ریو رایس وزرا فرنسا بتاریخ ۲۲ أيار ۱۹۱۷ أمام مجلس النواب وبيان مجلس النواب الافرنسي ليلة 4 - 5 حزيران ۱۹۱۷ و بیان مجلس الميو - - ۱۸۲۔ . في جانب الحيفا هن الشيوخ في 6 منه وما جاء في خطاب المتر لويد جورج في غلاسكو تاریخ ۲۹ حزيران ۱۹۱۷ وقد كان ما قام به جلالة الملك حسين المعظم من الاعمال العظمة ، ، هو الباعث الأكبر التحرر الأمة العربية وانقاذها من ربقة الحكم التركي فخلد لجلالته في التاريخ العربي أجمل الآثار وأفضلها ، وقد أبلى أنجاله الأمراء الكرام مع الأمة العربية في جانب الحلفاء البلاء الحسن مدة ثلاث سنوات حاربوا خلالها الحرب النظامية التي شهد لهم بها أقطاب السياسة وقواد الجند الحلفاء أنفسهم وسائر العام المتمدن وضحوا العدد الكبير من أبنائهم الذين التحقوا بالحركة العربية من أنحاء سوريا والحجاز والعراق فضلا عما قام به السوريون خاصة في بلادهم من الاعمال التي سهلت انتصار الحلفاء ، على ما أصابهم الاضطهاد والتغريب والقتل والنفي والتعذيب ، تلك الأعمال التي كان لها الأثر الاكبر في انكسار الترك وجلالهم عن سوريا وانتصار قضية الحلفاء انتصارا باهم حقق آمال العرب بوجه عام والسوريين بوحه خاص ، فرفعوا الاعلام العربية وأسسوا الحكومات الوطنية في أنحاء البلاد قبل أن يدخل الحلفاء هذه الديار ، ولما قضت التدابير العسكرية تحمل البلاد السورية ثلاث مناطق اعلان الحلقاء رسميا أن لا مطمع لهم في البلاد وانهم لم يقصدوا من مواصلتهم تلات الحروب في الشرق سوى تحرر الشعوب من سلطة الترك تحررة نهائيا ، وأكدوا أن تقسم المناطق لم يكن إلا تدبيرة عسكرية موقتة لا تأثير له في مصير البلاد واستقلالها ووحدتها ثم انهم قرروا بعد ذلك رسميا الفقرة الأولى من المادة الثانية والعشرين من معاهدة الصلح مع ألمانيا فاعترفوا فيها باستقلالها تأبيد من ۱۸۳ سه لما وعدوا به من استعلاء الشعوب حق تقرير مصيرها ، وأرسلوا الجنة الأميركية للوقوف على رغائب الشعب ، وجلت لها هذه الرغبة في طلب الاستقلال التام والوحدة السورية التامة لقد مضى عام ونصف عام والبلاد لا تزال راز حة تحت الاحتلال والقسم والحكم العسكري الذي ألحق بها أضرار أعظيمة وأوقف سير أعمالها و مصالحها الاقتصادية ، والادارية ، وأوقع الريبة في نفوس أبنائها من أمر مصيرها ، فاندفع الشعب في أكثر أنحاء البلاد وقام ثورات أهلية منتقضة على الحكم العسكري الغريب ومطالبة باستقلال بلاده ووحدها . فنحن أعضاء هذا المؤتمر بصفتنا الممثلين الامة السورية ، في أنحاء القطار السوري تمثيلا صحيا نتكلم بلسانها ونجهر بارادتها رأينا وجوب الخروج من هذا الموقف الحرج واستنادا على حقنا الطبيعي الشرعي في الحياة الحرة وعلى دماء شهدائنا المراقة ، وجهادنا المدیا۔ ، في هذا السبيل المقدس ، وعلى العهود والوعود والمبادىء السامية السالفة وعلى ما شاهدناه كل يوم من عزم الأمة الثابت الأکید على المطالبة بحقها ووحدتها ، والوصول الى ذالك بكل الوسائل ، فأعلنا باجماع الرأي استقلال بلادنا السورية بحدودها الطبيعية ومنها فلسطين استقلال تاما لا شانبية فيه على الاساس النيابي ، على أن تراعي أماني اللبنانيين الوطنية في كيفية ادارة مقاطعه لبنان ضمن حدوده المعروفة قبل الحرب بشرط أن يكون معزل عن كل تأثير أجنبي ، ورفض مزاعمه الصهيونية في جعل فلس حلين وطن شجرة لهم ، وقد اخترنا سمو الأمير فيصل ابن جلالة الملك حسين الذي واصل جهاده في سبيل تحرير البلاد، و جعل الأمة رى فيه رجلها العظيم ملكا دستوريا على سورية بلقب الذكر 6 سمس ۱۸ ذات صاحب الجلالة الملك فيصل الأول ، وأعلمنا انتهاء الحكومات الاحتلا اية العسكرية الحاضرة في المناطق الثلاث ، على أن يقوم مقامها حكومة ملكية نيابية مسؤولة تجاه هذا المجلس في كل ما يتعلق بأساس استقلال البلاد التام إلى أن تتمكن الحكومة من جمع مجلسها النيابي على أن تنادار هذه البلاد على طريقة اللامركزية ولما كانت الثورة العربية قد قامت لتحرير الشعب العربي من حكم ا اترك ، وكانت الأسباب المستند الها استقلال القطر السوري هي الاسباب المستند إليها في اعلان استقلال القطار العراقي ، وما أن بين القطرين صالات وروابط تاريخية ولغوية واقتصادية وجنسية وكل واحد من القطرين لا يستغني عن الآخر ، فنحن نطالب استقلال القرار العراقي ، استقلا تاما على أن يكون بين القطرين اتحاد سیاسي اقتصادي هذا وانا باسم الأمة السورية التي أنا بتنا عنها ، نحتفظ بصداقة الحلفاء الكرام محترمين مصالحهم ومصالح جميع الدول كل الاحترام ، وان لنا الثقة التامة بأن تلقى الحلفاء الكرام وسائر الدول المحترمة عملنا هذا المستند إلى الحق الشرعي والطبيعي في الحياة بما تحققه فهم من نبالة القصد و شرف الغاية ، فيعترفوا بهذا الاستقلال و جاوا جنودهم عن المنطقتين الغربية والجنوبية ، فيقوم الجند الوطني ، والإدارة الوطنية محفوظ النظام والإدارة فيها المحافظة على الصداقة المتبادلة حتى نتمكن الأمة السورية العربية من الوصول إلى غاية الرقي وتكون عضوا عاملا في العالم المتمدن وعلى الحكومات السورية التي تتألف استنادا على هذا الأساس تنفيذ هذا القرار | - ۱۸۵ وفي الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر يوم ۸ آذار زار الأمير وقد انتخبه المؤتمر وأبلغه القرار الذي ذكرناه آنفا . فشكر از اثر به والمؤتمر ثقتهم به . وقد اجتمع أعضاء المؤتمر واعضاء بلدية دمشق ووجهاؤها في الساعة الثانية والنصف في دار البلدية لمبايعة الأمير وفي السنة الثا أثة وصل الأمير فاستقبله الحاضرون بالحفاوة والترحيب . فجلس على مقعد خاص أعد خصيصا لهذا الاحتفال ، و كان على عينه أخوه الامير زد ورجال معيته . وعلى يساره هيئة الحكومة وكبار ضباط الجيش . وحضر هذه الحفلة مندوبو فرنسا وايطاليا وبقية الدول . وقد أو حظ عدم اشتراك أي ممثل بريطاني بهذا الاحتفال . وقد نهض رئيس المؤتمر السوري هاشم الأتاسي وقدم سكرتير المؤتمر عزة دروزه لیتلو قراره الذي ذكرناه آنفا قتلاه من على شرفة البلدية ثم تقدم رئيس البلدية غالب الزلق وهو يحمل بيده على سورية الدنا. ونشره فهتف الحاضرون واستاده منه مرافق الامير فخري البارودي ورفعه على السارية ، وقد بلغ هتاف الجماهير الغفيرة التي كانت تم ساحة الشهداء ( المرحة ) عنان السماء ورفعت في الساحة او حة كبيرة مكتوب عليها « ايديا جلالة الملك فيصل ، وأطلقت المدافع مئة طلقة وطلقة و بعد أن تمت هذه المراسم نهض الملك وقال : و أشكر الأمة نياتها السمنة تحوي ، وعلى ما أبدته من حسن الاعتماد ، واشهد الله أني ما قمت إلا ما يجب علي ، وأتمنى أن أوفق لا أقوم بكل ما يكفل استقلال البلاد وحريتها ، ولا عتي بشؤون الشعب السوري ورقيه ، وأشهدكم على قولي هذا والله خير الشاهدين ص ۱۸۹ سے و بعد ذلك بدأت البيعة من قبل الأمير زيد وتلاه بطريرك الروم ورجال الدين والحكومة وأعضاء المؤتمر ووجهاء البلاد $ . ويلاحظ عدم اشتراك مثل بريطانيا في هذا الاحتفال رغم أنه يتبادر إلى الذهن بأن بريطانيا سيما الجنرال آ النبي الذي كان أغاية ذلك التاريخ قائد الجيوش الحلفاء في الشرق الأدني سيكون أول المتظاهرين بتهنئة الأمير وتأبيده ما يكون فيه صالح البلاد التي عهد اليه تحمل المسؤولية فيها. لكن وجهة نظر انكلترا التي لم ينتبه لم أحد في سورية في غيرة اعضاء مثل هذا القرار الذي كان يترقبه جميع الاشلين بفارغ الصبر ان وجهة نظر انكلترا هذه هي أن اعلان الاستقلال هذا مخرج الامير من كونه قائدأ من قواد الحلفاء يحتل جزء كبير من بلاد كانت تابعة لتركيا التي لم يكن قد عقد الصلح معها وحارب مع الحلفاء في أحلات ظروف الحرب العظمى . وهذا الاعلان يجعله ملكا على سورية بدون موافقة رسمية من أي دولة من دول الحلفاء وبدون أخذ رأي مؤتمر الصلح في ذلك . وهذا الوضع الحديد يسهل لفرنسا التحال الحجج ليصبح لها حرية الاعمال العسكرية في المملكة الناشئة . لذلك رأينا فرنسا تشجع الأمير على ما تم بدون أن توافق رسميا على ذلك ومن المؤلم أن تثبت الحوادث ما كانت تري اليه فرنسا أن تمت البيعة كاف الملاك فيصل رضا الركابي تشكيل الوزارة تنفيذة لوعده . وفي اليوم الثاني أي في 9 آذار رفع رضا الركابي الملك قائمة بأعضاء وزار ته وهي تا اف رضا الصلح ( من صيدا ) وزير الداخلية . و بعد من شيوخ معتد اين هم : - ۱۸۷ علاء الدين الدروبي رئيسا لمجلس الشورى أمير اللواء عبد الحميد القلطقجي حاكم حلب العسكري وو کیلالو فارس الخوري وكيلا لوزير المالية ساطع الحصري وزيرة المعارف السيد جلال الدين وكيلا لوزير العدلية ( اللاذقية ) يوسف الحكيم وكيلا لوزر التجارة والزراعة سعید الحسيني وزير الخارجية ( من فلسطين ) فوافق الملك على تشكيل الوزارة الحديدة وجاء في كتاب الموافقة بعد سرد أسماء الوزراء : نأمل أن تصرفوا الجهد في المحافظة على الحقوق و توطيد الأمن والراحة في البلاد وتوثيق عرى العلائق الودية بين حكومتنا والحكومات المتحابة وأخصها حكومات الحلفاء توصلا لتحقيق أماني الشعب السوري و آماله في وحدته ، وأن تبذلوا غاية الوسع في بث روح الوئام طبقات الأمة السورية على اختلاف مذاهبها ونزعاتها . واننا نسأل الله أن يقرن أعمااكم توفيقه وتولاكم بعنايته . وانصرفت الوزارة الحدادة إلى تدبير شؤون الدولة على الأسس التي يتطلبها العهد الجديد . وسمي رئيس بلدية حلب احسان الجابري الذي كان موظفا في البلاط العثماني في استانبول رئيسا لأمناء الملك . فعمل على تطبيق النظم المعتادة في السرايات الملكية على الملك فيصل ، ووضعت العراقيل في حرية مقابلته بعد أن كان يتصل بمختلف طبقات الشعب ، تنفيذ القاعدة الدستورية التي تجعل السلطة الفعلية في يد الحكومة ، وأحدث ذلك كثيرة من القيل والقال -- \Mحطها فهي و بعد مرور اسبوعين على تشكيل الوزارة تقدم الركابي من المؤتمر السوري ببيان الوزارة وتلاه علاء الدين الدروبي بالنيابة عنه : أيها السادة المحترمون : هيئة الوزارة سعيدة جدا بكونها أول وزارة وطنية دستورية في تاريخ سورية ظهرت أمام أول مجلس ممثل الأمة تقرأ بيانها وتبسط لذلك تفحر تحية هذا المجلس الوطني الجليل الذي سيكون له الذکر الخالد في الأمة جيلا بعد جيل لانه كان العرب الصادق عن رعائها والمؤبد لحقوقها والمؤسس لحكومتها الجديدة في تاريخها المبيد تعلمون أيها السادة أنه عندما نشبت الحرب العامة واقتحمتها دول الارض الواحدة تلو الأخرى قامت الأمة العربية بزعامة رئيسها وأميرها جلالة الملك حسين المعظم وانضمت إلى جانب الحلفاء تقاتل معهم حني) الى جنب وترخص الضحايا الغالية في الدفاع عن القضية المشتركة أملا نیل استقلالها والتخلص من الإستعباد الذي أناخ عليها مدة طويلة ، ضاعت فيه مدنيتها القديمة وتقوضت دعائم عنها الاثيل ، وكان قيامها وانضمامها للحلقاء في أيامهم الحرجة عندما كانت كفة انتصاره غير راحة ضربة شد بادة على الآمال الواسعة التي توقعتها ألمانيا والمتفقون معها من التحاق الدولة العثمانية وذلك لما الأمة العربية من المقام التاريخي والاجتماعي ، وجنى الحلفاء من جراء ذلك فوائد عظيمة اشتد بها أزرهم و فت في سواعد خصومهم وانتهت الحرب باند حار الأمان والمتفقين معهم وانتصار مباديء الحق على القوة وتحررت الأمة العربية بفضل ما قام به جلالة الملك حسين المعظم وأنجاله البواسل من الأعمال العظيمة التي ۱۸۹ ها الذهبي قلدوا بها أعناق أمتهم اطواقا من الشكر والفخر ، فهو إذن المؤسس الأول لتاريخ العرب الجديد الذي فتحت به هذه الأمة عدمرد الثاني فنحن نرفع السدته الملوكانية فروض التبجيل والشكران ونسجل الحلالته في تاريخنا فصول الاحلال والامتنان كما أن نجله النابغ صاحب الجلالة الملك فيصل ملك سورية المعظم الذي اقام الدعوي السورية وأخذ على نفسه الدفاع عنها الى الدرجة الأخيرة ، وواصل الجهاد في تحرير هذا القطر ، هو المؤسس الأول المملكة السورية ، وصاحب الفضل الأكبر في استخلاصها وانشائها على قواعد الحرية والتجدد ، فاجتمعت عليه قلوب أبنائها ، وانعقدت آمالهم واتفقت كلمتهم على أنه ملك هذا القطر الذي لا يدافع ، وسيده الذي لا ينازع ، فترفع السدته الملوكية عهود الطاعة ، ونهنىء عيش سورية بالوطني الباسل والملك العادل ، ولا ننسى أن نذكر بلسان الشكر والتبجيل دول الحلفاء العظيمة التي ثبتت أقدامها الراسخة في مأزق الروع وأبدت مبادىء الحق ودکت صروح الباطل ونادت بعهد جديد وعصر مجيد ، هو عهد حرمة الحقوق وحرية الشعوب وانكار سياسة الفتح والاستعمار ، و إبطال المعاهدات السرية المجحفة بحقوق الأمم واعطاء الشعوب المحررة حق تقرير مصيرها ، وقد نلنا بفضل معونتهم تنساه هذه الأمة . ما لا على هذه المبادىء النبيلة والاساسيات الراسخة انتخبت الامة السورية أعضاء مجلسكم الموقر لاجل تعيين مصيرها على شكل يوافق امانيها ويؤيد حقوقها التي منحتها إياها الطبيعة ودعمتها مفاداتها وضحاياها الحسيمة في G الحرب العامة وأقر بها الحلفاء في وعودهم وعهودم واعترفوا باشتراكهم معها بالفخر في هذا النصر ، فاتفقت كلتكم على اعلان استقلال سورية بحدودها المعروفة ضمن المناطق الثلاث التي قضى الاحتلال العسكري الموقت بقسمها إلها وعلى المناداة رجل الأمة ومحررها فيصل بن الحسين ملكا عليها ، وعلى انشاء حكومة دستورية مسؤولة أمام مجلس الأمة و نشر تم بذلك قراركم التاريخي الناطق بالحزم والحق في الثامن عشر من شهر جمادى الآخرة والثامن من شهر آذار الحاضر ، فكان ذلك مبدأ حياتنا الجديادة الحرة وقد قابلت الأمة بأجمعها عمل المجيد بالاستحسان والابتهاج وأقامت المهرجانات والافراح في جميع أنحاء البلاد جاء عملها هذا دليلا آخر يثبت بالفعل اجماع الشعب على تأييده هذه الغاية وتفانيه في سبيل تحقيق أمانية القومية الشريفة ، فنحن نطري عملكم هذا و نقدم لكم شكر وثناء يسجل لك في تاريخ الأمة واستنادا على هذا القرار الذي خرجت به رغائب الأمة من القول إلى الفعل وظهر فيه الحزم وصدق العزيمة ، عهد إلينا جلالة مولانا الملاك المعظم بادارة المملكة على المبادىء المدنية الدستورية التي اختارها مجلسكم الموقر فباشرنا العمل و تسامنا ازمة الأمور مستعينين بالله ومعتمدين على مؤازرة الأمة ، وموطنين النفس على أن نبذل أقصى الجهد في سبيلی المحافظة على الاستقلال التام ضمن الوحدة السورية لتتمكن امتنا من الوصول الى المقام الذي يليق بها بين الام الراقية من المدنية والعمران على نسبة نجابة ابنائها و تار مخها المجيد ولنا وطيد الأمل محسن نبات الحلفاء العظام أن يقابلوا حياتنا ۱۹۱ الجديدة بالمرور والارتياح و يعاضدونا في إزالة جميع العراقيل التي تحول دون رقينا ونجاحنا خصوصا الدولتين العظيمتين بريطانيا وفرنسا التين عرفتنا بمحبتهما للعرب ، وشملتهم معونتهما الثمينة في حرب حريتهم ، وكانتا اول من وافق على القواعد الصحيحة والغايات النبيلة التي على مو حبها جاءت الامة الاميركية الشريفة لنجد مهم من عبر الأطلانتيك ، ولدينا من و عدهما ما يضمن لنا استمرار ولائهما و بقاء محبتهما المفيدة لنا في ايام السم كما كانت في أيام الحرب ، فلا يكون منهما اليوم إلا ما يأتاف مبادئهما الشريفة ، و يسهل لنا طريق الفلاح والعمران . وفوق ذات فهما تعامان علم اليقين اننا لا نرغب إلا الحياة المطمئنة الهادئة في ظل سلم عام ولا يمكن أن يستقر ذلك في سورية مع تجزئتها وحرمانها من الحكم الذاتي ، وتنقان اننا نصون مدال جميع الامم في بلادنا وخصوصا مصالح هاتين الحليفتين العظيمتين حيث نفيد ونستفيد ، و عملنا هذا منطبق على الغاية الشريفة التي خاضوا وخضنا معهم الاجلها غمار هذه الحرب الضروس و شهد لنا بالفضل فيها اعضام رجالهم مرات عدد بادة وهو مؤيد ومحقق أو عوده حق هذه الأمة فسياستنا الخارجية اذن سياسة السلم والولاء مع جميع الدول ع دول الحلفاء الذين آزرونا وسيؤازروننا في السلم ايضا وصيانة حقوق رعاياهم والاستفادة مما تحتاج إليه من مدنيتهم مما يساعد على رقينا ولا مس استقلالنا اما ادارتنا الداخلية فتبقى على الأسس الحاضرة الى ان يصدر القانون الأساسي الذي يضمن السكان كل مقاطعة من ابناء الوطن حسن و خصوصا - ۱۹۲ السعي في سبيل عمران بلاده وتنمية ثروته وترقية حالهم وسنبذل الجهد في توطيد الأمن العام واقامة قسطاس العدل بين الناس على شكل بوصل أصحاب الحقوق إلى حقوقهم بالسرعة المرغوبة وتقوية الجيش الاحل حفظ الأمن والنظام والدفاع عن الاستقلال التام ، ونحن نرى ملء السرور ان هذه الخطة منطبقة على رغائب الأمة التي تلبي دعوة الجندية بالحمية والرغبة للقيام بخدمة الوطن المقدس، وسنعني بصورة مخصوصة بنشر المعارف وجعل المدارس في حالة تمكنها أن تخرج للبلاد رجالا مشبعين بحب الوطن وسلامة الفكر وقوة البنية ومتانة الاخلاق وسهم بالغناء خزائن علومنا بترجمة كتب العلوم والفنون الحديثة والاستفادة من المعارف الغربية وسنسعى لتحسين حالة البلاد الاقتصادية وانتماء زراعتها وتجارها و صناعتها والاستفادة من خزائنها الأرضية ايكثر الإنتاج وتزداد الثروة العامة فتخف عنا بذله ومراعاة قاعدة الاقتصاد وطأة الغلاء الثقيلة التي شملت العالم وأصحت شغل کباره وساستهم الشاغل . و كانت هذه الأعمال لا تقوم إلا بالمال والحكومة لا يمكنها ایفاء هذه الوظائف بدون أن يكون لديها المقدار الكافي منه وكانت الواردات الحاضرة لا تقابل النفقات المبرمة التي تقتضها تطورنا الحدنا وانفاذ حطت المذكورة فانا سنسعي لاتحاد التوازن بين الواردات والنفقات ، وسنفرغ قصارى الجهد سبیل اتفاق أموال الخزينة في وجوهها النافعة بحيث لا يصرف مال جزافا و بدون عمل يقابله . ونحتاج في ذلك إلى حمية الأمة واسراعها في تأدية التكاليف والى سخاء نحن إليه الآن أحوج منا إلى أي کان وسيكون عملنا الآن بالقوانين والانظمة المدنية العثمانية وما جرى الأمة وممثلها التشريعي المجلس الكرام في تعديله أو رفعه عنها بعد عهدهم إلى أن يتيسر لنا تبديلها وتعديلها بصورة تار تحية على شكل يوافق حالة البلاد وأخلاقها ورقها و يلائم المدنية الحاضرة ويصون حقوق الأفراد والجماعات ويساعد على رقينا الحقيقي . والحكومة ترجو من المجلس الموقر اسرع في وضع القانون الاساسي و قانون انتخاب نواب الأمة أتباشر اجراء الانتخاب وجمع بأقرب ما يمكن . وفي الختام تأمل أن يعاضدو نا في مهمتنا الوطنية وتحميكم باحترام . وتكلم بعض النواب على الأثر مؤبد بن الوزارة فوافق المجلس على الثقة بها بالاجماع ويلاحظ من تشكيل هذه الوزارة أن الملاك قد أبد فكرة رئيس وزارته باتباع سياسة الاعتدال و مماشاة فرنسا وبريطانيا للوصول إلى الغايات التي تهدف إليها البلاد . ولم يعد فيصل المسؤول الأول عن سیاستها بل أصبح ذلك منوط بوزارة مسؤولة أمام المؤتمر الوطني السوري الذي مثل الامة . وخرجت سورية نظرية أن الساحل السوري و لبنان تحتله القوات الفرنسية وتحتل سورية الجنوبية ( فلسطين ) القوى البريطانية واجتهدت وزارة الشيوخ المعتدلين هذه في مسالمة فرنسا وانكلترا وحرصت على إحلال الهدوء في البلاد ، متوخية من وراء ذلك عدم مقاومة السلطات المحتلة لجزئي سورية اللذين أدخلهما المؤتمر في الحكومة السورية الناشئة . فأبرقت إلى لندن وباريس راجية الاعتراف بما تم ، وأعقبت بارسال مذكرة ايضا حية في ۱۲ منه إلى كل من دول الحلفاء سلطة الاحتلال عن رغم ( - ۱۹۶ 6 تبلتها فها قرار المؤتمر السوري واعلان الاستقلال مؤكدة عزمها على انشاء صلات ودية تضمن المصالح المتبادلة بيننا وبين الحلفاء سيما مع بلاده الكريمة التي كانت عونا مينا في تحقيق أمانينا الوطنية وسلات الملك فيصل مسلات حكومته فأرسل رسالة خاصة إلى الرئيس ولسن ذكر في مقدمتها كقاح العرب المرير أثناء الحرب النصرة الحلفاء ومبادئه المتضمنة حق الشعوب في تقرر مصيرها وتمتعها باستقلالها ثم قال فيها: انقسمت سورية عقب الهدنة إلى اربع مناطق ادارية وذلك وفقا المعاهدة سرية لا نعلم من حقيقتها شيئا ، فحنق الشعب عندما رأى ما آلت اليه حالة بلاده ، ولم يسكن جأشه إلا بعد التأكيدات العديدة بأن هذه التقسيمات وقتية لا بد أن تضمحل مع الحكم العسكري ، ولم يطل هذا الأمر حتى ذاع خبر عقد اتفاق بين بريطانيا وفرنسا يؤول إلى فرط عقد البلاد وتقسيمها ، فكان هذا النبأ في النفوس ، حتى أن الشعب عيل صبرا ورجع بعضه إلى امتشاق الحسام للذود عن وحدة سورية التي أصبح أمرها مهمة ، وبما أن القسم الشمالي من يتأخم بلاد لا تزال تتأجج فيها نيران الثورات ، اوجمنا خيفة من أن يتسرب ذلاك الإضطراب الى سورية بأجمعها ولم نر دواء لتلافي الأمر ، أنجع من جمع المؤتمر السوري المنتخب من الشعب واعلان استقلال سورية والمناداة بي ملا عليها، ما أدى الى ارجاع الأمن إلى نصابه في البلاد ، وكل هذا يتفق مع وعود الحلفاء و تصريحاتهم ، وما اننا لا نطلب إلا حقا منحتنا إياه الطبيعة ، وزكته وقع سي سوریه ، - ۱۹s ب دماؤنا في الحروب أيده تاريخنا ، فاننا نتوقع أن يقابل الحلفاء حكومتنا الميديادة بارتياح استقلالما ن تقسيم سورية الحاضرة هو حجر عثرة في سبيل رقيها الاقتصادي والسياسي ، ولا يمكن أن مخيم السلام فوق ربوعها إلا بعد أن تؤمن وحدتها ويضمن و بينا كانت هذه المساعي قائمة في سورية والمخابرات جارية ، أعلن رئيس الوزارة البريطانية لوند جورج في ۱۸ آذار في مجلس العموم ان الحكومة البريطانية والحكومة الفرنسية ايلتا فيصل بأنهما لا تعترفان بما تم في دمشق ، وأنه دعا فيصل الحضور إلى أوروبا لحل هذه القضية مؤتمر الصلح

:

وكان اللورد کیرزن وزير الخارجية البريطانية قد أرسل برقية الفيصل جوابا على برقية الحكومة السورية لانكلترا عما تم فيها تنفيذ القرار المؤتمر السوري د مؤكدأ عدم اعتراف حكومته بما جاء في قرار المؤتمر ، وخاصة عن فلسطين والعراق ، وأن مصلحة الملك في الاسراع بالقدوم لاوروبا لعرض قضيته على مؤتمر وكان مقررا أن تجتمع مجلس الحلفاء الأعلى في أواسط نیسان للبت في قضية الانتدابات فرد عليه فيصل هذه البرقية : وأن المؤتمر السوري الذي اجتمع في السابع من هذا الشهر في دمشق، هو نفس المؤتمر الذي عقد فيها اجتماعات عديدة على مرأى ومسمع من السلطة البريطانية التي كانت في بادها قيادة سورية في ذلك الحين . لقد اجتمع هذا المؤتمر لابداء آرائه اللجنة الأميركية التي جاءت --- ۱۹۶ من ( 5 6 الانف آراء الأهالي ، وفقا لقرار مؤتمر الصلح ، وطال اجتماعه بعد ذلك ثلاثة أشهر ، وفي نهاية السنة الماضية عقد اجتماعا آخر ، وبحث في مسائل داخلية متنوعة ، ولم تقابل اجتماعاته الأخيرة بأدنی احتجاج من السلطات البريطانية أو الفرنسية ، وهو مؤلف من هيئة نظامية أعضاؤها مندوبون منتخبون انتخا با قانونية ، فعقد اجتماعه الأخير الذي أعلن فيه استقلال البلاد والمناداة بي ملكا عليها ، لا يمكن أن يعتبر انه تصرف خلافا لآراء الحكومتين الانكليزية والافرنسية ، مادام بیانه مؤسسة على ما لهاتين الحكومتين وسواها من الحلفاء من التصريحات والوعود يضاف إلى ذلك أن المؤتمر وضع أمامه ، بالوسيلة التي اتخذها تسكين الشعب و المحافظة على الأمن من الافكار المريبة التي بدأت بالانتشار في الشرق ، وأعلن بأوضح اسلوب اخلاصه لدول الحلفاء ، وعلى الأخص الحكومتين ( انكلترا وفرنسا ) ، فالشعب وأنا في أوله ، أظهر البلادكم كان للعرب مجال ، وحارب في صفوفكم ، وكان له أنه ساهم في الظفر الذي تم في الشرق ، ولا يمكن أن تعرف اليوم خلافا لمصالح بريطانيا العظمى وحلفائها ، بل بالعكس ذلك يدافع دفاع المتحمس هذه المصالح ، ويكون مستعد على الدوام لوضع كل موارده في خدمة الحلفاء ، وقد أظهرت الحرب الاخيرة برهانا ساطعا على حسن نیا تنا ، ولكن يجب ألا يغرب عن البال ، انه اثر الوعود التي قطعت لنا أخذت على عاتقي ادخال الشعب العربي في الحرب العالمية ، وتعرضت لمسؤولية عظمى تجاه الشعب ، فهذا الشعب يطلب مني الآن انجاز الوعود التي وعدته بها، مما يضطرني أن أرجوكم ایجاد حالة تمكنني من انجاز الوعد تعلقه المخلص يوم المرور ( ، عن 6 ۱۹۷ - م (۱۳) الذي يسمح و و لعاب e كانت شهاره مع ان لي من يد الأمل في هذه الظروف ، انكم تبلغوني جوابا على هذه البرقية الاعتراف مبدئيا ، باستقلال سورية التام ووحدتها، الأمر لي بالذهاب الى اوروبا ، لا قدم الشكر لحكومة جلالة ملاث بريطانيا على ذلك ، ولتنوير المجلس الأعلى عن موقف سورية الحقيقي وصلت الأمور إلى هذا الحد أرسل الماء إلى لندن و باريس نوري السعيد الذي امتاز بكونه قائد اشترك في الحرب مع الحلفاء ، وله لياقة سياسية ، بعد أن زوده بكتا بين أحدهما للورد کیر زن والثاني لميدان ، مبررة بهما الخطة التي سلكها في سورية ، ساعي) إلى إقناعهما بأنه وحكومته لا يرغبان إلا باستمرار الصداقة التي الحلفاء إبان الحرب أما رد فرنسا فكان البلاغ الذي أذاعه قلم المطبوعات الفرنسي في بيروت وقد جاء فيه : « تواترت الاشاعات بأن اجتماع المؤتمر السوري والتصريحات التي صارت المجاهرة بها كانت نتيجة اتفاق بين الحكومتين الفرنسية والعربية . ومن المه اي ان هذه الإشاعات ساقطة ولا نصيب لها الصحة الان مثل هذه القرارات هي من شأن مؤتمر السلام ، والحكومة الفرنسية أبعد أن يكون لها علاقة تمام:. فأرسل سكرتير الامير ناجنرال غورو برقية شرح فيها بأن ما تم لا يتنافي والصداقة المتبادلة بين البلدين وان سورية تعتمد على الصداقة الافرنسية ورجاه تبليغ ذالك لحكومته و بعد أن بت بامر الانتداب على سورية والعراق في ۲ نیسان مؤتمر سان رنو أرسل رئيس الوزارة الفرنسية المسيو مياران الى الملاك فيصل في ۱۳ ایار ۱۹۲۰ البلاغ الآتي : من نفسها من - ۱۹۸ . « ان الحكومة الفرنسية مشيرة من جهة الى بلاغاتها السابقة ومن جهة أخرى إلى المبادىء العمومية لتحرير الشعوب والمعاونة الودية التي أعلنها مؤتمر الصليح تؤكد اعترافها بأن الاهالي الناطقين بالعربية من جميع المذاهب والساكنين في القصار السوري الحق في أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم بصفتهم شعوبا مستقلة ، وترى من واجباتها أن تقبل المهمة التي عهد بها إليها مؤتمر الصلح لإعطاء هؤلاء الأهالي مشورها ومساعدتها تحقيق أمانهم المشروعة وجعلهم ينتظمون أمم). وهذه المساعدة لابد منها بعد استعباد طويل والخروج من حرب تركت البلاد خرا با وستضمن استقلالهم من كل اعتداء ضمن الحدود التي يعينها مؤتمر الصلح تناظرة نظر الاعتبار الى الادارات الذاتية اللازمة ، ورد فيصل على برقية مياران ببرقية أبان فيها استياء السوريين من تقسيمهم إلى شعوب عديدة ، إذ انهم شعب واحد و ينزع نزعا واحدا ورجا الاعتراف بذاك و باستقلالهم و قبل وصول تبلیغ میاران بثلاثة أيام أرسل قائد جيوش الحلفاء الاورد آللنبي الملك ورقية من مصر هذا نصها : یا صاحب السمو : أمرتني حكومة جلالته أن أقدم أسكم الرسالة الآتية : بنتيجة المقررات التي اتخذها الحلفاء أخيرة في سان رو، قد تم الاعتراف بسورية والعراق دولتين مستقلتين ، على شرط أن تناولها مساعدة دولة منتدبة إلى أن تحين الزمن الذي تستطيعان فيه الوقوف وحدها. وبناء على هذه المقررات ، قد أودعت مهمة الانتداب السورية إلى و ۱۹۹ فرنسا ، كما أن مهمة الانتداب العراق أوكلت إلى انكلترا مع انتدابها الفلسطين ، وان حكومة جلالته تشعر شعور قويا بأن الوقت قد أزفي للوصول الى خطة تأتلف بها مطالب الشعب السوري مع هذه المقررات . وقد ذكرتم سموكم في كتابكم رقم 103 المؤرخ في ۲۸ آذار ۱۹۲۰ المرسل إلى وزير الخارجية البريطانية ، رضاءكم بالسفر الى اوروبا ، على شرط الاعتراف باستقلال الشعب السوري ، وحكومة جلالته مستعدة بناء على القرارات التي اتخذت أخيرة للاعتراف بسموكم مبدئيا ، رئیس دولة مستقلة ، إلا انها تعتقد اعتقادا قويا بأن قضية ملكيتكم انما نحصر حق البت فيها رسيا مؤتمر الصلح وحده ، ولذلك تلح على سموكم بأن تأتوا إلى اوربا، بدون ابعاء وتبسطوا قضيتكم أمام رجالها ، وسيعقد المؤتمر دورته القادمة في باريس في آخر شهر ايار ، و تأمل أن حد سموكم السبيل حضور المؤتمر خلال اجتماعاته هذه واني بالالحاح على سموكم باجابة دعوة حكومة جلالته بالسفر إلى باريس بلا انتظار ، أرغب في أن أؤكد لك بأن الباعث الوحيد لخطة حكومة جلالته في هذا السبيل ، هو رغبتها في اعطاء آمال سموكم و أمانيه الاعتبار التام ، مع منحه الفرحة اللازمة لبسط قضيتكم بكل تفاصيلها » ويظهر من بلاغ الحكومة الفرنسية المنتدية على سورية أنها تعتبر سكان . سورية شعوبا لا شعبة واحدة وأنها ستعمل على أن السوريون وهذا ما لا يخطر على بال أحد من الوطنيين السوريين إذ كان هدفهم الوحدة العربية . أما نتائج سفر نوري السعيد فما كان يمكن أن يكون لها تأثير يذكر في قرارات مؤتمر الحلفاء المنعقد في سان ريمو والذي أقر الانتدابات على البلاد العربية في ۲4 نیسان ۱۹۲۰ وقد أصرت انكلترا على فيصل بالاسراع بالسفر لأوروبا قبل البت نهائيا بمستقبل البلاد ليشترك في مذاکرات تقرير مصيرها إذ قد يتوصل لاقرار ما تم في دمشق تنفيذا لقرار المؤتمر السوري في سورية الداخلية ، التي كانت تعتبر محتلة من قبل الجيش العربي الحليف . وقرارات المؤتمر السوري الذي أدخل فيها استقلال فلسطين والعراق أيضا كان عاملا على زيادة التقريب بين لندن وباريس والاسراع في اقرار الانتدابات ، وقد بذل السعيد غاية جهده للتأثير على الرأي العام في كل من انكلترا وفرنسا عله محرك الضمير العالمي لأنصاف العرب بعد أن خذلته الحكومتان الكبير ان المنتصرتان في الحرب ، فأذيع في لندن في ه نیسان ۹۲۰ مايلي : وصل إلى هنا نوري السعيد وسلم کتا بين خطيين بخط يد الملاك إلى وزارتي الخارجية بفرنسا وانكلترا ، وقد كرر فيهما بصداقته لفرنسا وانكلترا ، وطلب معونتهما باعترافهما باستقلال بلاده ، و قال عن العراق : إن الوسائل التي اتخذها المؤتمر العراقي بدمشق إعا اتخذت للقضاء على دسائس الترك وأعمال التحريض بين السكان في الموصل ، ولا ميل السكان في العراق وسوريا الى الترك وقال أيضا السكان يتوقعون بالطبع تحقيق مساعدة الحلقاء ولما كان نوعود ولسن رئيس الولايات الأميركية تأثير كبير 6 تأکیداته 1

ان جميع

أما نمیدم و توسع . منة مع الخطة التي سلكها فيصل و تمسك بها السوريون فقد أرسل الملك لو لسن أيضا رسالة يذكره فيها بالوعود الطيبة التي وعده ها و بأن رغائب الأهلين وحريتهم ستكون مضمونة . وذكر الماك ما قام به العرب في الحرب العظمى من أعمال عظيمة بعد أن وعدهم بريطانيا تحقيق أمانيهم القومية في ذكر الأضرار الناجمة عن تقسيم سورية ، وأعلمه أيضا أن الشعب اضطر إلى اعلان استقلاله وملكية فيصل بفكرة ضمان مستقبله . وقد استتب الأمن والنظام في البلاد نتيجة لذلك ورجا الرئيس ولسن أن يتفضل ويستعمل نفوذه لتأييد قضية سورية الحقة ومن المؤسف أن ولسن كان قد أصيب اصابة خفيفة منذ ابتداء ايلول ۱۹۱۹ بالفلج النصفي بعد أن بذل كل ما يمكن بأذله من جهود ، و تساهل تساهلا لم يكن مأمو مع لويد جورج وكلنصو ، مخالف) بذلك مبادئه التي أذاعها على العالم، ليتمكن من عقد معاهدة الصلح في مؤتمر فرساي . و بعقدها تشكلت جمعية الأم. لكن حكومة الرئيس والسن التي كانت العامل الأساسي في تشكيل جمعية الأم، لم تشترك بها لان الكونغرس الأميركي رفض في تشرين الثاني ۱۹۱۹ التوقيع عليها . وبذلك خرجت أميركا من مسرح السياسة الدولية أن هذا كله لم يقطع أمل سورية في أميركا وهي لا ترى أمامها غيرها تعلن باخلاص ضرورة منح الشعوب المغلوبة على أمرها حقها . وبعد انعزال أميركا من مسرح السياسة الأوروبية أسرع لويد جورج وصرح بأن الضمانات التي قطعتها انكا ترا وأميركا لفرنسا قسد سقطت عن كاهل بريطانيا أيضا بعد أن رفضت أميركا توقيع معاهدة الصلح . فهز ذاك فرنسا هزة عنيفا ، وطفق العداء ينتشر فيها ضد 6 الأوروبية. بيد - ۲۰۲ او يا جورج وسياسته . وما كاد يمي على توقيع معاهدة فرساي بضعة أشهر حتى سقطت وزارة كلنصو ، وذلك في كانون الثاني ۱۹۲۰ ، فلم يعد لوید جورج وسياسته أصدقاء في فرنسا، وأصبح شديد الكراهية فيها . لهذا كله لم يتلق الملك فيصل من الرئيس ولسن أي جواب رسمي . كما أن بريطانيا التي كان ينظر إليها في المحافل السياسية الغربية كصديقة للعرب ، و فيصل بنوع خاص ، لم تعد في وضع تملك فيه التأثير على مجری السياسة الفرنسية بل لم يعد المؤتمر فرساي نفسه ها تيك الأهمية وذلك النفوذ اللذان كانا له عندما كانت أميركا أحد أعضائه و هذا الوضع الدقيق المحرج أيقظ أفكار الوطنيين في الحكومة الناشئة وجعلهم يستو ثقون من سوء نية حلفاء فيصل في الحرب ، فأخذوا يا ايون الحكومة بأن لا تأخذ الأمور بسياسة الاين بل تعد نفسها حكومة دفاع وطني ، واجها الأول اعداد المعدات الدفع العوادي عن الوطن ، و كان الاعتراض فرنسا على رفع العلم السوري الجديد على دار الاعتماد العربي في بيروت ، وعلى الدعاء الفيصل في مساجد الساحل السوري ، تأثير وأي تأثير على الوطنيين ، فألمب جذوة الحماس في الصدور ، وأقيمت المظاهرات احتجاحا على ذلاك ، مطالبين بتجنيد كافة امكانيات الوطن . وقد اعترضوا كذلك على تساهلى الحكومة السورية تلقاء فرنسا في نقل الذخائر الحربية إلى أضنة بطريق السكة الحدادية التي تمر في سورية ، لأن ذلك يساعد الفرنسيين على اخماد الثورة التركية الناشبة في شمال الحدود السورية لإخراج المحتلين من الأراضي التركية ، فيتفرغ الفرنسيون عندئذ تحقيق مآربهم العدوانية 6 البلاد دفاع) سگمن في | في بلادنا . وحدث أن سحبت فرنسا جزءأ من قواها الموجودة في الشرق الأوسط في تلك الآونة الاستخدامها في ألمانيا بمناسبة اعتزامها احتلال الرور ، فكانت حاجة القيادة الفرنسية ماسة لنقل العتاد والجنود منطقة احتلالها في سورية و كيليكية . فوجه أعضاء عديدون في المؤتمر السوري أسئلة الحكومة عن كل ما تقدم وهاجموها بشدة ، فأجابت الحكومة المجلس في ۲۶ نیسان ۱۹۲۰ بما يمهدي، ثائرة الخواطر مؤكدة أنها توفرت على منع الكثير مما كان يشتكي منه ، إذ سحب الاعتراض الفرنسي على رفع العلم السوري على دار الاعتماد في بيروت رغم مزاعم فرنسا بأن تغيير الأوضاع في البلاد المحتلة منوط مؤتمر الصلح ، وأن ليس هنالك حشود من القوى الاضافية على حدودنا ، وغاية ما أشيع عن ذلك لا يتعدى بعض تنقلات عسكرية اقتضاها الوضع العسكري ، بل ان فرنسا خفضت من قواها بدلا من زيادتها. فكان من هذا الجواب المتزن أن الوزارة لم تضطر إلى تقديم استقالتها. ولما كان رئيس الوزارة معروفة بالاعتدال ولا يقر" استعمال القوة في مقاومة دولة عظيمة كفرنسا تملك جميع لوازم الحرب ومعداتها ، وقد خرجت ظافرة من الحرب العظمى ، وكان الوطنيون مخالفونه تماما في هذه السياسة ، ويهدفون إلى المقاومة حتى النهاية نصرة لاحق وانتصار على الظلم ، وكنت على هذا الرأي مع الشيخ كامل القصاب الوطنيون الملك فيصل يرجون منه تأييد فكرتهم وتشكيل حكومة همها الاول الدفاع . وحدث في هذه الأثناء أي في ۲۶ آذار أن قرر مؤتمر سان رنو منح فرنسا الانتداب على سورية ، وانكلترا الانتداب على فلسطين T وقد راجع س- ۲۰ . و من سوء حفظ والعراق . فهاج الوطنيون متخذين من ذلان أكبر حجة تبرر موقفهم . وقد انحاز إليهم الملك فيصل وندب كبير أمنائه ليقنع الركابي بتقديم استقالته ، فقدمها في م مایس متذرعة بأسباب صحية سورية أن أميركا التي أوفدت لجنة الاستفتاء لبلادنا ، لم تعد عضوا في مؤتمر الصلح ، كما أن استقالة كلنصو وتحول الرأي العام في فرنسا ضد انكلترا لم يكن في صالح قضيتنا . وكان من نتائج ذلك أن خلا الحو لفرنسا فتمكنت من حرية العمل العسكري في سورية الداخلية رغم أن معاهدة سيكس – بيكو لا تجيز لها ذلك . هذا وان اعلان قرار المؤتمر السوري استقلال سورية حدودها الطبيعية آذار على أن يكون بينها وبين العراق اتحاد سياسي و اقتصادي ، واعلان رجالات العراق الموجودين في سورية في نفس اليوم استقلال العراق من على شرفة البلدية نفسها التي اعلن منها استقلال سورية ، لم يخل من التأثير على انكلترا التي كانت ترمي إلى نيل الانتداب على فلسهاين والعراق الاذين كانت جنودها تحتلهما واذا أمعنا النظر في تحدي سورية افرنسا وانكلترا مها بهذا العمل رأينا انه وإن لم يكن عملا" سياسية مترنا ، إلا أنه لم يكن بامكان فيصل والوطنيين العاملين معه أن يسلكوا غير هذا السبيل لإن غاية الثورة العربية انما كانت استقلال البلاد العربية التابعة للدولة العثمانية في آسيا ، ولم تكن استقلال سورة الداخلية فحسب . وقد استمر جهاد العرب تحت راية الحسين أ أكثر من سنتين ، وغاية الجميع استقلال البلاد العربية . وكان جيش فيصل الذي حارب في الأراضي السورية يضم الحجازي . و ۲۰ ۔ والعراقي والفلسطيني والسوري واللبناني مسلمين ومسيحيين ، ولم يكن السوريون أكثرية فيه ، وكانت غاية الجميع العمل الاستقلال بلادهم تحت راية العروبة . 6 و بعد أن حررت جيوش فيصل سورية وطاردت الجيش العثماني المنهزم حتى الحدود السورية الشمالية ، تشكلات في منطقة احتلال هذا الجيش حكومة غايتها تحقيق استقلال العرب ، وبعد أن قضت الظروف باعلان استقلال العرب ، و بالاحرى استقلال سورية الداخلية عملية ، لم يكن باستطاعة فيصل ومن حوله اهمال استقلال بقية الأقطار العربية ، إذ كان في عداد هيئة ادارة « الفتاة و أعضاء بارزون عراقيون ، مثل ياسين الهاشمي ، و فلسطینیون کمزة دروزة ورفيق التميمي ، كما أن ممثلي الحجاز في مؤتمر الصح رستم حيدر وعوني عبد الهادي سكرتير الملك الخاص لم يكونا سوريين . ومن بين أخصاء الملك فهد نوري السعيد وجعفر العسكري وعلي جودة و جميل المدفعي و مولود مخلص الذين انتصر جيش فيصل على أكتافهم ، وكانوا عراقيين يشدون أزره في سورية با خلاص من غير أن ينسوا وطنهم الأول ، و كان سكرتير الجماعة العراقية الملكي توفيق السويدي نجل يوسف السويدي صديق العائلة الهاشمية أعضاء الفتاة، القدامی هو الذي أعلن القرار باستقلال العراق من على شرفة البلدية . فن البدهي اذن أن راعی شعور هؤلاء وعدم اهمال قضية بلادهم ، وهي جزء من الوطن العربي ، سما واأعرب معروفون بالوفاء والتضحية في سبيل هذا الوفاء . كما أن ذلك كان من جملة مباديء جمعية « الفتاة » الأساسية التي تسعى إليها بكل قواها و ومن ۲۰۹ و بعد اعلان استقلال العراق وظهور نوايا الحلفاء السيئة نحو العرب حلية واضحة ، قرر رجالات العراق في سورية إضرام نار الثورة في العراق ، فأوعزوا إلى كل ضابط عراقي مقدام بالاستقالة من الجيش والسفر الى دير الزور على مقربة من الحدود العراقية ليؤلفوا جيشا من العصابات ويستعدوا للثورة وكان رمضان الشلاش قد أخرج الانكليز منها في 11 كانون الأول ۱۹۱۹ وعين فيصل مولود مخلص حاكما لها. وقد سافر إلى الدر بعد اعلان الاستقلال بقليل جميل المدفعي وعلي جودة وتحسين علي الترؤس الحركة . ولم يكد ينهي شهر آذار حتى بدأت العصابات تشن هجماتها وتبلو بالادها في العراق . وكان من بادرة أعمالها تخریب خط سكة الحديد بين سامراء وشر قات ، كما أن قوى جميل المدفعي هاجمت تلعفر وقتلت فيها الميجر باولو والكابتن استوارت و نفت دار الحكومة بالديناميت من فها، فسيرت إليه القيادة البريطانية من الموصل قوى كبيرة فانسحب إلى الدير وكان ذلات ايذانا باندلاع ثورة العراق و بعد استقالة وزارة الركابي التي لم تعش طويلا كلف الملك فيصل بالاتفاق ع الوطنيين باستثناء الشيخ كامل القصاب الذي استمر في تأييد الركابي رغم أنه لم يكن من أنصار الدفاع، والشيخ من متزعمي القائلين به ورود تشكيل حكومة تندفع بدون ترو في تحقيق الاستقلال والوحدة العربية ، كلف رئيس المؤتمر السوري ماثهم الا ناسي بتشكيل وزارة دفاع وطني كرد على رقية الحكومة الفرنسية التي تبع فيها فيصل قرار مؤتمر سان ريمو منح فرنسا الانتداب على سورية ، وطلب من الم ۲۰۷ . الاناسي الرئاسية هاشم الأتاسي تشكيل حكومة قوية تضطلع بواجب الدفاع والحافظة على الأمن الداخلي والطمأنينة ، فقدم الأتاسي أسماء أعضاء وزارته التي كان متفقا عليها في اليوم نفسه ، فتألفت الوزارة في 3 أيار ۹۲۰ من : هاشم ساطع الحصري المعارف الرئاسة مجلس الشورى الدكتور عبد الرحمن الشهبندر الخارجية (محل سعيد الحسيني المريض) الاحرية فارس الخوري اما اية جلال الدين الاعدلية يوسف الحكم للتجارة والزراعة الداخلية رضا الصلح يوسف العظمة علاء الدين الدروبي قائلة : وقدمت الوزارة بيانها المؤتمر السوري بعد تشكيلها بخمسة أيام قائا إن أساس خطتنا هو : 1 - تأييد الاستقلال التام الناجز المتضمن في جملة ما يتضمنه حق التمثيل الخارجي . المطالبة بوحدة سورية بحدودها الطبيعية ، مع رد طلب الصهيونيين يجعل القسم الجنوبي منها وهو فلسطین وطن قوميا لليهود . 3 - رفض كل مداخلة أجنبية تمس سلطاننا القومي ثم قالت : و بلغكم أن المؤتمر في سان رنو اتخذ بعض قرارات ابتدائية تتعلق بنا . وهذه القرارات قد تضمنت الاعتراف مبدئيا باعتبار جم ۲۰۸ 6 من clicc سورية دولة مستقلة ، فنحن نسجل هذا الاعتراف مع السرور ونتخذه أساسا للحقوق الاخرى التي سنطالب بها ،. و خطب بعض النواب مشيرة إلى خطورة الموقف ، كما ناقش آخرون البيان ، واشترط غيرهم أن تعلن الوزارة كونها دفاعية لمنحها الثقة فقال الشهبندر ان الوزارة دفاعية قامت لأجل الدفاع وسندافع إلى النهاية ) فنالت ثقة المؤتمر الاجماعية وعقب احتيار الشهبندر لوزارة الخارجية عين جميل مردم ، وهو و الفتاة ، القدماء ، مستشار الوزارة لتأمين انسجام العمل فها وكان من الطبيعي أن تهتم الوزارة قبل كل شيء بأمر الدفاع ، فوسع قانون التجنيد ، وجعلت مدة الخدمة الفعلية الإجبارية ستة أشهر في قانون التجنيد الذي سن حينما كان فيصل في اوروبا في سفرته الثانية ، وطرح على الاكتتاب فرض وطي بنصف مليون دينار سوري ( وكانت قيمته ليرة ذهبية فرنسية ) وهذا القرض كان بضمان أملاك الدولة و بفائدة قدرها - بالمئة ليصرف في وجوه الدفاع الوطني ولما كانت عاية الحكومة السورية الأولى في استقلال سورية ، فقد دفع ذلك بعض الضباط السوريين الى الاستقالة من الجيش والانضمام إلى الثوار المناضلين في حمل عامل و حمال العلويين والجزيرة العليا و أنطاكية ، الأمر الذي فريق القوى العسكرية الفرنسية و سهل على الأتراك الانتصار على الفرنسيين في جنوب کلیکیا ولما كانت ثورة الأتراك شديدة ومنظمة ومسلحة بأسلحة حديثة فانها تمكنت من محاصرة مدينتي كلس و عنتاب اللتين جمع فيهما الفرنسيون 9 میدانه الكثيرين من الأرمن الذين شتتوا في الحرب ، فأهاج ذلك القيادة الفرنسية ، وطلبت من فيصلي تسهيل نقل الجنود والعتاد الفرنسية عن طریق سكة حدباد حلب ، فرأت الوزارة أن تستفيد من الفرصة السانحة فطلبت أقاء ذلك دفع حصة سورية من ارادات الجمارك وفقا لاتفاق حيفا وهي ۱۰۰ الف جنيه مصري عن حيفا ومثلها عن بيروت وطرابلس تدفع شهريا ، والاعتراف باستقلال سورية استقلالا تاما ، فرفض غورو ذلك وأجاب بأنه لا يتمكن من أن يوافق على شيء ينافي ما جاء في بيان الحكومة الفرنسية الأخير مديا وان الكولونيل تولا كان قد فهم من مع رئيس الوزارة السورية السابق رضا الركابي بأن الرئيس تميل إلى مساعدة فرنسا في شمال سورية ، وأن الملك لم يعترض على ذلك . وهذا ما نشره الركابي بخط يده بهذا الخصو ص : د ولم تمض على حفلة البيعة أسابيع حتى بدأ الترك بالعدوان على حدود سورية فقرر الجنرال أن توجه الى الشمال قوة من الجيش الفرنسي السا حل بطريق الخط الحد بادي ( بيروت ریاق ، حلب ، قطعة ) وأوعز إلى تثلية في دمشق ران يطلبوا من الحكومة السورية السماح للجيش الأفرنسي بالمرور في سورية ، فاستدعاني جلالته ، إذ كنت رئيسا للوزارة ، وسألني رأيي فعرضت عليه الموافقة ، على أن تنضم نحن أيضا ، قسم من جيشنا الى القوة الافرنسية ، لان الدفاع عن سورية تقع في الدرجة الأولى ، على عاتق السوريين ، ولولا أن عدوان الترك وقع في وقت كانت فيه قوة السوريين غير كافية ، لما سمحنا الافرنسيين بالدفاع عن بلادنا . ولكن فرنسا أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن بلادنا خليفة لنا أو منتدية ، فوجب علينا والحالة هذه ، تورو المرابط في 6 6 6 أن نشكر لها صنيعها ونشاركها في الدفاع ، بقم قم من جيشنا إلى جيشها ، وربما أدى هذا الأمر في المستقبل إلى حفظ صلات المودة وروابط الصداقة بيننا ، فأظهر مروره لرأي وار تیا حه أفكري ، ولكنه أراد في الوقت نفسه أن يستشير بعض رجال السياسة ، فلما استشاره أشاروا عليه بعكس ما رأيت وأصروا عليه وتعدموا لرأيهم ، فاعتمد على أمانتهم وصدقه ورفض ما حالمه الأفرنسيون ، فاضطر الجنرال الي نقل الجيش حرة، إلى شمالي اسکندر ونة ، ونقل، من هنا لاك برأ الي منطقة الحرب فانقضي الوقت بدون فائدة ، فاضهارت فرنسا إلى حل الخلاف بينها وبين تركيا ساميا على أساس التفاهم ، فأرسلت معتمدها فرانكلان بوون إلى أنقرة ليتفق مع الأتراك على حسن الجوار ، فأماوا ارادتهم على فرنسا ، فخسرت سورية بعض بلدان المنطقة الشمالية وتبدل شكل الادارة في لواء اسكندرون ان ثقة جلالته رأي الذين استشاره واما نه بصدقهم واعتماده على حسن نيتهم كل ذاك أدى إلى توتر العلاقات السياسية بينه و بين الافرنسيين . فازدادت العقبات في سبيل تحقيق أمانينا ووصلنا الى الوضع الحاضر الذي نحن فيه وقد أدى هذا الرفض الى زيادة التور وزيادة الحناء وقرب موعد الساعة الحاسمة وكان ذريعة جدراسة أضافها غورو الى الذرائع الاخرى التي توسل بها اضرب ضربته الكبري .. إلا أن موقف الوزارة لم يكن مطلقة . ولقد دراور وزير الحربية إلى الشمال واتصل با اقواد الترك تأمين التعاون سورية مع الأتراك في 6 6 مقاومة الاحتلال الفرني ، فوعد اولو الامر بالجواب بعد استطلاع رأي حكومة مصافي كمال رئيس مجلس الأمة الكبير . وكان هذا من الأسباب التي دعت الفرنسيين أعقد الهدنة الأتراك في ۳۰ آذار ۱۹۲۰ إذ انهم وقد تعذر عليهم امكان احتلال سورية و كيليكية ، رجحوا التخلي عن الأخيرة رغم ثروتها العظيمة التي كانت محط أنظار هم لأنهم يزعمون بأن البنات ذكريات قديمة ورون في الكثير من الموارية مؤازرين يعتمد عليهم ولا يصح اهمالهم واهمال تراث فرنسا اللهم في أسنان الادبي في ناهيات عن أن التخلي عن سورية تجعل وجوده في لبنان متعذرا سيما وقد ملكوا حرية العمل في سورية الداخلية . وكانوا الى ذلك رغبون في مقاومة السياسة البريطانية في الشرق الأدنى وتركيا بعد أن احتلت بريطانيا المضائق ودفعت محبوش صدی مهتا اليونان الى احتلال از مير . وعقب هذه المدينة سحبت الجيوش الفرنسية من تركيا وترك الكثير من العتاد كمعونة لهما وحشدت فرنسا هذه الجيوش على حدود سوريا الداخلية انتظارا لما بينته . وقد بلغ الجيش الفرنسي لدى بده الحركات العسكرية لاحتلال سورية ، ما يقرب من عدد المئة الف جندي 6 نوري وعاد من أوروبا في هذه البرهة ، أي قبل أواخر شهر أيار السعيد ، وهو مقتنع بأن أكبر خدمة يمكن أن تسدي لسورية هي سفر الملك الأوروبا تثبيتا للوضع القائم في سوريا وعدم فسح المجال يصبح الانتداب استعارة مقنعة ، ولكن الهياج في البلاد كان قد بلغ < أشده والاصوات تشق الحناجر دفاعة حتى الموت . لذاك رأت الحكومة ارسال وفد وزاري إلى أوروبا للدفاع عن حقوق البلاد عوضا شن تلبية دعوة بريطانيا المتكررة لفيصل للسفر إلى أوروبا . وصادف ذلك حاول شهر الصوم المبارك ، فأقام بهذه المناسبة جلالة الملك مأدبة افطار کبری في ۲۰ أيار دعا إليها رجالات البلاد ومفكريها من مختلف النزاعات وحطب فها آخر خطاب له فقال : و أريد بهذه المناسبة ، أن أقول بعض كلمات أعلم أنها تهم الأمة كثيرة ، إن هذه الكلمات منتظرة من الحكومة لامني ، لأني غير مسؤول ، ولكني أستسمح رئيس الوزارة فأقول : أن الأمة اليوم في شوق عظم الى معرفة حالها ومصير ها ، اقد أبلغونا القرار الذي وضع في سان ريمو ، بشأن مستقبل البلاد بصورة محملة ، فيأس البعض من جراء ذلك وظن أنه قضي على مستقبلنا وأن نبذله لا يأتي بفائدة وقال القسم الأعظم من علينا ونحن لا نريد أن نستعيد فلنمت شرفاء هاتان هي الفكر "نان السائدنان اليوم وكلتاهما غير مطابقتين الحقيقة ، لانه لم يقض علينا بالفناء أنيأس ، ولا قضي علينا بالاستعار لكي نقول كب أن موت شرفاء . أنه اتخذ قرار يعترف باستقلال سورية على ما يقال وجعلها تحت الانتداب ، ولكن ماه هذا الانتداب ، وما کیفیته وهل هو يقضي علينا أم لا؟ فهذا ما لا زال مجهولا لقد اتخذت الأمة قرارا من قبل أعلنت فيه استقلالها وقالت انه سكان البلاد : كل سهي أتقد وضي ماذا وضي & link المعلوم هو می) ۲۱۳ - م (14) يجب على الأم أن تعترف به، فكم انا اتخذنا قرارا يوافق مصلحتنا فقد اتخذوا هم أيضا قرارة أنفسهم يلائم مصلحتهم ، وكل من الفريقين نادي الحق لنفسه ، ولكن ما بينهما من الود لا تجعل أحدهما يعتدي على حقوق الآخر ، وإن كان كل منهما ينفار إلى مصلحته قبل مصلحة سواه . الأمة السورية أعلنت استقلالها وفد لمصالحها، أما الدول فمع اعترافها بهذا الاستقلال فقد اشترطت له شروطة تلائم مصالحها أيضا ، وعندما أعلنا استقلالنا قلنا باحترام مصالح الجميع انكون في تآلف مع الشعوب التي حاربنا معها ، ثم أن الدول وضعت شرطها وقالت أنا تعالوا نؤلف بين مصالحنا و مصا لحكم فيظهر من هذا أنه لا ضير علينا حتى الآن ، وان أبواب المذاكرات ما زالت مفتوحة لكلا الفريقين ، ويجب أن يعلم انه ينظر إلينا اليوم أية مستقلة . أحد بر باد الاستقلال ومع ان تكملة الانتداب لا حد لها ولا معنى صريح وقد رفضها الأمة رفضا باتا ، ولا يقبلها الحياة ، فهي كلمة مطاطة تفسر طور بأشد أنواع الاستعار و تارة بأخف ضروب المعاونة الودية التي لا تمس ذلك فقولها عار على كل أمة تريد الحياة أرجو الأمة أن تعرف أن رئيسها أو حاكمها أو ملكها الذي انتخبة، هو على هذا المبدأ لا رضي أن يقال أن المملكة التي ريسها تحت قيود مملكة أحرى ، فالأمة التي عاشت قرون عدناسة ومدنت العالم لا يمكن أن تتقيد بهذه القيود ، وأرد ألا يكون رفض الامة الانتداب اعتمادا على القول فقط حو مم هو وفي أكثر تذكرون جمعكم انني كنت أقول دائما ولا سيما بعد رجوعي من اوروبا أن الاستقلال يؤخذ ولا يعطى . أنتم تعلبون الاستقلال وأنا أطلب منكم الوسائل . تذكرون اننا لما كنا تحت سلطة الاحتلال وكانت الحكومة بدون قوة اجرائية والامة محتاجة إلى القوة أي إلى الجند أردت أن أظهر الامة ضرورة التجنيد فتطوعت جنديا بسيطا ولم يكن في الإمكان حينئذ وضع قانون التجنيد بسبب الاحتلال، فلما جلا الحيش البريطاني عن البلاد رأت الحكومة ضرورة التجنيد لحفظ النظام أو و للمدافعة عن البلاد ثانيا فوضعت قانون التجنيد ورأينا الفرق بين الجند عند كان متطوعا من سنة دون أن نتمكن من تنظم قطعة المرض فضلا عن الدفاع، على أنه لم يمر شهران على وضع القانون حتى رأينا أن ننا حيشا ولو قليلا و نظاما ولو في حالة الطفولة . ولكن الحكومة ترى أن هذا الجيش لا يكفي لحاجة البلاد داخلا وخارجة ولا سيما أن هذا القانون استثني قسما عظيما الخدمة ان الام تنظر الينا من وجهين : الأولى نظرة صديق بريد منا أن نظهر بمظهر منظم عظام ، وتخشى وقوع حادث مكدر ، يعكر علينا و يفسح مجالا لاظهارنا بمظهر الهمجية ، والثانية نظرة فريق ربما يطمع فينا ، فالحكومة محبرة على اتحاد القوة ، التي تفرح صديقها ، وتدعم كيانها ، وتحافظ على نظامها لا سيما وان المناطق السورية المحتلة هي في حالة فوضى أن تسري الينا ، وتسيء سمعتنا في الخارج ، فيجب أن تدمر الحكومة على حفظ النظام في الداخل وعلى اتحاد قوة تجعلنا محترمين أصدقائنا وأعدائنا وان كنت لا أعرف أن لنا عدوا 6 6 أختي من سے ۲۱۰ ۔ تقدم الوسائل من محب yi ان الامة تريد الاستقلال و ترى أن كل وزارة وحكومة لا تعلن آنها دفاعية لا تصلح لها ، فالأمة التي تطلب هذا مجب اللازمة له المال والرجال . يتسرب اليأس إلى نفس أحدنا ، وعلى المفكرين والعقلاء استقلالنا و أرباب الصحف أن يحولوا دون ذلك ، فنحن سنعيش وأن يمس بسوء ، ولا شك أن هذه الأمة التي بذلت عشرات الألوف من النحايا في غاليسيا والقفقاس وايران والرومالي خدمة لمصالح غيرها لا تتأخر عن بذل اضعاف ذاك دفاعا عن كيانها وحريتها ولو كانت خارجة من حرب طويلة مهلكة ولما كان من غير المستطاع ایجاد جيش بلا مال فقد أصدرت الحكومة قرض مضمونا، مكنها من الحاد قوة تضمن حياتها المقبلة ، فأرجو من الأمة أن تقبل عليه ، وتثبت الامام المتمدن أنها لا تحتاج من الخارج حتى ولا للمال ، فلديها كل شيء عند اللزوم • لقد اعتادت الحكومات أن تصدر قروضا عند وقوع الأزمات وعندئذ يكون اقبال الأم على القروض مقياسا لحياتها ، فأريد أن يصادف هذا القرض اقبا عظيما ولا سيما انه مضمون برهائن تعود بفائدة عظيمة على حاملي اسناده ، فأستنهض الهمم إلى الإقبال على القرض والجندية ولا شك في أنه لا يتأخر عن ذلك إلا من كان عدو نالوطن . ان جميع الحاضرين هنا م أعين هذه الأمة ، التي ترى صالحها ، واتجاهها ، فعلم أن يسعوا لإرشادها إلى هاتين الفايتين الشريفين : المال والجندية ، فيكونوا بذلك خير مساعد لحكومتهم وأمنهم . - ۲۱۶ . هذا ما أر جوه من الأمة وأوصها بالانصراف إلى الحد والرزانة في جميع حركاتها وسكناتها ، أما الذين يقولون بالاستماتة في سبيل الحياة الحرة والموت الشريف فاني الناس في فكرهم وأعد نفسي فرد من أفرادهم واذا دنت التهلكة أكن أول من تموت ولكني اطمئنهم على أنه لم يحكم علينا بالاعدام، فهذا الحكم لم يصدر ولن يصدر ، وعلينا أن نستعد و نتروى وألا تكون حركاتنا تابعة لإحيالات بل الماديات والمحسوسات أن مسألة سوريا ، من أعظم مشاكل العالم التي يصعب حلها فلا يحكم فيها نهائيا بمجرد قول جريدة أو خطبة شخص مسؤول أو غير مسؤول ، فالحكومة التي ريسها امامي اسأله انا والامة عن نتيجة الحالة وهي تنتظر اليوم نتائج الامور اريد من الأمة أن تثبت الى النهاية وان تنتظر النتيجة رباطة جأش ، وتمد حكومتها بالجنود والمال ، وتبذل جهدها والتوفيق منه تعالى وارجو أن نكون في العام القادم حول هذه المائدة وقد نسينا هذه الايام العصيبة .. ومن أجمل المصادفات إذ ذاك أن أحرار جبل لبنان و مجاس اداره تألموا من ازدراء حاكم الحبل القومندان . لارو ، و غيره من الموظفين الفرنسيين لكل ما هو وطني ، فقرروا الاتصال بالملك فيصل ، وأخذ موافقته على أن يكون الحبل مستقلا ، وأن يكون بينه و بين سورية اتحاد اقتصادي ، وان يسافر اعضاء مجلس ادارته المنتخبين من الأهلين الأوروبا الطالبة بذلك على أن تسهل حكومة دمشق سفرهم وتقوم بنفقاتهم فتسقط بذلك اكبر حجة لفرنسا في تبررها احتلال حمل لبنان والسا حل 6 - ۲۱۷ من 13 ثاني

السوري . وكان المساعي كل من الأمير الاي سميد البستاني قائنا، درك جبل لبنان الذي استقال من منصبه لعدم تمكنه من تحمل غطرسة الفرنسيين ، ورياض الصلح وعارف المعاني وأمين ارسلان تأثير كبير في الوصول إلى هذا القرار الوطني الرائع . و كان في مقدمة الذين وقعوه سعد الله، شقيق البطريرك وان اخيه الياس الحويك ، والموقعون مثلون لبنان وينطقون بلسان ابنائه . وهذا هو نص القرار المذكور : , أن مجلس ادارة جبل لبنان النيابي المؤلف نظام) وفي الوقت الحاضر من ۱۲ نائبا عاملا" بسبب خلو مرکز احد ائی کر وان المستقبل ، قد وضع نهار السبت الموافق ۱۰ موز سنة ۱۹۲۰ باکترته الكبرى القرار الآتي د انه لما كان اللبنانيون ، منذ اعلنت الدول العظمی ، حق انشاء الحكومة الوطنية ، اشعوب هذه البلاد قد طالبوا وما زالو يطدهون ، تأید حقوقهم بتأسيس حكومة وطنية مستقلة « ولما كان استقلال جبل لبنان ، ثابتا تاريخيا ، ومعروفة منذ أجيال طويلة وموقعه وطبيعة أهليته الموالفة للحرية والاستقلال منذ القدم مما يستلزم استقلاله وحياده السياسي أيضا أوقاته من المطامع والطواريء ، ذلك من أهم مصالحه وراحته شعور الوفاق وصفاء العلاقات مع محاوره ، وقد دل على ذلك ما أحدثه التقاطع من ثوران الجهلاء لارتكاب الحوادث المؤلمة المقلقة المتسلسلة من السنة الماضية إلى هذه الآونة « فبناء على ما تقدم قد بذل هذا المجلس من يد الاهتمام توصلا لوفاق يضمن حقوق البلدين المتجاورين سورية ولبنان ومصالحهما ودوام حسن کا وكان مع 5 . ۲۱۸ ام ص وسورية العلاقات بينها في المستقبل ، وبعد البحث في هذا الشأن ، وجد انه من الممكن الوصول إلى ذلك بمقتضى البنود الآتية 1 - استقلال لبنان التام المطلق ۲- حياده السياسي بحيث لا يحارب ولا يحارب ويكون بمعزل عن كل تدخل حربي اعادة المسلوخ منه سابقا بموجب اتفاق يتم بينه و بين حكومة سورية. ع - المسائل الاقتصادية مجري درسها وتقرر بواسطة لجنة مؤلفة من الطرفين وتنفذ قراراتها بعد موافقة محلي انان تعاون الفريقان في السعي لدى الدول للتصديق على هذه البنود الأربعة وضمانة أحكامها د ولاجل التمكن من العمل بحرية و بمعزل عن ضغط وتأثير خارجي ولاجل السعي الناجح لدى المراجع الايجابية ، لتقرر أحكام البنود الأربعة المتقدم بيانها والتي هي مطالب الأمة اللبنانية ، ومصلحة لبنان الحقيقية المنزهة عن المآرب والأغراض الخصوصية ، وبالنظر لنيابة هذا المجلس عن الشعب اللبناني القانونية و المؤيدة مؤخرة أيضا بأصوات أكثرية الشعب الكبرى قد قررت أكثرة المجلس موقعة هذه المضبطة الانتقال والتوجيه بالذات لاحقة ومتابعة تقرر مضمون البنود الأنف بانها ، في أعمال القضية والمراجع الايجابية وابلاغ هذا القرار بكامله إلى المقامات الرسمية والسعي بالطرق الممكنة ، . اسعد الله الحويك ( نائب الرئيس ) خلیل عقل ، سلمان كنعان ، محمود جنبلاط ، فؤاد عبد الملك ، محمد الحاج محسن ، الياس الشوري ، D سه ۲۱۹ أنه متضامن مع و تخلف العضو الثامن وهو الياس برندي مع الاعضاء الموقعين بسبب مرضه وأرسل نسیبه میشیل قاصوف فاشترك في اجتماعاتهم ، ووعد باللحاق tr. ومن سو 6 6 الحظ أن حواسيس الافرنسيين عاموا بذلك قبل ميعاد سفر هؤلاء الأعضاء منفردن إلى دمشق في ۱۰ تموز . فألقت السلطة الفرنسية القبض عليهم وحكمت عليهم بالنفي مدة طويلة ، ونفي معهم أمين أرسلان إلى أرواد ثم لجزيرة كورسيكا . ثم أصدر الجنرال غورو قرارا بالغاء مجلس الادارة و بعد أن أصبح الموقف حرجا في سورية اضطر الملك لاظهار رغبته با اسفر لأوروبا لمواصلة مساعيه السياسية لتأمين مطالب البلاد رغم حكومته ومستشاره الخصوصيين ، ونصيحة أعضاء المؤتمر السوري ، تلبية الدعوات المتكررة التي كان يتلقاها من المسؤولين الانكلير . فأرسل معتمده نوري السعيد يصحبه الكولونيل تولا نيبحث مع الجنرال غورو ينبغي اتخاذه عدة لاسفر ، فلم يقبل غور و طلب الملك قبل البيت بما يشترطه الموافقة على سفره وأبلغ مطالبه شفهي) لنوري السعيد فعاد نوري السعيد لدمشق فيه تموز ۱۹۲۰ وأبلغ الملك وحكومته مطالب الجنرال غورو التي اشترطها الموافقة على سفر الملمات وهي : ا- الاعتراف بالانتداب الافرني رسميا ۲ - قبول النقد السوري والسماح بالتعامل به في المنطقة الشرقية ( سورية الداخلية ) . . اباحة نقل الجنود الفرنسيين بسكة حداد بيروت رياق حلب . 4 - الغاء التجنيد الإجباري في المنطقة الشرقية ما . نم - ۲۲۰ عما قريب الاحتلال سورية معاقبة المجرمين الذين استرسلوا في معاداة فرنسا . أما اذا سافر الملك عن طريق حيفا قبل الموافقة على هذه المطالب فان الحكومة الافرنسية لن تتعرف عليه ، وزاد غورو بأنه أعده انذار رسميا مطا لبه هذه بعيو جدة و يظهر أن غورو أتم اعداد كل شيء لتنفيذ خطته التي كان يعمل لها منذ تعيينه مفوضأ سامية ، اذ ان رئيس وزراء فرانسا ميللر أن كان قد ألتقي في 18 شباط ۱۹۲۰ خطابا أمام لجنة الشؤون الخارجية صرح فيه بأن الضرورة تقضي بار سال ۳۰ الف جندي أخرى لسورية لاحتلال أراضي الموصل وحلب ودمشق فاضطر الملك ازاء هذه الطواريء العدول عن السفر ، وأرسل حا للمرة الثانية نوري السعيد لاقناع الجنرال غورو بالعدول ارسال الانذار والموافقة على تأليف لجنة دولية مختلطة لحسم الخلافات الموجودة فلم يتمكن السعيد من تغيير شيء في تطبيق الخطة الموضوعة ، وكارت الافرنسيون قد أخمدوا ثورة جبل عامل وغيرها بارسال قوى كبيرة لتلك المناطق کي تفرغوا لمهاجمة سورية . وقبل ارسال الانذار يومين احتلت مفرزة افرنسية مخدة سكة حدیا۔ رياق الكبرى في البقاع ، كما تقدمت قوة أخرى من جرابلس الشمالي حلب و عسکرت على نهر الساحور وبما أن الجنرال غورو لا يعترف بحكومة دمشق ولم يكن الملات يرغب في التهرب من المسؤولية في الأوقات الحرجة بحجة كونه عدم مسؤول قانون ، فقد أسرع وأرق للجنرال غور و محتجا بشدة على احتلال عن 6 . محلاء رياق خلافا للاتفاقات القائمة ، وعلى تقدم القوى الافرنسية من جرابلس الضفة نهر الساجور ، وطلب ايضاح) هذه الاعمال غير الودية التي يجهل سبها ، وأعقها بهذه البرقية : و نقل الي اللواء نوري السعيد ما دار بينكم وبينه ، من حديث بشأن الخطاب ( الانذار ) الذي ست و جهونه الي بواسطة الكولونيل كوس ولم يصل حتى الآن ان احتلال مكة حداد حلب - رياق الواقعة ضمن المنطقة الشرقية مخالف على خط مستقيم المذكرة 15 أيلول سنة ۱۹۱۹ الخاصة الجيش البريطاني عن البقاع والاتفاقات التي عقدت بعد ذلك بين المسيو کلنصو و بيني مدة اقامتي في باريس ،. فاذا كنتم لا تتقيدون ما جاء في هذه المذكرة ، وفي هذه الاتفاقيات فأنا مستعد للعمل في الدائرة التي رسمها لنا . ورغبة في اجتناب كل سوء تفاهم في هذا الشأن ، أقبل أن أمنحكم الضمانات اللازمة لسلامة نقليا تكم، على سكة حديد وياق - حلب » وأرسل سكرتيره الخاص ، في اليوم نفسه بالنيابة عن فيصل ، مذكرة الى قنصل ايطاليا العام بصفته عميد هيئة القناصل لابلاغها الى زملائه وايصالها إلى دولمهم قال فيها: « لقد احتلت رياق قوة افرنسية بقيادة الكبتن های حاکم زحلة العسكري ، ووصلت قوة أخرى إلى نهر السا جور. « وقد حدثت هذه الحوادث څأة ومن دون موافقتنا بل من دون اطلاعنا عليها قبل وقوعها ، وهي لا تتفق مطلة) نلناها ، محافظة على الحالة الحاضرة . و و همه التأكيدات التي - ۲۲۲ D د ورغبة منا في انقاذ السلام وفي المحافظة على روابط الصداقة والود حتى النهاية لم نتحد حتى الساعة أي تا بير في مقابل هذه الاعمال العدائية . ويظهر لي بجلاء ووضوح أن الثقة التي وضعناها في حلفائنا الأفرنسيين ستنتهي باحتلال بلادنا كلها ، وبدت صلات الصداقة والود بيننا وبينهم وفي الختام أني آسف لابلاغكم بأننا نعتبر الحركة الجديادة الجيش الأفرنسي ، في داخل منطقتنا عم لا عدائيا تقع تبعته كاملة على عاتق مسامه » . كما أرسل الملك لدول الحلفاء رقية مطولة بالمعنى ذابه وتلقى الماء في ۱۲ منه الرد الآتي من معتمد فرنسا بدمشق : طلبتم بتاريخ 10 تموز معلومات عن ماهية الحركات العسكرية التي اقتعنت وصول قطارات مشحونة بالحدود الافرنسية الى المسامية ( شمالي حلب وتقع على بعد 60 كم منها ) فلي الشرف أن أبلغكم كما بسطت ذلك لمرافقكم من قبل ، أن الجنرال غورو أعاني أن ما جرى كات عبارة عن ابدال جنود المخافر الأمامية أمام جرابلس مجنود غيرها ثم قال المندوب بأن الجنرال غورو كافه ابلاغ سموه الملكي بأنه بسبب احتلال قوة من الجنود السورية المجدل عنجر (هو مركز حربي مهم يطل على اهل البقاع الجنوبي ويسيطر عليه ويحرس مدخل وادي الحرير المؤدي إلى دمشق ) انه عطر لاحتلال المعلقة و رياق الواقعتين في البقاع أيضا . فأجاب الملاك غوره بواسطة معتمده بالجواب الآتي , لقد اتخذت مجدل عنجر الواقعة بين مدخل وادي احرر ، و بين حمراء الديماس ودمشق من جهة وبين البقاع من جهة أخرى وتحكم وضعها الجغرافي ، مرکزأ من مراكز اجتماع الجيوش المحافظة على الأمن في هذه المقاطعة كلها منذ احتلال الحلفاء و هي في الوقت نفسه الممر الطبيعي القبائل في غدوها ورواحها بين الشرق والغرب الأمر الذي بعث السلطات السورية على التمسك بها والمحافظة عليها . ولقد عززت القوات المرابطة فيها، على اثر الاخبار المزعجة الواردة في الأيام الأخيرة عن حشد الجيوش على حدود منطقة الاحتلال الافرنسي ، ولذلك لا يمكن اعتبار ما جرى سوى تدبير دفاعي رأت الحكومة السورية أن الواجب يقضي عليها باتخاذه من باب الاحتياط فقط فاجتناب) لكل سوء تفاهم وما كنتم تسوغون احتلال المعلقة وراق بوصول القوة التي وصلت إلى مجدل عنجر أبلغكم اني مستعد لتخفيض قواتنا واعادتها إلى ما كانت عليه من قبل اذا کنم ندللون على شعور کم الودي بالجلاء عن رياق والمعلقة المحتلة بجيوشكم وأمر المياه في 14 منه بارسال البرقية الآتية إلى رستم حيدر مندوب العرب في مؤتمر الصلح بواسطة السفارة الإيطالية في باريس : - احتل الجيش الفرنسي رياق من دون اخبار ولا ابلاغ سابق، ولما كانت النية متجهة إلى اتقاء الحرب في تقاوم أقل مقاومة و بالطبع فقد يضطر الجيش السوري في المستقبل إلى مقاومة كل حركة عسكرية جديدة لانه من الممكن استمرار هذه الحالة ۲ - صرح الجنرال غورو بانه وضع شروط) برید أن علمها علينا وقد بدأ بتنفيذها من دون أن بلغنا اياها رسي) ، ومع انا طلبناها فلم يرسلها الينا رسميا حتى الآن . - تقابل ميو أنا و نياتنا السليمة ، بأعمال عسكرية من الجهة الأخرى . و - يعارض الجنرال غورو في سفر الملاك الى اوروبا . و لما كان الجنرال غورو في وقوفه هذا الموقف العدائي مخالف قرارات مؤتمر السلام وسان ريمو فيجب أن عن كل ما يقع في سوريا . يعد مسؤولا نص لانذار : < ووصل ظهر يوم 14 تموز ۱۹۲۰ الكولونیل نیجر ، فزار والكولونيل کوس معتمد فرنسا ، القصر الملك ، وساها الملك الانذار الأفرنسي وهذا نصه : اتشرف باسم الحكومة الفرنسية أن أبسط لسموكم المرة الأخيرة ، الموقف الذي وضعتنا فيه حكومة دمشق منذ ابتداء السنة الحالية سادت السكينة في سوريا ، إبان الاحتلال الانكاري ، ولم يتعكر صفو الأمن و بدأ الإضطراب فيها إلا لما حلت جنودنا محل الجنود البريطانية وقد أخذت هذه الاضطرابات تزداد منذ ذلك الحين على أن هذه الاضطرابات أثرت في رقي سوريا و نظامها السياسي والاداري والاقتصادي أكثر من تأثيرها في ملامة جنودنا ، وفي الاحتلال الافرنسي المنطقة الغربية . فكومة دمشق تحمل كل التبعة ازاء سكان سوريا الذين عهد مؤتمر الصلح الى فرنسا بأن تمتعهم بحسنات ادارة مؤسسة على الاستقلال والنظام والتساهل والثروة أن أماني الولاء والتعاون التي أظهرتها فرنسا لسه و کم بتابیدها حقوق السكان الذين يتكلمون اللغة العربية وقطنون في القطر السوري بحكم أنفسهم بأنفسهم كأمة مستقلة ، قد أجاب عدها سموكم معترفا بأن اسكان سورية مساحة كبيرة في طلب المشورة والمساعدة من دولة كبيرة لتحقيق و حتدم وتنظم شؤون الامة نظرا لاتضعضع الذي أصاب البلاد من الارهاق التركي والأضرار التي نتجت عن الحرب . و تلاش المشورة والمساعدة ستسجلها جامعة الأمر عندما تتحقق بالفعل ، وقد دعي سموكم المكي إلى فرنسا للقيام بهذه المهمة باسم الأمة السورية . عندما كنتم تفاوضون الحكومة الإفرنسية في شهر كانون الثاني كانت العصابات الخار حية من دمشق تجتاح المنطقة الغربية فأرسل إلي کلنصر البرقية الآتية عندما بلغني هجوم البدو في شمالي سوريا وجنوبها قلت الامير فيصل انني اتفقت معه موقتا على بعض المبادىء وانني احافظ ام اس المحافظة على كلامي لكن يجب أن يقابل خطتي هذه مثل ما فيها من الاخلاص وأن حمل سلطته محترمة من مرند- به فاذا ينفذ هذان الثمر طان تنفيذا دقيقا ، فالحكومة الفرنسية ستستأنف حريتها في العمل وتستعمل القوة لتأييد النظام واحترام الحقوق التي لها من على أن البيان الآني يوضح جليا كيف أن حكومة دمشق لم تنقطع عن انتهاج خطة معادية مخالفة تمام المخالفة السياسة التعاون التي زمي إلها رئيس الوزارة وتعهدتم بتطليقها : ا- ان اصرار حكومة دمشق على رفض السماح للسلطة الافرنسية هم داده

. باستعمال سكة رياق - حلب الخد بادية استها حرة هو عمل عدائي بحت . فالحكومة لا تجهل أن تلك السكة لا بد منها الاعاشة احدى فرقنا الأفرنسية في الشمال وتمكينها القتال ، وهذه الفرقة تقاتل قوات معادية تابعة لتركيا التي انتزع الخلفاء الظافرون سوريا من ربقتها وهي لا تقاتل إلا دفع عن حدود حكومة سوريا الدباسة التي يجب أن تربطنا بها روابط فان الجميل أن حكومة دمشق هي التي وضعت مبدأ تنظيم العصابات و استخدامها ضد جنودنا المحتلة . وهذا المبدأ قد أعلنه قائد الفرقة الثالثة في حلب صراحة يوم ۱۳ نیسان بالقول الآتي : لما كنا لا نستطيع أن نعلن الحرب رسميا على الافرنسيين فيجب علينا أن نحكم البلاد بالعصابات التي تجهز عليهم تدر تحية . وسيقود هذه العصابات ضباط فاذا استشهد أحدهم تعيل الحكومة عائلته ويكفي تعداد الأدلة الآتية على دقة تنفيذ هذه الخطة : في 13 كانون الأول ۱۹۱۹ هو جم موقع في تل کاخ بتحريض السلطة الشمريفية في حمص وفي أواخر كانون الأول ۱۹۱۹ ذيع محمود الفاعور الذي قلتم لي یا صاحب السمو انه صديقكم الشخصي ( بدر ) من مسيحي مرجعيون و هجم على جنودنا في 4 كانون الثاني رافع العلم الشريفي وفي ه كانون الثاني تحقق وجود الجنود الشريفية بين الذين هاجموا جنودنا تحت قيادة ثريا بك في قرق خان ثم في الحمام . وفي حزيران ثبت وجود زعيم وريس وستة ملازمین و ۳۱۷ رجلا . ۲۲۷ و ۳ جففة و صبحي کرد ترسل من حمام . من الجيش التعريفي بين العصابات التي كانت تعمل في جبهة مرجعيون ، و ثبت استعمال معدات مأخوذة من الجيش نفسه وهي 4 رشاشات ثقيلة .ه صندوق ذخيرة. وظهر أيضا اشتراك محرضي المنطقة الشرقية في الاضطرابات التي امتازت بمذابح عين ابل وفتنة فرق الشيعة . ثم ان منظمي العصابات محترمون كل الاحترام في دمشق لا سما بركات الذي لا يجهل أحد مساوثه إلينا . وعندما لم تكن العصابات المنطقة الشرقية كانت الفتنة تثار في المنطقة الافرنسية نفسها . وبهذه الأعمال وقعت اعتداءات عديدة على المسيحيين ولا سيما في القرعون في ۲۹ كانون الأول حيث تقع التبعة على الضابطين الشريفين : أحمد بك وتحسين بك وقد ساعد الشيخ صالح العلي ، بطل الفوضى والبغضاء لنا ، مساعدة مؤثرة ومستمرة في حال النصيرية ومن الممكن تعداد کثیر هذه الأمثلة وقد عرضناها على سموكم الملكي في حينها ۲ - رأي سموكم الملكي ادخال أشخاص مشهورن بعد ائمهم لفرنسا في حكومته ، وكان تأثير المحيط شديد عليكم حتى انكم لم تمكنوا من السفر في الوقت المناسب تلبية لدعوة مؤتمر الصلح ، وقد انتخبت الوزارة من الناس من تلاع الفئة التي لا تقتصر خطتها على اهانة فرنسا ورفض مساعدتها بل تتناول المجلس الأعلى الذي منح فرنسا الانتداب على سورية . ان رفض انتداب فرنسا رفضا باتا في ۱۸ ايار الماضي ، هو عمياء قد تبحر نتائجها المصائب على سورية

خطة ۲۲۸ 6 3 - ان المنع الاقتصادي الظاهر في رفض ورق النقد السوري الجديد الذي أصدره البنك السوري لحساب فرنسا ومنع جميع المعاملات التجارية والمالية مع فرع بنك سوريا في المنطقة الشرقية هو دليل جديد على عداء مضر مصلحة البلاد أيضا وكذلك منع نقل الحبوب الى المنطقة الإفرنسية مبتدئ من حماه فدمشق خلب ثم أن السلطة الادارية الشريفية اجتازت حدود المنطقة الشرقية وتقدمت تار شي داخل حدود المنطقة لتظهر انها قد توسعت توسعا تقصد منه إحراحنا ففي شهر آذار وضع مخفر شريفي في الخالصة ثم رفع العلم الشريفي على القدموس بعد ذلك بقليل . و في نيسان جعلت حكومة حلب القصير قضاء شريفي) ثم نصبت قائمقاما شريفيا في - أن من كان صديقا لفرنسا أو موالية لها في المنطقة الشرقية يكون مشتبها به من السلطة ويعامل معاملة سيئة للغاية في أغلب الأحيان . و من الأدلة الظاهرة على ذلك ان فارس غنطوس و نسيب غبريل الذين ضمنت حكومة دمشق رسميا رجوعهما الى راشيا أسيئت معاملتهما ووضعها في السجن بعد رجوعها وفي ۲۲ كانون الثاني هو جه وفد من دروز حوران جاء للسلام علي عودته في وادي القرن وقتل عدد من رجاله ولدينا أمثلة عديدة على ذلك ولا سيما في حلب أما من كان عدوا لنا فانه يحترم في المنطقة الشرقية وتحمي من كل شيء ويحل على الرحب والسعة ، فقد احتفل بالد نا دشة احتفالا كبيرا خسر الشغور . ۲۲۹ سے م (۱۰) في دمشق ولم يمس بسوء أمين محيو الذي نسف مستودع العتاد الحربي في بيروت ، ثم أن سموكم الملكي سعی مؤخرا لرجوع كامل بك الاسعد الثائر المشهور الى المنطقة الغربية ، وهو قد نفي بسبب فتن بلاد الشيعة وعليه قسم عظم من تبعها . أما سكان المنطقة الغربية الذين أكسبهم عداؤهم انا عطف الحكومة عليهم فعددهم عظم أيضا ان بث الدعاية ضد فرنسا في المنطقة الغربية قد ألبسته حكومة دمشق اشكا" خباثة ارادت السلطة الافرنسية أن تغمض عينها عنها لأنها قررت اتباع خطة التساهل الى النهاية ، وآخر هذه الاعمال وأظهرها شراء القسم الأعظم من أعضاء مجلس ادارة لبنان ، باثنين وأربعين الف جنيه مصري ، وقد ألقت مخافرنا القبض على هؤلاء الأعضاء في ۱۰ تموز بينما كانوا ذاهبين إلى دمشق لبيع بلاده منكرين الأماني التي أعرب عنها مواطنوع بالاجماع تقريبا منذ عهد بعيد ان صحافة دمشق التي تفرط الحكومة في شد أزرها تواصل دائما حملاتها على كل ما هو افرنسي وتقمح السلسلة المحتلة في المنطقة الغربية ، وترد كل مساعدة تعرضها فرنسا وتمنع مقاصدها الحسنة نحو سوريا . مقتضى هذه الحقوق محب على قائد جيش الحجاز المحتل قرأ سوریا لا بد أن يظل عثمانية الى أن يقضي تنفيذ المعاهدة بتغييره ) بغير هذه الصفة وأن يحافظ على الحالة الراهنة التي هو مارس عليها . ولكنه تصرف عكس ذلك متخذا صفة السيادة العليا وقد تقرر التجنيد الاجباري و نفذه منذ شهر كانون الأول ۱۹۱۹ مع ان البلاد لا تزال بلاد أجنبية ، وهذا العبء الثقيل الذي لا يجدي نفعا قد أكره الشعب ألا يعمل - ۳۳۰ . عليه حتى في المناطق التي لها شكل خاص كالبقاع ، ونفذ في أناس مستثنين منه كاللبنانيين والمغاربة المقيمين في المنطقة الشرقية ، ولاقى هذا التجنيد مقاومة عنيفة أدت في بعض الاحيان الى اراقة الدماء ثم ان المجلس الملقب بالمؤتمر السوري الذي تألف واجتمع بصورة غير قانونية أسن القوانين بل يحكم باسم حكومة ودولة لم يعترف بوجودها ، وفضلا عن ذلك فقد قدم المنصب الملكي السموكم الملكي بدون حق ولا وكالة مما وضعكم كما عبرت عن ذلك في موقف المتمرد على مؤتمر الصلح . ولم تحترم الامتيازات الأجنبية فان أحد رعايانا الأمير مختار الذي يمثل اسرة كبيرة اشتهرت منذ القدم باتصالها بفرنسا قد اوقف القاف) مبيا في حلب وليست الاتفاقات السياسية محترمة أيضا فإن الواء من الجيش الشعريفي ارسل الى مجدل عنجر رغم الاتفاق الذي تم في كانون الأول الماضي مع المسيو کلنصر والذي يقضي بألا تحل في البقاع قوة شريفية أو افرنسية . لم تستطع السلطة الفرنسية حتى الآن أن تنظيم البلاد التنظيم الذي تنتظره منها اذ اضطرت إلى صرف قواها وجهودها لقمع الفتن المتوالية ، ومواصلة المفاوضات السياسية العقيمة مع حكومة دمشق ، فهي والحالة هذه غير مسؤولة عن هذا التأخر بل تتحمل العبء العسكري والمالي الذي تقضي به الحالة التي أوجدتها حكومة دمشق ، ولا ممكن إلا أن تؤثر التكاليف في الميزانية السورية سواء بفقد الدخل الذي استمرار الفوضى أو بالاشتراك في نفقات السيادة التي تلحق بها في المستقبل ۹ 6 ينش تن على أن حالة الفوضى التي أوجدها مثيرو الفتن في البلاد وقد بلغت حدا كبيرا دعا إلى استحضار قوات كبيرة أعظم عددا مما يدعو اليه استبدال جنود انكازية ابان السكينة

  • * *

6 فهذه الأسباب تدل دلالة كافية على أنه لا يمكن بعد الآن أن نعتمد حكومة جاهرت فرنسا العداء كل المجاهرة وأخطأت نحو بلادها خطأ عظما بظهورها عاجزة عن تنظيمها وادارتها لذلك ترى فرنسا أنها مضطرة لأخذ الضمانات التي تكفل سلامة جنودها وسلامة السكان في البلاد التي نالت من مؤتمر السلام مهمة الوكالة عليها ، لذلك أتشرف بأن ابلغ سموكم الملكي أن هذه الضمانات هي : ١ - التصرف بسكة رياق - حلب الحدادية لاجراء جميع النقليات التي تأمر بها السلطة الأفرنسية . ويؤمن هذا التصرف بأن يراقب مفوضون عسكريون آفرنسيون جميع ما ينقل في محطات رياق وبعلبك وحمص وحماه وحلب تعضدهم قوة مسلحة مخصصة للمحافظة على المحطة واحتلال مدينة حلب التي هي نقطة مواصلات هامة لا يسعنا أن نتركها تسقط في با الترك ۲- قبول الانتداب الأفرنسي ان هذا الانتداب محترم استقلال أهل سورية ولا يناقض مبدأ الحكم بسلطة سورية تستمد قوتها من ارادة الشعب ولا ينطوي إلا على معاونة بشكل مساعدة وتعاون من الدولة المنتدبة دون أن يتخذ مطلقة شكل استعمار أو إلحاق أو ادارة تنفذ رأسا ۳ فيجب 3 - قبول الورق السوري : تصبح هذه العملة وطنية في المنطقة الشرقية فتلغى جميع الأحكام المتعلقة بالبنك السوري في المنطقة الشرقية 4 - تأديب المجرمين الذين كانوا أشد أعداء لفرنسا أن هذه الشروط تقدم جملة ويجب قبولها جملة أيضا بلا أدني فرق خلال أربعة أيام تبتديء من منتصف ليل 15 تموز ( أي 14 تموز الساعة ۱۲ ليلا ) وتنتهي في ۱۸ منه الساعة ۱۲ ( أي الساعة ۱۲ لیلا ) . فاذا جاء في علم من سموكم قبل انتهاء هذا الموعد بقبول هذه الشروط أن يكون صدرت أوامر كم في الوقت نفسه إلى المراجع اللازمة لكي لا تعارض جنودي الزاحفة الاحتلال المواقع المعينة ثم ان قبول الشرط الثاني والثالث والرابع والخامس يجب أن يؤبد رسميا قبل ۱۸ تموز ، أما تنفيذه بالتهام فيكون قبل ۲۱ تموز الساعة ۱۲ ( نصف الليل ) . واذا كان سموكم الملكي لا يشعرني في الوقت اللازم بقبول هذه الشروط وأتشرف بأن أبلغه بأن الحكومة الأفرنسية تكون مطلقة اليد في العمل ، وفي هذه الحالة لا أستطيع أن أؤكد بأن الحكومة الأفرنسية تكتفي بهذه الضمانات المعتدلة ولا تقع على فرنسا تبعة المصائب التي تحل بالبلاد فهي على تساهلها زمنا طويلا وفي الآونة الأخيرة، فحكومة دمشق هي التي أعباء مسؤولية فصل الخطاب الذي لا أنظر إليه إلا آسفا ولكني مستعد له بمتانة لا تتزعنع كما الحق بالانذار طلب اقالة حكومة الأتاسي . وكان لهذا الانذار 6 قد رهنت تتحمل جمع تأثير عظيم في نفوس السوريين إذ أنهم وان كانت نوايا فرنسا غير مجهولة منهم ، ما كانوا يتوقعون مثل هذه المطا اب القاسية الحالمة الاتفاقات القائمة ولا بسط أسس العدل والإنصاف ، ومن الطبيعي أن يكون الاتجاه تقوية المقاومة وعدم الخضوع للانذار ، لاسيما وأن الحكومة أعلنت في المؤتمر السوري بكل وضوح أنها حكومة دفاع وطني وباشرت فعلا باعداد العدة لذلان . هذا العلم بأن الأمير وحكومته بعد أن تبلغوا انذار الجنرال غورو الشفهي بواسطة نوري السعيد وقبل أن يتساموا الأنهار الحطي ، سعوا لتقوية جهة الدفاع التي كان قوامها أبناء الطبقة الوسطى والطلاب من سكان المدن ، فكانوا ينادون بالدفاع والبذل والتضحية في سبيله ، كما رأت الحكومة أن من الحكمة تحريك ضمير العالم المتمدن لتأبيد قضية سورية الحقة بعالب التحكيم الدولي في الخلاف الناشب بين الجنرال غورو وسورية وتنهد باده الذي لا يتوافق مع مباديء الحق والعدالة التي طالما جاه با الملفاء وقد التي وزير الحربية يوسف العضمة في المؤتمر السوري، بحضور وزير الخارجية ورئيس الوزارة في 13 منه ، بيان الحكومة عن الموقف ت له : أيها السادة نرى من الواجب أن نبسط على مسامعكم خلاصة ما يقع في هذه الدقيقة الحرجة ، تعرفون خلة الوزارة و تذكرون أننا قلنا في بيانها الذي نال استحسانكم أننا سنحافظ على صلات الصداقة مع جميع ا ولا سيما مع فرنسا وانكلترا، وتعامون أيضا أننا حافظنا على هذه الخطة مد و ۲۳ ۔ ومن ساعين لتحقيقها وتحقيق آمال الأمة التي أعلنتها للعالم على لسانسكم انم ممثلوها في هذا المؤتمر الموقر بدأت المفاوضات وسارت في طريق حسن و تلقينا ما تعاه ونه من قرارات مؤتمر سان رتو المعترف بسورية دولة مستقلة ، التبليغات غير الرسمية من حليفتنا بريطانيا التي تشير إلى الاعتراف بجلالة ملكنا ملكا على سورية علاوة على تأسيد الاستقلال المذكور ومن هنا في المدة الأخيرة على ارسال وفد إلى أوربا لاتمام المفاوضات و حل المسألة السورية حلا نهائيا محقق آمال الامة وسعادتها ، ولنبرهن العالم والدول كلها أننا لا نعادي أحد ولا نقاوم قرارات مؤتمر السلم ما دامت امية لاستقلالنا وشرفنا . وقد عزم جلالة الملك على السفر بالذات حب بانتهاء المفاوحدات ، وكنا واثقين بأننا سنتلقى البشائر تحقیق آمال الأمة ما وبينما كنا مثابرين على خطتنا العملية آملين حيرة من سفر الوفد تحت رئاسة جلالة الملاك اذ حصل ما لم يكن في الحسبان، احداث الحالة الحاضرة الخطيرة التي نريد أن نبينها لكم وهي : أراد تحشيداته العسكرية أن يعرقل أو تمنع سفر جلالة الملاك لأسباب لا نعله بها ، وقد أظهر او فدا بعض الشروط التي قال انه يريد أن يطلبها منا ، ولكننا لم نطلع بعد على نصها الرسمي ولا يمكننا أن ننظر إلى هذه الشروط بصورة رسمية أو نعتقد انها صحيحة أو نبلغكم اياها مكتوبة من يد رسمية و إذا نظرنا إلى بعض هذه الشروط تراها ليست مخالفة فقط ، لمطالب آمالنا التي هي . 6 ان الجنرال غورو و هو مستفيد من 6 ذلات رياق . الأمة ورفئها وعزمها القطعي على محافظة استقلالها بل تخالف بالوقت نفسه ، روح المقررات التي اتخذت بين الدول في مؤتمر سان ريمو و تخرق حرمة هذه القرارات التي تعتمد عليها حكومة فرنسا أيضا إذ أن هذه الشروط اذا كانت صحيحة تخل في أساس استقلالنا ، والسيادة التي اعترفت بها الدول في مؤتمر سان ريمو ، وقد حشد الجنرال جيوشا على حدود المنطقة الشرقية من الشمال والغرب ، وربما كانت غايته من تعزيز الشروط المذكورة التي نكرر بأنه لم يبلغنا اياها بصورة رسمية حتى هذه الساعة ، وأرسل جنوده لتعزيز القوة الأفرنسية في وصرح حاکم زحلة الأفرنسي أقائد المحطة العربي في رياق انه احتل رياق احتلا عسكريا ، وأعاد الجنرال القوة التي كانت احتلت المعلقة في العام الماضي وقد تلقينا البارحة من الكولونيل کوس ،. لسان الجنرال غورو ، أن احتلال رياق والمعلقة هو مقا بل تعزيز قواتنا في مجدل عنجر وهي نقطة عسكرية وضعت لتأمين الأمن الداخلي في ذلان الحوار فقط وذلك منذ ابتداء الاحتلال، وتعزيزه من قبلنا أخيرا ليس إلا تدبير برا اضطررنا أن تخذه أن رأينا تحشيدات الحنزال على حدود منطقتنا حكومتنا بعد أن احتجت على معاملة الجنرال غورو التي لا تلتئم التحالف وطلبت احالة القضية إلى التحكيم الدولي ، تعلن إلى الأمة وإلى العالم أجمع ما يلي : 1 - نحن لا نريد إلا السلام والمحافظة على استقلا انا وشرفنا الذي لا نتحمل أن تشوبه شائبة عن و بعد اع هو ۲- نحن نبرأ من كل تهمة نوصم بها ، ويراد بها الاتهام بأنا نريد الإخلال بعلاقاتنا مع حذيفتنا وحلفائنا 3 - نحن لا نرفض المفاوضات ومستعدون أن ندخل بها ، وها أن الوفد تحت راسة جلالة الملك مستعد للذهاب لمواصاتها، ونحن نقبل كل حل لا مس استقلالنا وشرفنا و بكون مبنية على أساس الحق والاستقلال. اننا مستعدون كل الاستعداد و مصممون كل التصميم على الدفاع عن شرفنا وحقوقنا بكل ما أعطانا الله من قوة الموقف الحاضر ایها السادة ، بساناه لحضراتكم والله معنا ، اذ لا تريد الا حقنا والدفاع عن کیانا » وأعقب ذلك إعلان الادارة العسكرية العرفية ، ثم اتصال الملك بالمركيز با تیر نودي ماني قنصل ايطاليا العام في سورية وعميد القناصل في دمشق ، وكان يعطف على قضيتنا لاتفاق ذلك حكومته ، وتسليمه له برقية احتجاج على انذار الجنرال غورو ومتعه من السفر لأوروبة للاتصال بمؤتمر السم بطريقة لا تتفق مع مبادىء العدل والإنسانية ، ولكن ذلك لم يفد شيئا ، وكذلك كلف الملك القنصل العام تبلیغ برقية لحكومته نظرا لتعذر ارسالها بسرعة بغير تلك الواسطة ، ولقناصل الدول في دمشق ليبلغوها الحكوماتهم التي يرجو الى جمعية الأم أيضا ، وطلب تأليف لجنة تحكيم دولية لحسم هذه المشكلة ، متعهد بالخضوع لقرار لجنة التحكيم راجي) تدخل الدول حقن الدماء ولمنع خراب البلاد ، ولم تعقب هذه المحاولات اي نتيجة . ودان العرب لم يكونوا الحلفاء ، فلم تحل مراجعاتهم دون توجيه انذار الجنرال مصاح الملك منها تبلیغ ذات 6 دی ۲۳۷ ولما كان ان دمشق هي 6 غورو بالمطالب الواردة فيه ، و دون تصرفاته الاستبدادية، وكذلك لم تفد البرقيات التي ارسلت لرسم حيدر مندوب الحجاز في مؤتمر السلم الاعلامه بكل ما تقدم ليعمل كل ما في وسعه لتحقيق مطالب الملك و حكومته من الظاهر هدف الحركات العسكرية الفرنسية ، فقد عززت حاميتها كما عززت القوات العسكرية المعسكرة في مرتفعات مجدل عنجر، خط الدفاع الأول عن دمشق . فاحتج غور و على ذلك ، رغم تهديداته التي كانت تتوالى ، وكأن الدفاع عن النفس محرم . فنتج عن ذلك كله ان انقسمت الوزارة مخصوص قبول الانذار او التريث والانتظار ، وكان القائلون بقبول الانذار رون استحالة التغلب على الجيش الفرنسي الكثير العدد والعدة مع العلم بانه لم يكن بين الوطنيين المثقفين ، وكنت في مقدمة هؤلاء ، اذا استثنينا منهم الشيخ ومن البسطاء يعتقد بإمكان التغلب على جيش فرنسا الكبير سما والتدخل بالسياسة كان يعمل عمله الضار بين ضباط الجيش السوري الناشىء، ولم يعد كالجيش الفاتح اتحد الكلمة والمستميت في سبيل مثله العليا فقط، ذاك الذي حرر سورية بقيادة فيصل لكن المقصود كان المقاومة المستميتة مدة طويلة على ذلك يؤثر في ضمير العالم المتمدن الخارج من مجزرة الحرب العظمی وحكوماته القائلة بان الحق يعلو ولا يعلى عليه ، أو الاستبانية في سبيل الدفاع ، فتسجل سورية والعرب صفحة مشرفة في سبيل الدفاع عن كيانها وكرامتها. ولتفعل القوة ما تشاء لأن النتيجة واحدة مهما كانت الظروف التي تسمح افرنسا بان تعسكر جنودها في أي بقعة هنا کامل شده من ، من


۲۳۸ مص وهو من

ومن ، وسفی الوزارة من گ من بقاع الوطن العزيز ، ويكون ذلك قد تم رغم رغائب الشعب و بعد تقويض أركان حكومته الوطنية و بعد وصول انذار الجنرال غورو اظهر وزير الدفاع يوسف العظمة أعضاء الفتاة » اشد القائلين بالدفاع حتى النفس الاخير ) يؤيده في ذلك من الوزراء ساطع الحصري المربي الذي يجعل المثل العليا المقام الأول في كل أعماله ، نشاطا كبيرا الاستحمام الاستعدادات العسكرية اللازمة في الجهات المختلفة . وبما أن جهة مجدل عنجر هي أهم جهة لانها ستكون معرضة للهجوم الفرنسي الأساسي ، فقد طلبت الملاك تعيين الأمير زيد لقيادتها مع القيادة العامة للجيش ، للافادة من نفوذه الأدبي وسمعته العسكرية العظيمة وتعيين ياسين باشا الهاشمي أكبر قادة العرب الذي عاد من الرملة في 16 أيار ۱۹۲۰ ۱۹ رئيسا الأركان حر حربه ، فتم ذلك حاكما عين يحيي حياتي لقيادة منطقة حمص و حماه ، وكانت فرقة حلب بقيادة محمد اسماعیل و فرقة درعا بقيادة اسماعيل الصفار ، إلا أن الهاشمي اعتذر عن القبول ، وعلل ذلك للامير زيد بقوله أن الجيش أضعف من أن يصمد للمقاومة وللدفاع ، خصوصا وان مستودعات السلاح تكاد تكون خالية من المعتاد ، فأسرع زيد وأبلغ هذا الوضع الخطير لفيصل ، فاستولى علينا الهلع والأم إذ لم نكن نتوقع أن يكون وضع الجيش سيئا لهذا الحد، فاذا كنا لا نعتقد بسهولة الانتصار على الجيش الأفرنسي ، إلا اننا كنا واثقين من الصمود في وجهه ولو أسابيع معدودة فدعا الملاك مجلس الوزراء الاجتماع بغية بحث هذا الأمر الخطير ، فنفى يوسف العظمة ما قاله الهاشمي بشدة ، وأصر على المقاومة وتحمل تبعة ذلك بصفته وزير الدفاع المسؤول. على 6 و - ۲۳۵ أن ثقتنا بالهاشمي جعلتنا ننظر إلى ما قل بين الجد ، ففاتحت العظمة مستفسرة، فأبد لي ما قاله في مجلس الوزراء ، وأسر إلي بأن الهاشمي قد يكون مأخوذا بالغيرة حين ألقي قنبلته هذه بعد إذ أصبح مركزه في الجيش ثانويا وعلى الأمر تناقش فيصل وزير دفاعه على انفراد في الأمر ، واتفق معه على عقد مجلس عسكري من أمراء الجيش لدراسة الموقف و تفهم الحقيقة والبت في الحد الواجب اتباعها و بذل العظمة غاية جهده ليحصل على تأييد قادة الجيش فيما قاله ، واجتمع مجلس الدفاع العسكري في البلاط برئاسة الملات في اليوم الثاني ، بتاريخ 16 . 16 منه ، وحضره الهاشمي و تخلف العظمة الحضور ، فلم تكن بيانات المجتمعين . يحة ، فأصر فيصل على ابداء الرأي الحاسم، فاجتمعوا على حدة ، ثم اتفقوا خلال الاجتماع على رأي موحد أبلغوه الفيصل ، انه اذا كان الهجوم قويا وحمي وطيس القتال ، فليس لدينا من العتاد ما يمكن جيشنا أن يقاوم أكثر خمس دقائق وفكرت تلقاء هذه النتائج الخطيرة ، بالحصول على معلومات من قنصل ايطاليا العام عن عدد وعدة الجيش الذي سيعتدي علينا إذ قد يكون على علم بشيء من ذلك ، فأجابني بأن القوة الأفرنسية المتجمعة با لشمال وحده ، بعد هدفهم مع الاتراك ، لا تقل عن 75 الفا كاملة العدة ، فخرجت من مقابلته قاصدأ وزارة الدفاع حيث قابلت الركن مصطفی وصفي ، فوجدته يجهل مقدار القوة العظيمة التي حشدتها فرنسا المهاجمتنا ، واستولى عليه العجب لما سمع مني . وعدت من لدنه فورا و هو من من 6 - ۲۶۰ أشد المتحمسه ين الى البلاط حيث عرضت كل ما حصلت عليه الفيصل ، فزاد ذلاء في آلامه وتذمره من الهاشمي الذي كان المسؤول الأول عن الجيش إلى ما قبل اعتقاله في تشرين الثاني ۱۹۱۹ ، ، وكان من المقاومة ، وقد علل الهاشمي موقفه بقوله أن الأفرنسيين أتوا بقوى كبيرة في الأشهر الستة الأخيرة. أما نحن فيه نزد استعداداتنا الحربية زيادة تذکر . كما أن فيصل حمل على العظمة مستغربة موقفه ، ومما قال لي والأم تحز في نفسه ، أن الحكمة أصبحت تقضي علينا مسالمة فرنسا على أن هذه الاحداث كانت تنتشر في أوساط دمشق السياسية والوطنية محدثة التبليل العظيم ، وراجت الاشاعات منتشرة عن اتجاه الحكومة لقبول الإنذار ، الأمر الذي دعا المؤتمر السوري لعقد جلسة صاخبة في 15 تموز حمل خطاباؤه فيها على الوزارة بشدة ونادوا بضرورة التمسك بقرار المؤتمر القاضي بالدفاع عن الاستقلال التام والوحدة حتى النهاية ، ذلك القرار الذي نالت الحكومة ثقها من المؤتمر بعد قبوله ، واعلانها أنها وزارت دفاع وطني . وختم المؤتمر جلسته بقرار يطلب من الحكومة فيه اقرار اقتراحاته الآنية وأثرها على الأمة وهي : ا- الاستقلال التام والوحدة السورية ورفض الهجرة الصهيونية . ۲ - ملكية الملك فيصل على الأساس النيابي الدستوري ابقاء المؤتمر منعقد راقب أعمال الحكومة المسؤولة أمامه إلى أن ن يجتمع مجلس النواب بموجب القانون الاساسي ، قرار واحد لا يقبل التجزئة ، وان المؤتمر السوري لا يعترف باسم الأمة السورية بأية معاهدة و اتفاقية أو بروتوكول يتعلق مصمير البلاد ما لم يصادق عليه گا ۔ ۲۶۱ من 9 6 رمي و کنت أشد العاملين في المؤتمر الاصدار هذا القرار رغم انني كنت على علم تام بوضعنا العسكري ، لأنني لم أكن أستسيغ توقيع عقد استعبادنا بأي شكل كان ، وتحت ضغط أي ظرف قاهر وكان من أثر هذا كله أن اضطربت دمشق وهاج الناس وقامت المظاهرات مطالبة بالدفاع حتى الموت ، إلا أن ذلك لم يمنع الحكومة من قبول الانذار في 17 تموز بعد أن استوثقت من فقدان العتاد وضعف الجيش واجتمعت في البلاط بالعظمة فسألته كيف وقع بهذا المأزق الحرج، ورغم اني من مقاومي قبول الانذار لكني لا أستسيغ الانزلاق مع سياسة الشارع ، فكان جوابه بأنه كان الى اختداع الافرنسيين ولا يخطر له على بال انهم يقدمون على مهاجمة حلفائهم حربة ومجلس الصلح ما نزل منعقدة . وهنا كشفت له عن رأيي بأنه كعسكري لا خبرة له بالسياسة ، كان ينبغي عليه أن لا يورط نفسه في أمر خطير الذي أقبل عليه تسلم الملاك قرار الحكومة دعا أعضاء المؤتمر لاجتماع خاص في قصره ، وخطب فيهم شارحا و مام حا للاسباب القاهرة التي اضطرته المجنح إلى مسالمة فرنسا ، فهاجت ثائرة بعض الأعضاء والساحل ، وردوا عليه بشدة ، وذكروه ماضيه الوطني ، مرددين بأنه لا يليق به أن يقبل عن رضى تحطم الافرنسبين لاستقلال سورية ، فتألم لما مع كثير، إلا أنه تغلب على تأثره وأنقذ الموقف بكياسته ، إذ اقترح أن يكتب كل واحد من الاعضاء رأيه الشخصي ويسلمه إليه وبعد من سكان فاسعاین من من غير أن يطلع عليه أحدا لان ذلك أدعى للروية والتعقل ، واعد بتنفيذ القرار على ما تأتي به الاكثرية . ولكن هذا الاقتراح لم تحققه أحد من أعضاء المؤتمر الذين سارعوا فقرروا الاجتماع في مقر مؤتمرهم . وظهر عند اجتماعهم أنهم لم يكونوا على رأي جميع ، فالأعضاء المنطقة الغربية والجنوبية ( فلسطين ) كانوا مندفعين بحماس واصرار إلى التمسك بمبدإ الدفاع . أما سكان المنطقة الشرقية في سورية الداخلية ) فكانوا بأكثريتهم ميا اين إلى الاعتدال , ولذا التزموا جانب الصمت . وتوالت جلسات المؤتمر ، وكلاهما يعبر عن الهياج الوطني الذي ملا الصدور ، والتحامل على الحكومة، وقد اعتذرت الحكومة عن حضور المؤتمر الايضاح الحالة و بیان خجلها، قبل عودة الرسول الذي أوفدته المفاوضة الجنرال غورو في شروط انذاره 6 ونتج عن ذلك قيام المظاهرات و هياج الشعب ، وراجت سوق الشائعات عن عزم الحكومة على توقيف بعض الوطنيين المتطرفين استجابة لمطا اب غورو ، ولا اساس لذلك من الصيحة ، واضطر الأمير بهجت الشهابي مدير الشرطة العام إلى الاستقالة لأنه كان من اعضاء و الفتاة ، وقد قررت المقاومة مهما كانت الظروف وبما أن غور و طلب تغيير الوزارة القائمة، وكانت الظروف الحرجة أن يكون رئيسها قويا ، ففكر الملاك باستشارة ياسين الهاشمي تأليف الوزارة فيردد بالقبول ، ثم اعتذر ، وكانت هيأة ادارة و الفتاة » أبلغته قرارها بالمقاومة، ولم اكن واياه في عداد اعضائها اذ ذاك وقد استنبأته خير ما عزي اليه من وجوب قبول الانذار ، وقوله أساطع تستانم 6 ما كان قد صرح به مین بصراحة إن الجيش لا يصمد أمام هجوم مركز اللعدو اكثر من دقائق معدودات مخالفة بذلاث ما كان صرح به قبل اعتقاله ، فعل ذلك بتغير الظروف ، وتحشد الافرنس مين قوي واعتدة جد مادة كثيرة واستهلي فقال بأن واجبه العسكري يحتم عليه عدم اخفاء الحقيقة عن القاعا۔ العام ، رغم قرار الجمعية بالمقاومة . وانتقد تفاؤل العظمة واعترافه أساطع بأنه كان يود اختداع الأفرنسيين ، وابدى عظيم استغرابه في أن ينهج رجل عسكري مثل هذا النهج مع زملائه الوزراء ، ثم دعم اننا لا أملاك الخمسة عشر الف بندقية المختلفة الأنواع في حوزتنا ، سوى مئتين وخمسين طلقة لكل بندقية ، وقذائف المدفعية اقل ، فلم يعترض على اقواله احد ، الا أن قرار الجمعية بالمقاومة ظل قائما وكان للبرقية التي ارسلها نوري السعيد وعادل ارسلان اللذان كان او فدها الملك الإستشارة اللنبي الذي كان يزور حيفا اذ ذاك بما اتخاذه لوقف الانذار ، والرجاء بالتوسط للوصول لذلك ، تأثير رأي تأثير على موقف فيصل ، اذ اشار القائد الانكليزي بوجوب قبول الانذار وزاد بأن حرر الى الملاك كتابا خاص) عليه فيه بضرورة النزول عند 6 مجب 6 اصر حجم الانذار ورغب الملك ايضا في معرفة رأي الكولونيل تولا الذي عينته وزارة الخارجية الفرنسية لمرافقته عند زيارته الأولى باريس ، واصبح يقدر مزايا فيصل وحسن طوته ، فأشار عليه بقبول الإنذار ، وأند ذلك الكولونيل كوس معتمد فرنسا في سورية ، وقد لمح تولا في حديثه حس ۲۶۶ 6 الى ان الجنرال غورو يستحثه الشوق لدخول دمشق دخول الظافر بن وعلى رأسه اكاليل الغار ، فقبول الانذار يحول دون ذلك ويكفل منافع فرنسا وسورية في آن واحد ، ثم زاد على ما تقدم بأن ليس في حوزة سورة غير مئتين وخمسين طلقة لكل بندقية واقل من ثمانين قذيفة لكل مدفع المؤلم أن ؟ ومن الغريب انه وكوس كانا يرددان ذلك كثيرا لدعم رأهما بضرورة الاتفاق ع فرنسا بدون أن يكترث احد بأقوالهما، بل من يصدح ما قالاه حقيقة ثابتة . ووقع أن اجتمعا فأصا علي بأن اقنع الملك بقول وجهة نظرها ، واني لاأذكر قولهما متسائلين : ألا قل بربك يا دكتور ما ذا تجدي بنادقكم بعد نفاد ذخيرتها ؟ أيكون بينها وبين العصي اختلاف ؟ وهل للعصي أن تقاوم ماضي السلاح الحديث ؟ لم تبق هذه الحقائق أي مجال الاختلاف الرأي بين الملك و الوزارة ، فقرروا قبول الانذار بعد تفهمهم حقيقة الموقف واطلاعهم على بيانات ساطع الحصري ، فأشارت الحكومة على الملاك في 17 تموز بقبول الانذار فأبلغ الملاك الجنرال غورو بتاريخ 18 تموز قبول الانذار بكتاب أرسله مع الكولونيل تولا ، فأجابه غورو في 19 منه بالرد التحريري الآتي : ولي الشرف أن أتسلم كتابكم المرسل بواسطة الكولونيل تولا المنطوي على قبولك مبدئيا وشخصيا بشروطي فأذكر سموكم الملكي بأنه ليس المقصود من مذكرة 14 تموز قبولها وانما المقصود هو تنفيذ أحكامها بأعمال رسمية تعمل قبل ۱۸ منه على أن يتم تنفيذ ما ورد فيها بكامله ، قبل 31 منه عند منتصف الليل > 5 - ۲۶۵ - م (۱۹) مرة 14 منه . قبل مع ۳۱ مئے 6 ولما كنت قد مددت المدة ٢٤ ساعة اجابة لطلبكم ، فسأكون محقا اذا لم أمددها مرة أخرى قبل أن أتلقى نبأ القبول رسميا وفعلية من جانب سموكم باعمال تعملونها وقد أشير إلى ذلك في الفقرة الرابعة من مذكرة ولكي أدع لكم وقتا كافية لقبول المطالب رسميا وتنفيذها فقد قررت الا تتحرك جيوشي قبل ۲۱ تموز عند منتصف الليل . وأكد الجنرال جوابه بالتاريخ ذاته بالبرقية الآتية : حدد يوم 18 تموز موعد لقبول أو رفض مذكرة 14 منه ، ثم مددت المالية حتى ۱۹ منه عند منتصف الليل ، لا لقبول الشروط رسميا بل للبدء تنفيذها رسميا العلم بان تنفيذها بكاملها مجب أن وبناء على ذلك فلن أقبل أي مهلة بعد التسهيلات التي جرت . واذا كان لابد من اعطاء وقت كاف لاجل قبول الشروط والبدء بتنفيذها فالي اقرر ان جيوثي لا تتحرك حركة قبل ۲۱ منه عند منتصف الليل و بعد قبول الانذار ، بدأت الحكومة بتنفيذ أحكامه فأمرت بتسريح الجيش في ۱۸ منه وقد نفذ ذلك ، الا ان تحيي حياتي أمير منطقة حمص وحماه الوسطي الذي كان تعاون تعاون وثيقة زكي قدري رئيس تشکیلات دفاع المتصرفية الوطنية ، رفض ذلك و كان أمين سرها كاظم الجزار ، فأخذ المتصرف على عاتقه وضع صندوق مال المتصرفية تحت أمر آمر المنطقة أيصرف منه على نفقات الدفاع . وقد زاد استريح الجيش الاستياء فعم دمشق كما زاد التهجم على الحكومة . وكان الشيخ كامل في مقدمة المحرضين باسم اللجنة الوطنية فلم تر الحكومة متصرف حماه ب- ۲۶۹ 4 و فيلا « بدأ تأجيل انعقاد المؤتمر شهرين ، وتلا قرار التأجيل يوسف العظمة بحضور رئيس الوزارة في الساعة التاسعة من صباح ۲۰ موز ضجيج الاعضاء وهموا بالخطابة فأجابهم الوزير بلهجة قوية أن القانون محتم عليهم الانصراف فاندر فوا. وعقد مجلس الوزراء بعد ذلك فورا اجتماع) وضع فيه نص مذكرة حوابية الغورو بقول انذاره و كل مطالبه ختمت بالجملة الآتية « ولن يطول الوقت حتى تدرء حكومة الجمهورية أن هذه الأزمة الشديدة التي اجبن تاها لم تكن سوى نتيجة سوء تفاهم واسع النطاق بينها و بين الشعب السوري الذي قاتل جنبا إلى جنب مع الحلفاء وضحى في سايلهم . وسلم الملاك المذكرة المذكورة في اليوم ذاته للكولونيل كوس مندوب فرنسا بدمشق وفي ما أشار به غور و ، وقد أشمل كوس ايصال تبليغة النور و بقبول كل مطالبة ، مع ان كل الامكانيات كانت متيسرة له واكتفى بارسال رقية الغورو بواسطة مكتب التلغراف عن ذاك ) قيل انه قد تأخر وصولها قليلا ، الا ان هذا التأخير لم يكن له أهمية من الوجهة القانونية بعد أن انتهت موافقة الملك إلى الجنرال غورو في حينها وانتهى اليه الرد على وصولها . و كان من المرتقب بعد تحقيق كل ما طلبه غورو ، أن تعد هذه المشكلة منتهية و ينظر في التنفيذ، إلا ان الكولونيل کوس وقد تسلم من الملل مذكرة الحكومة المفصلة بقبول انذار غور و وفقا لما طلبه محذافيره و با تداء التنفيذ قبل الوقت المحدد ، لم يلجأ الحال الى ايصال محتويات البرقية بالوسائل المتعددة التي كان ملكها سيما وان منطقة الاحتلال الفرنسية لم تكن تبعد عن دمشق ساعة ونصف ، متذرعة بان أسلاك البرق كانت تحت التصليح & أكثر 5 - ۲۶۷ . شن جدل فتأخر وصول البرقية ، واعتبر غورو هذا التأخير مبررة لالغاء جميع ماتم ، وشرع بعملياته العسكرية . واذا تأخرت رقية المعتمد الإفرنسي بدمشق الجنرال غورو مدة جزئية لأسباب تتعلق بالمندوب الافرني ، او قد تكون الاسباب قاهرة اخرى ، فليس ثمة ما يعد مبررة لالغاء ما تم ، ثم ان الاقدام على عمل عسكري عدواني ليس له ما يبرره من الوجهتين العسكرية والحقوقية هذا فضلا أن الجانب الأفرنسي لم يغب عنه البدء بتطبيق المطا اب الواردة في الانذار وأهمها سحب قوى الجيش السوري من عنجر وتسرحها وما كادت هذه الأخبار تذيع في دمشق وبخاصة قبول الحكومة انذار الجنرال غورو حتى هاج الشعب هيا جحا عظيما لعدم تبينه حقيقة الموقف ، وكان الشيخ كامل القصاب في مقدمة المتحمسين ، و كنت أؤيده دوما لدى الملك ، ثم انتشرت الدعايات ضد الحكومة معللة قبول الحكومة الانذار بحرصها على التمسك بالحكم مع أن استقالتها كانت من شروط الانذار . المتظاهرون عند المساء ، بعد أن أغروا بعض افراد الجيش المسرح بالانضمام الهم ، قلعة دمشق وكان في مقدمتهم عثمان قاسم ( من جمعية الفتاة ) يطلق النار من مسدسه في الهواء مشجعا اياهم ، والأصوات تملا الفضاء بسقوط الحكومة ، ووجوب الاستيلاء على الأسلحة والاضطلاع مهمة الدفاع ، وقد انضم إلى المتظاهرين كثير من الرعاع الذين اطلقوا سراح المسجونين القلعة ونهبوا كل ما وصلت اليه أيديهم ، ولم يتمكن كبح جماحهم الا بعد تدخل الأمير زيد وياسين الهاشمي واللجوء إلى القوة ، وأصبحت دمشق في ۲۱ منه هادية وهاجم - ۲۹۸ e وفي خلال هذه الفتنة كان بعض المتظاهرين يرسلون حناجرهم باتهام فيصل بالاشتراك حكومته بعملها الشائن . وقد حمل ذلك بعض ذوي الأعراض فوسعوا فيه ما وسعهم حتى انهم لم يتورعوا عن الزعم بأن المتظاهرين تآمروا على الفتك بايلات . فلما أن اطلع فيصل على ذلك تأثر تأثرا عظيمة على شكل لم نعهده فيه من قبل ، ولقد سمعته يقول مهتا جا : أهذه مكافأتي على جهودي التي طالما بذاتها في سبيل بلادي ؟ فأهدد بالقتل وأوصه بوصات يعلم الله اني بريء منها ! ألا ليت زعماء المتظاهرين الآن ، كانوا قد أصغوا النصائحي واتبعوها مهتمين باعداد المعدات الدفاع والكفاح ، اذن لما تورطنا في موقفنا الحرج ، ولما انتهينا إلى هذه هي العاقبة الالية . وتسر تکه و بعد جهد جهيد أمكن كبح جماح الشعب الهائج و تهدئة ثائرة الث المتأه ومن المحزن أن تفاجأ البلاد بوم ۲۱ تموز بعد كل التضحيات التي أقدمت عليها الحكومة ، يخبر زحف الجيوش الفرنسية باتجاه مدل عنجر ودخولها وادي الحرير متجهة نحو دمشق بعد انسحاب الجيش محه استجابة الإنذار الجنرال غورو . فسأل الملك الذي كان يسيطر على أعصابه أكثر من جميع رجال حكومته الكولونيل كوس عن أسباب هذا الأمر ، فأيدي عجبه واستعداده للسفر حا للحيلولة دون زحف الجيوش الفرنسية إلى دمشق وهو الزحف الذي لا مبرر واحتاطت الحكومة للأمر فأوقفت ما لم يكن قد تم تسريحه من قوى الجيش ، وأمرت القوى المنسحبة بالوقوف في المواقع التي وصلت الها . فأبرق الملاث إلى الجنرال غورو قائلا : على الرغم من المشكلات التي توقعتها مقدما ( يقصد هياج الأهلين ) فقد قبلت كتابة ورسمية كل - ۲۶۹ ما طلبتموه في انذار کم، وسمر حت الجيش العامل طبقا لاحكامه ، والغيت الخدمة العسكرية الإجبارية مما سبب استياء أبناء شعبي كما يشهد بذلك قناصل الدول في دمشق . ولقد دهشت حينما علمت أن جيوشك تزحف على دمشق رغم قبولي جميع الشروط الواردة في الانذار بلا قيد ولا شرط ط ما بعد انتهاكا للعهود المقطوعة وحرقة الحقوق الخاصة والروح الأدبي العام ، فكل تبعة تنجم عن هذا العمل الغريب تقع على عاتق مسببها ، وأطلب منكم في الختام اتخاذ التدابير اللازمة السحب جيوشكم بسرعة . وأبلغ الملاث صورة عن هذه البرقية الى الكولونيل ايستون المعتمد البريطاني في سورية ولقناصل بقية الدول راحی) تبليغها لحكوماتهم بكل سرعة وقد أبلغ الكولونيل كوس الملك جواب الجنرال غورو الذي علل سبب الزحف بتأخير وصول البرقية التي ارسلها عند استلامه مذكرة الحكومة السورية المفصلة عن قبول الانذار انقطاع أسلاك البرق ، وأن مسؤولية قطع العصابات السورية لأسلاك البرق تقع على عاتق سورية ، حكومة دمشق تجني الآن ثمر ما زرعته سابقا ، وأن زحف الجيش الفرنسي سيستمر إلى أن يصل إلى مدخل دمشق . وسيأمر الجيش بأن لا يدخلها اذا لم يجد الجيش الفرنسي مقاومة عند احتلاله محطات السكة الحديدية بين رياق وحلب ، ومدينة حلب نفسها. وأشار کوس بارسال معتمد من قبل الملك لمقابلة غورو في عاليه عله تمكن من تدارك الأمر . فأسقط في با۔ اعلان بعد ما تأزمت الأمور إلى هذا الحد ، ولم يبق دو نه الا التفكير بانقاذ البلاد من ثورة أهلية بدأت طلائعها بالظهور مساء ۲۰ ، اسمه اب . وه؟ موز و عدم اعطاء فرنسا محا لازم الفرنسي . 6 بأنها دخلت العاصمة دمشق رضاء أهلها و بدون اراقة دماء وأشار على حكومته بأن تعلن قرارها باستعمال السلاح لوقف العدوان ، واستدعى الشيخ كامل القصاب زعيم اللجنة الوطنية يومئذ وخاطبه قائلا" : أقد نزلت أنا وحكومتي على الرغبة التي طالما ناديهم بها لمقابلة العدوان بالقوة وقبات قولكم بأن القوى الوطنية مستعدة الاضطلاع بتلات المهمة ، فهيا أرنا همتك وعلى الله التوفيق وأسرعت قيادة الدرك والجيش فجمعت فريدة من الجنود الذين كانوا مر حوا ، وارسلت كل ما أمكن جمعه من قوى الى ميسلون الدفاع فيها عن دمشق ، ونادي منادي الجهاد في دمشق ، وانشرح وجه المدينة وعادت اليها حركتها بعد الجمود القاتل الذي كان يخيم عليها ، وقامت المظاهرات الحماسية ، وهرول بعضهم باتجاه میلون أصد العدوان وهم مسلحون بالبنادق أو بالسيوف أو المسدسات أو العصي بدون ميرة و أعتدة . وقد اضطر الكثيرون منهم إلى العودة بعد أن تأكدوا من صعوبة ما يرغبون الاقدام عليه لان الحرب في الجبهات العسكرية تحتاج إلى جيش مدرب وعتاد وفير ونقليات منظمة وقد ذكر الهاشمي في القصر الملكي أن الشيخ كامل القصاب طلب مقابلته في مقر عمله ليطلعه على المجهود العظيم الذي قام به فدخل عليه أن قال له انظر الى الشعب المتحمس ، قدم له من طرف جبته بضع من طلقات البنادق المختلفة الأجناس ، كما انني سامت بدوري الصديقي عزت دياب كل ما كنت أملات المساهمة و بعد معات ذهبة عثمانية وهي - ۲۵۱ ذلك من دواعي سرور ساطع الحصري لاعتقاده بأن هاتين البرقيتين تسهالان مهمته كثيرا وتسقطان الحجة التي تذرع بها الفرنسيون للزحف على دمشق . وعندما عاد ساطع رأي الاكشي يتكلم باهتمام مع الوزراء الذين كلفوه بأن يكون معه ضابط سوري بالنظر للظروف القائمة ، فلم مانع الحصري ، فتقدم منه الدكتور شهبندر ومعه جميل الالشي واقترح عليه أن يستصحب الاكشي معه ، فقبل لان مهمة الضابط الذي سيرافقه ليست الا شكلية و بسبب الحركات العسكرية القائمة ، ولم يذكر اسمه في کتاب اعتماد الوزير المفاوض . ثم غادر ساطع ومعه الكولونيل تولا وجميل الألفي دمشق قاصدة عاليه وأعلمنا ساطع عند عودته انهي صادفوا في الطريق كثيرا من الجنود وقوافل النقليات السورية العائدة من مجدل أوجب توقف السيارة من حين لآخر . وكان الالشي يسأل الجنود عن عددهم وعتادهم ووجههم ، الأمر الذي لا يصح ضابط يعرف العربية من ضباط الجيش المعتدي ، فاضطار ساطع الحصري الاسكاته بكاليات تركية مرات عديدة وكأن لسان حال ساطع كان يقول بأن ذلك خطأ عظيم ، وقوله الحق لو ان الافرنسيين ايسوا على علم بحالة جيشنا وعتاده قبلنا نحن، كما ذکره به ، الا ان الارتباك السائد لم يسمح لي بالأخذ والرد في هذا الشأن ، مع العلم بأنني متألم جدا من موقفه تجاه فيصل بعد خروجنا من دمشق وهو مرافقه ومن مقر بيه ولما اقتربت السيارة من وادي القرن علموا من الحدود السوريين بأن الجنود الفرنسية وصلوا إلى مدخل الوادي مساء ، حاميتنا المتراجمة ، و بعد قليل ظهر مقر الجملة الافرنسية المتجهة لدمشق ذکره أمام ولا شك هو همي فصدتهم نيران ا ۲۰۳ 6 مية في الجد بادة ، فنزل الكولونيل تولا وقابل قائد الحملة الجنرال غوابيه ، ثم استصحب ساطع الحصري وقدمه لاجنرال، وابتدر ساطع الجنرال قائلا : ان الحكومة السورية قبلت كل شروط الانذار حت الجيش كما شاهدتم ذلك ، والظاهر أن ما نشاهده من تقدم الجيش الفرنسي نتج عن سوء تفاهم يؤسف له . واني قاصد مقابلة اخترال غورو للتفاهم ، فأرجو أن تأمروا بوقف جيشكم حيث هو ، فأجابه الجنرال بأنه رجل عسكري وليس عليه الا تنفيذ الأوامر . ومع ذلك أستطيع أن أؤخر الزحف بشرط قبول الشروط العسكرية انا لية : الجيش السوري الى میساون على أن تكون للجيش الفرنسي حرية الحركات في هذه المنطقة . و نقل مؤن وذخائر الجيوش الفرنسية من رياق الى التكية بدون أن تصادف أي ممانعة » فقبل ساطع هذين الشرطين اتأخير الزحف على دمشق عله يتفاهم مع غورو ، وعاد إلى سفوح میساوت وأبلغ الأمير زيد و يوسف العظمة ما اتفق عليه وكانا يعملان فيها لاعداد معدات الدفاع ، فسر ذلك العظمة اذ انه كان رجاه أن يعايه اطول وقت ممكن لتنظيم الدفاع وانتظار وصول المتطوعين الى ميسلون . وعند الفجر وصلت السيارة إلى المرحات ، وكان في طريقها كميات عظيمة من الجهات الحربية . وعندما وصلوا إلى عاليه قابل الجنرال غورو ساطع دون تأخير وبادره الحديث باعادة ذكر الأسباب التي دعته إلى اصدار أمره بزحف الجيش ، اذ أن برقية كوس عن استلامه مذکرة الحكومة السورية التفصيلية بقبول شروط الانذار وصلته متأخرة نصف ساعة ... نصف ساعة فقط ... ! فسعى ساطع لاقناعه بأن مذكرة الحكومة السورية المفصلة عن قبولها - ۲۰:

شروط الانذار و بامها فعلا تطبيق أحكامه سلامت الى ممثل فرنسا قبل الوقت المعين بست ساعات فيلم يشأ الجنرال أن يقبل أي حجة منطقية . ثم فاجأه ساطع بقوله ان فيصل أبرق له بتاريخ ۱۹/۱۸ عن قبول سورية الإنذار وانه أجاب شاكرة . ولم يكن المنطق شأنه وقيمته لدى الجنرال و تمسك بتأخير برقية ممثلة نصف ساعة . كما أنه لم يصغ الحجة ساطع بأنه كان عليه اصدار الامر للقوة الأفرنسية عند وصول البرقية ، بالتوقف حيث وصلت من سهل البقاع التابع أسورية ، ثم في الجديدة حيث كانت قد وصلت بعد ذلك وفيها كل ما تحتاجه الجيوش من موقع موافق ، كتوفر المياه والمواصلات . بل سامه مذكرة هذا نصها انه وان تكن طرق التنفيذ المنصوص عليها في الانذار لم تنفذ خلال المدة المضروبة ، ولما كان الأمير قد اتخذ تدابير التنفيذ فالجنرال غورو مستعد لوقف زحف الجملة على دمشق بالشروط الآتية تصدر حكومة دمشق منشورة ( الحقت مسودته بهذا البيان ) يوضح الأسباب التي حملت الجيش الافرني على الزحف وعلى التوقف ( والبيان يضع كل المسؤوليات على عاتق سورية خلافا للواقع ). ۲ - تستقر الجملة في الأماكن التي بلغتها ، وتحد من الشرق بمسيل التكية وتظل فيها ريثما يتم تنفيذ شروط الانذار كاملة ، تلك الشروط التي قبلها الأمير وتخفض تدر محيا بنسبة تنفيذ الشروط 3 - تظل سكة حديد رياق التكية في خلال هذه المدة تحت مطلق تصرف الافرنسيين تسترجع الحكومة إلى دمشق القوات العسكرية الشريفية المرابطة شمالي مسيل التكية وفي المنطقة نفسها ، بما في ذلك قوات الدرك ۱ ) Ź غربي - ۲۰۰ E . عن أن وذلك رغبة في سلامة الجيش الافرنسي ، ومجمل الدرك الباقي في هذه المنطقة تحت أمر الساعات الأفرنسية المحتلة ه - تمتنع حكومة دمشق من الآن عن مد يد المساعدة الاعصابات التي تعمل في المنطقة الغربية وخصوصا عصابة الشيخ صالح العلي 6 - ان وقوع الاضطرابات التي نشأت أعمال العصابات التي أوصلت الحالة إلى هذا الحد و حوادث ۲۰ تموز في دمشق وقد أثبتت خطر تسليح الشعب تسليحة عامة . أن هذه الاعتبارات تجعل من الواجب على الجنود المسرحين پساہوا أسلحتهم الى المستودع العسكري على أن ينزع سلاح الشعب تدر محيا ۷- تقيم في دمشق لدى الحكومة بعثة فرنسية مفوضة تمنح الاختصاصات الآتية : أ- اختصاصات موقتة ، تقوم بمهمة المراقبة على تنفيذ الشروط التي قبلتها الحكومة . اختصاصات دائمة ، تدرس طريقة تطبيق الانتداب في المنطقة الشرقية ، أي تعاون في تنظيم وفي قيام الوزارات بالخدمات العامة توضع هذه البعثة تحت اشراف الكولونيل کوس ، وتؤلف من الآتية فرع عسكري ، فرع مالي لاضرائب والمحاسبات العامة ، وأملاك الدولة والمساحة والبر بد الاعمال الاسعاف والصحة فرع اقتصادي الزراعة والمناجم والاشغال العامة فرع للعدلية والشرطة الفروع

فرع اداري - ۲۰ ست A فرع التعليم العالي 8 - في حالة عدم تنفيذ شرط هذه الشروط أو في حالة الاعتداء على الجيش الافرنسي في أي جهة من الجهات تسترد الجملة حريتها المطلقة في العمل ثم طلب الجنرال غورو من ساطع قبول هذه المذكرة والتوقيع عليها ، فاعتذر عن التوقيع قبل استشارة الوزارة والملاث سمها وقد لاحظ بأن البند الأخير إن هو الا حجة لاحتلال دمشق وعدم الاكتفاء باحتلال حلب . فلم يقبل الجنرال اعتذاره وبرغم ما تذرع به ساطع من الوسائل والحجج الاقناع الجنرال لم تلن قناته . و عندئذ اضطر ساطع الاستمالته بطريق العواطف فقال انه لم يطلب منح سورية مهلة جديدة لأن الجنرال غوابيه وافق على عقد هدية تنتهي في صباح ۲۶ تموز فهل يرغب الجنرال ان يفسخ هذه الهدية التي وقعها جنرال فرنسي مع العلم بأن هذا مرتبط بشرف فرنسا ؟ واستتلى بكثير من الجمل العاطفية إلى أن قبل الجنرال طلب ساطع . ولاحال أسرع ساطع ليمتطي السيارة مع رفيقيه حرصا على الوقت أن لا يضيع . ويقول ساطع : الا أن تولا ما لبث أن دعا جميل لمقابلة الجنرال ، فرجاه بالتركية ألا يطيل المقابلة و ألا ، ومع ذلك فقد استمرت المقابلة نصف ساعة ، ثم تسلم ساطع من الجنرال رسالة إلى الملك . ولا امتطوا السيارة للعودة إلى دمشق فوتبيء ساطع من قبل تولا بأن الأنسب أن تقلهم السيارة إلى رياق ، ومنها يستقلون القطار إلى دمشق ، فكان هذا ايذانا بتأخير الإنذار الجديد عن الوصول في الوقت المناسب ، فيبدأ الفرنسيون حركاتهم العسكرية لاحتلال دمشق ، ولكن ماطع اعترض على هذا التدبير بشدة يبدي أي رأي 6 ۲۵۷ 6 نهي على غير جدوى ، وبعد أن تحقق عملية بأن القطار لن يصل لدمشق إلا متأخرة قبل تولا أن يواصلوا سفرهم على سيارة من المعسكر الأفرنسي وبعد أن بار حتم السيارة التي أقلتهم لرياق ، فوصلوا دمشق ليلا وقصد ساطع لتوه إلى القصر الملكي حيث أطلع الملك على ما تم ، وساهه شروط الجنرال غورو الجديدة والكتاب الخاص الذي يطلب فيه ابعاد الوطنيين المتطرفين من حوله ليتمكن من أن يطبق على سورية الانتداب الذي قبلته فرنسا بتكليف من جمعية الأمم ، والانتداب الذي يفيد سورية ولا تعارض واستقلالها . و بعد أن اطلع الملك على الانذار والرسالة أمر أن مجتمع مجلس الوزراء في صباح اليوم التالي في قصره ، وكان هذا اليوم آخر يوم من أيام الهدية الجديدة التي في منتصف ليل ۲۳ تموز ، وقص ساطع على الوزراء حقيقة الموقف جازما بأن الجنرال احتلال دمشق . وكان من الظاهر أنهم لا يشاطرونه رأيه كما أن الملك نفسه بدأ يشك في ذلك بسبب موقف وزرائه ورسالة الجنرال غورو الشفهية التي رفعها اليه بعد مقابلته ميل الالشي والتي يظهر منها كثير من الاغراء ، ويستشم منها اعتماده على الملاك مامحا بأن الاختلاف هو وجود الوطنيين المتعار فين من حوله . لكن هذا التفاؤل لم يدم طويلا إذ أن الكولونيل كوس زار القصر والمجلس مجتمع ، وقدم برقية جدناسة من الجنرال غورو يطلب فيها تقدم الجيش الفرنسي إلى ميسلون الضرورات عسكرية زيادة على الشروط المرسلة مع ساطع . فاستوثق الوزراء عندئذ بأن ما يرمي اليه اختر ال احتلال دمشق بعد أن كانوا جميعا دون استثناء مالوا الى قبول الانذار الا* لا تجلجل عن سهام هو - ۲۰۸ وتغير الموقف فلم يعد مجال لقبول الشروط الجديدة ، ولذا طيرت باحال برقيات الاستغاثة بكافة الدول ، وطلب من ساطع الاجتماع بقناصل الدول في مقر عمیده مثل ايطاليا ولو أن ذلاث من خصا ثص وزر الخارجية ، فشرح لهم ساطع ما انتهت اليه الحالة المؤلمة . أما المركز دو باترينو فكان يغاهر العطف على قضيتنا . واما قنصل الولايات المتحدة فقد أجاب بأن حكومته قد نفضت يدها من السياسة الأوربية . ومن الغريب جدا أن لا تحمس قنصل اران فيعطف على قضيتنا حتى و أو بالتزام الصمت ، وعاد ساطع على الأمر يعرض على الملك ما قام به . وفي تلك الأثناء دخل الشيخ كامل القصاب على الملاك وخاطبه با عمان واعتماد على النفس قائلا : أما وانك قررت الدفاع فانني اعدك بتجنيد عشرة آلاف متسلحين بالبنادق حتى هذا المساء . ولكنه لم يف بوعده ولم يتمكن من تحقيق شيء ، وفي مساء ۲۳ تموز عاد الكواو نیل کوس طالبة جواب الحكومة على الانذار وقد أعد نص رقيتين احداهما بالقبول والثانية بالرفض ، وكانت عبارات جافة ، فلم يوافق مجلس الوزراء الذي كان منعقد برئاسة الملك و أقر الرد التالي : ونحن نأبي الحرب ان قبولنا لمذكرتكم الأخيرة يعرضنا الحرب اهلية ، و يجعلني انا وكل عضو من اعضاء الحكومة عرضة لتهلكة. من على استعداد لتنفيذ آنذار 14 تموز بكامله . وقد نفذنا حتى الآن اربعة بنود من بنوده ، ونتعهد إثر فنا بأن ننفذه باخلاص اذا ما حلا الجيش الفرنسي عن الاماكن الجديدة التي احتلها . في رد الجنرال على هذه البرقية إذ أنه كان مصممة على متابعة الزحف الى دمشق ، با - Y24 اعقابهم - ولما كان ياسين الهاشمي قد اختلف مع العظمة فقد سلم القيادة في ميسلون إلى الأمير الاي تحسين الفقير وشريف الحجار ، فأسرعت قاصد ميسلون لأطمئن على الموقف فيها . فلم آنس ما يشجعني إذ لم يكن هناك إلا عدد لا يزيد على الالف من المتطوعين مسلحين بأسلحة مختلفة ينقصها العتاد ، وجيش قليل العدد لا تملك من الذخيرة الحربية إلا اليسير ، لكن تحسين الفقير شجعني وقال لي ان مواقعنا منيعة وسنرد الغازين على ان شاء الله . وفي اليوم نفسه ، في يوم الجمعة ۲۳ تموز ، نشرت القيادة السورية البلاغات الرسمية الثلاثة الآتية : ا - حالما اعلن الدفاع عن البلاد وقفت قواتنا التي كانت راجمة من مجدل عنجر غني خان ميسلون فتعرضت لها القوات الأفرنسية المتقدمة ، وفي طليعتها خمس دبابات فوقعت مصادمة بين مدفعيتها والدبابات خطمت مدفعيتنا ثلاثا منها واكرهت الدبابتين الباقيتين على التقهقر سريعة . وكان قطار عسكري سائر من رياق الى جهة حمص ، فاقفلت قواتنا الوطنية الخط الحديدي قرب القصير ، وتدهور القطار ، فانفجر ما فيه من المواد الحربية ولم يرد علم عما أصاب الموجودين في القطار من التدهور والانفجار وكانت دورياتنا في بعلبك سائرة للمحافظة على الأمن فتعرضت لها قوة افرنسية ، وبعد مصادمة انهزم الأفرنسيون تارکين مركبة وسبعة قتلى وثلاثة جرحى . وامت طيارة فوق مواقعنا فأكرهتها مدفعيتنا على الانسحاب سريعا نحو الغرب $ . الجيش فالمرجو وزحفت قوة نظامية أفرنسية مؤلفة من كتيبتين إلى محفوفا فقا لها الوطنيون وردوها الى رياق بعد ما كبدوها خسائر فادحة ۲ - كل من كان عنده شيء من التحورات العسكرية كالا لبسة والاحذية والخيم الصغيرة والكبيرة وما أشبه ذلك ، فالقيادة العامة برجوه أن يتبرع بها الجيش الذي يدافع الوطن ، و أب عن الأعراض ويسامها إلى اللجنة الوطنية وفروعها لمدة ثلاثة أيام ، ويأخذ مقابل ذالك وصلا ، وبعد مضي هذه المدة اذا وجد شيء منها عند احد يصادر منه 3 - من يود أن يتبرع للجيش شيء آخر ينفع الجيش في هذا الوقت الخطير كألبسة وقمصان وأحذية وأقمشة إلى غير ذلك من لوازم منه أن يراجع الغرفة الثالثة للميرة وفي الملحقات قائمقام القضاء ويقدم ما يريد تبرعه و يأخذ وصلا بذاك 4 - نرجو من حمية الأهالي ، المتهافتين على التجنيد ، الا تسارعوا إلى الحملات طالبين سوقهم ، اذا كانوا بدون سلاح ، لأنه قد أصبح في الجيش الوف من الذين تهافتوا انها بدون سلاح ، و خير ما يفعلونه أن يراجعوا دار التعليم في الثكنة العسكرية د القيادة العامة ) ولدى عودتي إلى القدس شاهدت يوسف العلمة هناك ، فقال لي بأنه آت من مقابلة ساطع ، وأنه أودع ابنته الوحيدة أمانة في عنقه وعنقنا نحن أصدقاءه . ثم دخل على الملاك يصحبه مرافقه ياسين الجابي الذي اخبرني بأن الوزير لا يجد فائدة من الدفاع ، فأدخل معه وابذل م قصارى الجهد لتنفيذ رغبة الأمة في الدفاع . فدخلنا معا و سلم على الملاع م (۱۷) . سے امید ان سلاما عسكريا وقال : أتيت لتلقى أوامر جلالتكم ، فأجابه الملك : بارك الله فيك اذن انت مسافر لميسلون ؟ - نعم يا مولاي اذا كنتم لا تودون قبول الانذار الاخير واذا كنت تصر على الدفاع بشدة ؟ لانني لم اكن اعتقد بأن الفرنسيين يتمكنون من دوس جميع الحقوق الدولية والانسانية ويقدمون على احتلال دمشق ، وكنت اتظاه مناورة المقابلة بالمثل فأجابه فيصل : وهل يسم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم اذن فهل يأذني جلالة الملك بأن أموت ؟ انتهت الأمور إلى هذا الحد يجب علينا أن نموت جميعا شرفاء ، وننقذ البلاد من حرب أهلية أيضا اذن فانا أترك ابنتي الوحيدة أمانة لدى جلالتكم ثم سلم وخرج أيتولى قيادة الجبهة في ميسلون وقد خصص فيصل مبلغ عشرين جنيه استرلينيا شهريا لابنة الشهيد يوسف العظمة تقدر أتضحية أبيها بنفسه ، وكانت تصلها بانتظام . وفي صباح اليوم التالي الباكر الموافق اليوم السبت ۲۶ تموز أطلقت المدفعية الفرنسية نيرانها بشدة على المواقع السورية ، وتقدمت الدبابات ، ثم قامت المشاة بالهجوم ، وكان معظم الجيش من الجزائريين والافريقيين والمغاربة ، فتفدت أعتدة المدافع السورية التي كانت تجيب على المدافع الفرنسية ببطء بسبب قلة عدد قنابلها ، فسهل عندئذ على المشاة التقدم بحية مدفعيتهم ودبابات ، ولم يعد للسوريين نجاة الا ۲۹۲ < بالتراجع لكن المظلمة أبي الا أن شیت المقاومة ، واقفا يشرف على العمليات العسكرية ومیده منظاره ، إلى أن استشهد ، وتراجعت عندئذ القوى السورية بعد أن صمدت نحو ثلاث ساعات . وقد أنحى الكثيرون على الحكومة السورية بالامة لاسراعها بتسريح الجيش تنفيذا لمطالب الجنرال غورو ، لكن الموقف كان يستلزم ذلاث ، كما أن النتيجة لايمكن أن تنتهي إلى غير ما انتهت اليه ، وأكثر السوريين لم يكن يعتقد امكان مخالفة الاتفاقيات المعقودة بتاع السهولة اذا تجنبنا الصدام المسلح ، كما أن الأرستقراطيين والحزب الذي شكاوه ، كانوا من أنصار التفاهم مع فرنسا ، وإذا أضفنا إلى هذه العوامل كلها أن قلة الاعتدة لم تكن تسمح بالاقدام على المقاومة في جبهات محدودة يكون القتال فيها وفق القواعد والاصول الحربية ، خلافا لحرب العصابات التي تعتمد على الكر والفر وسرعة التنقل والمفاجأة ذا الوضع المؤلم لا يحمل حجة آن ها المين قوية وفي صباح ذلك اليوم المشؤوم قصد جلالة الملاك قرية الهامة مترقب أخبار المدركه، كما أنه أمر أخاء الأمير زيد بالتوجه إلى الجهة للاشتراك بواجب الدفاع عن الوطن فرافقته بالسيارة ، وقد شاهدنا في سهل الديماس الطيارات الفرنسية تقذف بقنا بها قوافل المؤن وسيارات الاسعاف التي كانت شارات الهلال الأحمر ظاهرة عليها خلافا للقواعد الدولية والانسانية ، وهنا نزل الأمير من السيارة وأمرني با انزول أيضا من أن نكون عرضة للهجوم ، وصوب نيران بندقيته على الطائرة التي كانت تطير على ارتفاع منخفض فابتعدت عنا ، وقبل أن نواصل السير بنا متجها لدمشق سائق سيارة يوسف العظمة ، والسيارة معرفة گا 6 6 6 6 T فارغة فاستوقفناه وعلمنا منه خبر استشهاد الوزير ، وانهيار جبهة المقاومة ، وتراجع المتطوعين مسرعين لدمشق ، فامتنع علينا الاستمرار بالتقدم فعدنا قافلين إلى الهامة لعرض حقيقة الموقف على الملاع و بعد أن انتظر قليلا ، وشاهد بأم عينه قوى الدفاع السورية الراكبة تعود مسرعة وعلى غير انتظام ، أمر بالذهاب لمنزل الأمير زاد عن طريق المزة ، ولم أر من الكرامة مرافقة الماش ، فرجحت مواصلة التقدم باتجاه مدساون مؤثرة الموت على ما استشعرت من ذل واهانة متحديا كل ملاحظات ومحاكمات الملك القيمة عن ذلك، إلا أن جلالته بعد أن ابتعد قليلا عن الهامة أوقف سيارته يسأل عني وعن تخافي ، وأرسل سيارة خاصة أقلتني اليه لا کون في معيته وعند وصولنا إلى منزل الأمير زيد قابله نسيب البكري ، وطاب منه أن يعهد إليه بإدارة شؤون المدينة ، فلم مانع في ذلك ، إلا أننا عرضنا لجلالته بأن حكومته لم تزل قائمة ويستحسن أن يستمر العمل وفقا لما كان متبما تحمل الحكومة عبء السلطات كلها . فعدل عن ذلك وأمرني بالذهاب إلى المدينة لابلاغ الوزراء حقيقة الموقف وكذالك رئيس البلدية ، لاتخاذ ما يلزم لتأمين سير النظام والأمن، وعند وصولي إلى مدخل السراي رأيت مظاهرة عظيمة تهتف هتافات وطنية مثيرة ، وتقدمها بعض المشايخ وعلى رأسهم الشيخ تاج الحسني الذي تقدم مني مستوضحة ، فبينت له حقيقة الواقع . وهكذا لم تمر بضع دقائق إلا وانصرف الجميع ولم يبق المظاهرة أثر . ودلفت الى السراي حيث أبلغت الوزارة رسالة الماك ، وانه سيتحول الحال من بيت الأمير زيد إلى الكسوة ، وهو يطلب من أعضاء الوزارة الالتحاق به الها. وقد أعد سه ۲۹۶ 6 قطار خاص لانتقالهم وليكون مقرا موقتا للحكومة . ومررت بطريقي إلى القصر أمام مقر المعتمد الفرنسي ، فاستدعاني المعتمد بعد أن علم مروري إلى مقره ، وقال لي بلغ جلالة الملاك أن لا يبتعد عن دمشق كثيرة ليسهل علينا الاتصال به. وفي عودتي رأيت ياسين الهاشمي قائد موقع دمشق وهو يعترض سير المدافع المائدة من ميسلون بعد أن نفدت ذخيرتها والتي كانت في اسراعها لا تستهدف وجهة معينة ، و يأمرها بالدخول الى ثكنة المدفعية الكائنة على طريق بيروت العام ، و كذا كل ما تمر به من وسائل النقليات العسكرية .ثم عدت الى الملك ورفعت اليه تنفيذ أوامره ورسالة كوس ثم اتجهنا الى الكسوة بالسيارات بعد أن عين المان نوري السعيد قائد لموقع دمشق ، وكلفه الاتصال بالكولونيل کوس لمعرفة نوايا الأفر نسيان أيضا . وقررت الوزارة نشر بيان تعلن فيه أن الحكومة خرجت من العاصمة أواصلة الدفاع عن استقلال البلاد وحقوقها و بعد سقوط جبهة الدفاع عن دمشق غادرها لحيفا بعد الظهر كل الوطنيين : سعد الله الجابري والدكتور عبد الرحمن الشهبندر وجميل مردم وسعيد حيدر و خير الدين الزركاني و عثمان قاسم وخالد الحكيم وعمر شاکر و توفيق اليازجي ويوسف ياسين وبهجة الشهابي وسليم عبد الرحمن ومعين الماضي ورفيق التميمي وعزت دروزه و عبد القادر سكر وغيرهم بأحد القطار من اللذين كانا معدن أنقل الحكومة لدرعا، كما كان قد غادرها أيضا شكري القوتلي والشيخ كامل القصاب ونبية العظمة و رياض الصلح و محمود الفاعور و فؤاد سليم ودوني القضماني وياسين دياب وشكري الطباع ومحمد علي التميمي ورشید طليع والشيخ عبد الحلبي من أعرفهم . ولم - ۲۶۵ بعد و كان قلق) مع رئيس المؤتمر السوري الشيخ رشيد رضا بمغادرة دمشق لاعتقاده بأن التجاوز بالقوة على حقوق البلاد لا يمكن الا أن محرك ضمير العالم المتمدن. وقد تخلف وزر المالية فارس الخوري في دمشق في آخر لحة أن أرسل حقیاته إلى القطار المعد لنقل أعضاء الحكومة الى الكسوة ثم إلى درعا ، كما أن وزير الداخلية علاء الدين الدروبي الضليع مع الحزب الذي يقول بالتفاهم الافرنسيين لم يوافق على مرافقة زملانه الوزراء ولم نشر بيان الحكومة الذي كان قد عهد اليه نشره قبل مغادرتها دمشق . وقد تجمعت الدلائل على انه كان متفاهم مع الافرنسيين و ذلك لم يعد في الامكان انسحاب الحكومة لدرعا وتنفيذ خطة الاح بتأسيس خط دفاع ثان فيها وفي المساء عقد مجلس الوزراء اجتماع برئاسة الملاك ، كل القلق على البلاد. وقد تجنب ابداء الرأي في المجلس والتكام في أي موضوع حتى لا يؤثر في المجتمعين ، وكان الرأي السائد بأن الفرنسيين ليسوا حسني النية تجاه الحكم الوطني رغم ما يظهر من تفاؤل الكو اونیل کوس والكولونيل تولا وفي مساء ۲۵ منه وردت برقية من نوري السعيد بواسطة خط برق سكة حدنا الحجاز المحطة الكسوة ، موجهة لرئيس الوزراء تشير إلى حصول اتفاق موقت ، وبقاء الحكومة القائمة على أن تعد ما حصل ضد رغائبها السامية ، وتنذر بلا بأسلاك . وقيم الفرنسيون في المزة المدة موقتة ، ولا تدخلون بغير تنفيذ المواد الأولية المعلومة . أما الجنود النظامية القديمة فتبقى في القدم بعد أن تحول الى قوى الدرك ، ويبقى الدرك والشرطة داخل المدينة للحفاظ على النظام ، وان وجود جلالته مصر - ۲۹۹ مت 6 د على مقربة من دمشق ضروري . أنتظر توكيلا تحرريا للمفاوضات السياسية ، منع التجول بعد الساعة الثامنة ليلا . البلد هادئة تماما لا تفتكروا وكان مضمون هذه البرقية يؤيد ما أفادني به مندوب فرنسا الكولونيل کوس , والظاهر أن البرقية كانت خلاصة محادثة جرت بين نوري السعيد والكو أو نيل المذكور . فتفاءل بعضهم خيرة بها، لكنني كنت اعتقد أبدأ باستحالة تعاوننا مع الفرنسيين بصورة تضمن لنا الحياة الحرة وتصون کرامتنا ، فلم أعرها أي اهتمام ، كما أن ساطع كان على يقين أن نية الفرنسيين سيئة تلقاء الحكم الوطني والملاك ، وأن ما يبدونه من الظواهی البراقة إن هو إلا خداع موقت لإرجوة لنا من ورائه . وقد تقدم الجيش الفرنسي ، بعد انكسار الجبهة الوطنية ، نحو المزة فوصلها عند المساء . وزار نوري السعيد مستعينة تجميل الالشي الذي لم يغادر دمشق انه مرافقه ، قائد الحملة في المزة و استوضح القائد منها عن الوضع ، فأجابه بأن ليس ثمة أية فكرة ترمي إلى المقاومة والكيد لاجیش الفرنسي ، وان له من الحرية ما جعله يقوم بأي تدبير على ما يشاء في اطمئنان وفي عصاري اليوم التالي تحرك الجيش الفرنسي دا خلا" دمشق وأسرع فاحتل ثكناتها . وكان السكان والمين آمين ، ينظرون إلى ما تعاقب على ناظر هم و كأن على رؤوسهم الطير . وورد على الملك في صباح اليوم الذي قضيناه في الكسوة من الاخبار ما يؤيد ما جاء في رقية نوري السعيد من تفاؤل . فقررت الحكومة أن تستقيل وأن يعهد إلى وزرا علاء الدين الدروبي وهو الذي أعلنت الحقيقة بتحسن علاقاته مع الفرنسيين [1] ، و 6 . الداخلية ست ۲۹۷ القامة ، و ليكون من تشكيل وزارة رضي عنها الفرنسيون عساها تمكن من حل المشكلة هذا التدبير ما تحول دون المغرضين باتهام الحكومة انها سلكت مسلات الرعونة ولم تسالات سياسة التروي . والحال أوفد الملاك كبير الأمناء احسان الجاري للاضطلاع بهذه المهمة ، وهو في هذا العمل انما يقدم في الحقيقة على آخر تضحية ، ويطلق آخرسهم من كنانته صبر و احتما. و كان أن ألف الدروبي الوزارة التوه ، من جميل الالشي لاحر مية ، وعطا الايوبي للداخلية ، وعبد الرحمن اليوسف لرئاسة مجلس الشورى ، و بديع المؤيد المعارف، وهم المعروفون بالاعتدال ولا ينزعون إلى مقاومة الإفرنسيين و منازعتهم بالقوة ، واحتفظ فارس الخوري بوزارة المالية التي كان يشغلها ، وكذلك احتفظ جلال الدين بوزارة العدلية ويوسف الحكيم وزارة الزراعية . ثم باشرت ت الوزارة أعمالها . 6 وحدث أن اجتمع احسان الجاري وهو في دمشق مثل ايطاليا . في منه ان الفرنسيين سيعلنون انتهاء العهد الوطني وملكية فيصل وقد كلفوا القائلين بالتعاون معهم بتقديم عريضة با۔ عمون بها قرارهم ، وان بعض هؤلاء انما اعلن بأن بيعة الملك فيصل قد انحلت بعد الفرار من عاصمة ملكه واوصى المركيز دو باترنو قنصل ايطاليا العام بأن يعود الملك الى دمشق ليحبط هذه المؤامرة ، و ايكون اخراجه من قبل الفرنسيين بالقوة ، فاستصوب فيصل هذا الاقتراح بعد بحثه مع الموجودين معه . وهكذا عدنا أدراجنا بالقطار من الكسوة الى دمشق وحل الملح في قصره ره، بيد أن الوزارة الجديدة لم تنهض بأي عمل امايي تحقية) سه ۲ مجتمع بأعضائها أبلغهم . 6 لما كان ينتظره الماء منها ، ولبثت إلى أن طلب الجنرال غواية قائد الحملة التي احتلت دمشق ، أن ، وفي الاجتماع ما يلي : أن الأمير فيصل جر البلاد الى شفا الهلاك وأنه مسؤول مسؤولية كبرى عن كل ما حدث من اضطرابات دموية في سورية في الاشهر الاخيرة . لذلك لم يعد من الممكن استمراره في حكم البلاد . ثم أمر بأن تدفع سورية عشرة ملايين فرنك تعويضا عن الخراب الذي سبته في المنطقة الغربية ، ونزع سلاح الجيش السوري و تسليمه للجيش المحتل ، ثم تسلم كبار المجرمين ايحاكموا أمام المحاكم العسكرية ، هذا مع نزع سلاح الأهالي بتقديم عشرة آلاف بندقية فنفذت الوزارة الامر . وحدث مثل ذلات في المدن السورية الكبرى الأخرى . وعندما بلغ الملك فيصل مضمون هذه المطالب ، أرسل إلى الجنرال غور و في ۲۷ تموز برقية احتجاج هذا نصها : أحتج على التصريح الذي صرح به قائد حملتكم الى حكومتي بتاريخ أمس ، وأتنصل من كل تبعة أردتم أن تحملوني اياها ، واعتبر جميع المكاتبات التي تدور بينكم وبين حكومتي ، أو التعليمات التي تصدرونها اليها مباشرة و بدون علمي ، ملغاة وغير مشروعة أمام جمعية الأم . كما أنه أرسل في اليوم نفسه برقية مفصلة الى اللورد كرزون يحتج فيها على تعرف الفرنسيين في دمشق ، ومثلها لكافة الدول راحية تدخلها لاحقاق الحق . وكان رد الفعل الذي أحدثه احتجاج الملك أن سلم الكولونيل تولا الملك في مساء اليوم نفسه أي في ۲۷ تموز الكتاب الآتي : أتشرف با بلاغ سموكم الملكي قرار حكومة الجمهورية الفرنسية بأنها 6 - ۲۹۹ ترجو منكم أن تغادروا دمشق بأسرع ما يستطاع بسكة حديد الحجاز مع عائلتكم وحاشيتكم وسيكون تحت تصرف سموكم والذين معكم قطار خاص يتحرك من محطة الحجاز غدا في ۲۸ تموز في الساعة الخامسة صباحا . فرد الماء على هذا الكتاب حالا ببرقية احتجاج للجنرال غورو هذا نصها : ابلغني الكولونيل تولا بكتاب مؤرخ في ۲۷ الجاري قرار الحكومة الافرنسية بدعوتني إلى مغادرة دمشق ، بقطار خاص في الساعة الخامسة من صباح غد ، فلي الشرف أن اصرح لكم اني لا اعترف الحكومة الافرنسية بحق نزع الاختصاص الذي منحني اياه مؤتمر الصلح رسميا الادارة المنطقة الشرقية حين احتلال سورية وتقسيمها إلى ثلاث مناطق ثم تأيد عملية بتاريخ 15 ايلول سنة ۱۹۱۰ بالمذكرة التي قدمها المستر لوید الى كانصو وإلي وما أنا تعترف بالحكومة الفرنسية بأي صفة في نزع اللقب الذي لقبني به الشعب السوري، والقوة و حدها هي التي تستطيع نزعه ، و لكنكم تعلمون انه لاعمل لها في الحقوق الخاصة وغني عن البيان ، أن دخول جيوشكم إلى دمشق بعد معركة قصيرة مع الشعب السوري واحتلال دور المصالح العامة عسكرية هو خرق المقررات مؤتمر السلام ، و بالاخص لمباديء جامعة الامم انتي الغت الحرب ووضعت قواعد لحل الخلافات بطريق التحكيم الدولي وكذلك فان احتلالكم عصمة البلاد عمل خطير الشأن ، وغير عادل لانه وقع بعد تسريح الجيوش السورية طبقا لانذاركم المؤرخ 14 الجاري وقد قلته بكامله ذلك القبول الذي أظهرتم ارتياحكم اليه في جورج - ۲۷۰ کتا بكم من ۲۰ الجاري والتموني شاهدأ لعطفكم على الشعب السوري . نعم انكم طلبتم في الفقرة الثانية من ذلك الكتاب تأكيدا مفصلا التبول شروطك لا جوابا با لقبول ، لان هذا كان في بدكم ، على أن تأخير وصول هذا التأكيد المفصل وقد ساعته إلى معتمد كم الكولونيل کوس قبل انقضاء الموعد بست ساعات لا يسوغ لكم سوق جيوشكم إلى دمشق خصوصا وقد أبلغتكم قبل انقضاء الموعد المضروب لانذار باثنتي عشرة ساعة ، التي بدأت بتنفيذ شروطك بجد وفي مقدمتها تسريح الجيش السوري واقد استخر جتهم من هذه الحالة ، وهي تأيت ما عانيته بسبب قبول الانذار جحة للزحف على بلادي فاستقبل عدد الهند اقيم الحفظ الأمن والنظام جيشكم كحليف في على هذا دون اعتقال ضباطكم لهؤلاء كأسرى حرب ، مع أن حالة الحرب غير موجودة واذكركم أيضا بالكتاب الذي أرسلتموه الي مع وزير المعارف ، مندوبي لديكم وما انطوى عليه فقد اعترفتم بأني غير مسؤول عن تأخير وصول البرقية المفصلة ، وقد اشير اليها آنفا ، وفي نفس الوقت الذي اعترفتم فيه هذا الاعتراف، فرضتم علينا شموطأ قاسية ، جديدة يستحيل علي حمل شعبي على قبولها فوضعتموني بذاك بين أمرين کالاها مخار و مخيف ، فأما قول شروط الجديدة و في ذاك الثورة على جيشي و حكومتي فتذر عون بها لتدخل واحتلال دمشق ، واما الرفض وفي هذه الحالة زحف الالوف المؤلفة من جيوه جيوش المسلحة أدوات التدمير الحديثة و تنتصر على شاب حمل على أن يكون ضدها، وتدخل دمشق وقد وقع الشق الثاني س ۲۱۱ ( ولو كانت الشعوب تعيش اليوم كما كانت تعيش في القرون الوسطى كان الحق القوة وكان السيف هو الحكم في الاختلافات الكان تصرفكم منطبقا على القوانين القائمة ، و لكن الحرب العظمى وقد خضنا غمارها في جانب الحلفاء النفوز باستقلالنا قد بلغت غایتا با قرار مبدأ الحق وسحقت الروح العسكري واذا كانت مبادىء مؤتمر الصلح التي اعلنت حرية الشعوب وحقها في أن تحكم نفسها بنفسها ، ليست الفوا من القول ، واذا ظل عهد جامعة الام وقد وقع عليه الحلفاء والاعداء وهو يلغي الحرب بين الشعوب واستعباد الام باقيا و محترما ، فالقوة العسكرية الأفرنسية التي احتلت المنطقة الشرقية التي عهد إلي بادارتها أنها تمثل الاحتلال الذي لا يمكن الا أن يعد أداة ألإرهاق و سبب أن يغير كذلك وختاما فان تصرفاتكم تخالف اتفاق سایكس – بيكو وقد وقعت عليها الحكومتان الافرنسية والانكليزية سنة ۱۹۱۹ والاتفاقات المعقودة في أواخر سنة ۱۹۱۰ بين الحكومة الانكليزية من جهة و جلالة والدي ملاك الحجاز من جهة اخرى والمادة ۲۲ من عهد جامعة الامم وقرارات مؤتمر سان رو والتعهدات التي تعهدت بها الحكومة البريطانية ونص معاهدة الصلح المعروضة على تركيا، والاتفاقات المعقودة بين المسيو کلنصر رئيس الوزارة الافرنسية السابق و بيني و تخالف في النهاية القوانين العامة ومباديء الاخلاق الدولية « فيصل » وقد سلم نص الاحتجاج إلى جميع قناصل الدول في دمشق . الا انه لم يكن بد من تنفيذ حكم القوة الجائر ومغادرة دمشق ، فزار القصر الملكي ليلة السفر عدد من الشباب الوطنيين من علية القوم ومن - ۲۷۲ أن ليس من الواعي . وذكر الملك أثناء حديثه معهم أن بعمل ما عمله الخديوي توفيق ، فيتفق مع الفرنسيين ويستعين بهم على كبح جماح مواطنيه ثم قال بأني عندما عاينت الخطر بأم عيني ، وأثمرت بضرورة اتباع سياسة الاعتدال والحكمة ، لم يستمع إلي أحد ، وذهب رأيي أدراج الرياح . ولكن لا بأس فقد جعل الله بعد عسر يسرا ☆ ☆ ☆ (+6 وكنت بعد ظهر ۲۷ تموز في دار ان خليل هر دم واذا بأحد أصدقائي يخبرني بأنه شاهد أوراق رسمية في سراي الحكومة وقد تضمنت الحكم بإعدامي ونخبة من زملائي الوطنيين من قبل الحكمة العسكرية الفرنسية ، فلم يسترع ذاك اهتمامي بعد أن انهارت آمالنا جميعا ، وذهبت كل مساعينا أدراج الرياح بفعل السياسة الدولية الغاشمة . و بقيت انتظر حكم القدر وأملي وليد بوطنية الشعب . وقد أبلغني الملك قبيل منتصف الليل ، أن أكون في محطة الحجاز عند الساعة الخامسة من صباح الغد الموافق ۲۸ تموز فصدعت بالأمر ، ولم يعترض سبيلي أحد ومن غرائب المصادفات أن يشب حريق هائل في هاتيك الليلة في دار سامي باشا مردم قرب سوق الحميدية ، فزاد في الكتابة الخيمة على المدينة ، الجامعة على الصدور . وكأني بالسماء كانت تشاركنا في الآلام فتبدت حمراء لاهية كأن فيها قطعة من النيران المتأززة والجم الغاضبة . ولم يكن في وداع الملك الا فئة قليلة من الوطنيين . لم يصطحبه في القطار من وزرائه غير ساطع الحصري و سكرتيره الخاص عبد الهادي ومن السوريين كبير أمنائه احسان الجاري ومرافقه العسكري تحسين قدري وكاتب هذه المذكرات . س ۲۷۳ أقام حوران . و صعب وتحرك القطار من محطة الحجاز في الساعة الخامسة من صباح ۲۸ تموز سنة ۱۹۲۰ قاصدأ حيفا . وعند وصولنا إلى درعا أمر الملك بأن يتوقف فيها قليلا . والغريب أن لا تعرف على ملك البلاد ، ، أحد من رجالها الرسميين . وقد اتخذ الملاك ومعيته من القطار الذي الى درعا مقر ومسكنة . وسرعان ما انتشر الخبر بين سكان فأحدث في حوران رجة كبيرة أقبل على أثرها شيوخه وزعماؤه متوافد بن الترحيب بالملك ، وقد تجمعت هنالك متطوعة العقيل النظامية وفق الخطة التي مانت بعد أن أبلوا بلاء حسنا في مقاومة الجيش الفرنسي ولم يتمكنوه من دخول وادي بردى الالتقاء با تقوي الفرنسية التي سلكت الطريق العام فضحوا محتسبين شهداء كثيرين إلى أن اضطروا الانسحاب ، وقد أكرمهم الملك فوزع عليهم ما كان قد تبقى في حوزته ، وهو جنيه لا علك بعدها ما يستحق الذكر ولما كانت درعا مقرا لفرقة عسكرية بقيادة اسماعيل الصفار البغدادي ، فقد أمرها وزير الدفاع في حكومة دمشق جميل الألشي ، بأن تفتح عيونها يقظة ساهرة كما تحول دون أي مساعدة قد تقدم ذاك ، فقد احوج البنزن ثلاث سيارات ملكية ولم يكن متوفرة الا في مستودعات الجيش ، فاعتذر قائد الفرقة رسميا عن اجابة الطالب في تقديم البنزين المطلوب ، إلا أنه من جهة ثانية أشار بصورة خاصة إلى أن القوى التي تحت امرته أن تقاوم من تظاهر بأخذ البنزين عنوة السيارات الملك ، وهكذا كان والواقع معظم الزعماء الذين قابلوا الملاك في درعا قد أظهروا استعدادهم لتأييده على أن يكون وبريطانيا على اتفاق بحيث لا يقفون مع قرب من سبعة آلاف الملاك 6 ان - ۲۷۶ 6 . الفرنسيين وجها لوجه من غير عون من الخارج ، وقد أثر في الملاك هذا التردد من الحورانيين وتمنعهم عن تأسيس خط دفاع في بلادهم قبل الحصول على تأييد صريح من انكلترا واصبح يجزم بعدم امکان القيام بأية مقاومة ، هذا وان الساطة الفرنسية بدمشق قد اوعزت الى رئيس الوزراء علاء الدين الدروبي وهو الرئيس الذي كان قد عين مرسوم من فيصل ، بأن يبرق الى الملاك حالا بضرورة مواصلة سفره إلى الحجاز فلم يتردد في أن يرسل الى متصرف حوران ، برقية مستعجلة يطلب تبليغها للملك حا" والاجابة عليها وقد ورد في البرقية أن السلطة الفرنسية أبلغت رئيس الوزراء ان يضع قطار) تحت امر جلالته للسفر إلى الحجاز بطریق معان او حيفا ، بلا توقف في درعا ، فأسترحم من جلالتكم حفظا لبلاد حوران من المصائب والخراب تعجيل حركة جلالتكم مولاي . هذا وان طائرة افرنسية حلقت فوق درعا والقت منشورات تطلب فيها من الاهلين اخراج الملك فيصل من البلاد ، وهذا نصها : من الجنرال قائد الحملة الفرنسية إلى اهالي درعا وضواحيها وان الأمير فيصلا كان قد تلقي امر بأن يترك دمشق و يسافر رأسا إلى بلاده و تعهد تنفيذ الأمر اما وقد بلغنا على العكس مما تعبد به انه بقي في درعا وشرع في مخادعة الأهالي ليدفعهم إلى أعمال سيئة العواقب ومضرة بصالح البلاد التي لم يبق له فيها اقل علاقه فقد كتب له أن يتابع سفره بلا تأخير ، فنحن الآن ندعو عموم الأهالي أن يكلفوه بأنفسهم بترك بلاده حالا اذ ان اقامته بينهم تحمل بلادهم بهدف للقنابل . والآن نعطيكم مهلة عشر ساعات ليتوجه الامير في ختامها إلى 6 . ۲۷۵ سب اتفاق بريطانيا فع بلاده ، واذا مانع في ذلك يجب ارجاع قطاره الى الشام » و تلقاء هذا الموقف الحرج قرر الملك فيصل مغادرة درعا بعد أن استيقن من استحالة المقاومة فيها ، وكان عليه أن يختار بين السفر إلى لواء الكرك الذي هو منطقة نفوذ بريطانية ولو كان جزءا من سورية التي حكمها الملك فيصل ، لان الفرنسيين لن يتعرضوا له فيها ، أو السفر الى حيفا بادیه ذي باده . ولما كانت غاية فيصل ابعد الاكتفاء جزء صغير من سورية وهو الذي دعي فيما بعد بشر في الأردن ، و كان على يقين من فرنسا على أن تتخلى لها عن حرية العمل في سورية ، وهو لهذا لا يسعة الاعتماد على بريطانيا في أن تعينه على استرجاع الحقوق المغتصبة إلى أصحابها اذا ما اتخذ مركزا لدفاعه عن قضية سورية في البلقاء لواء الكرك ، سما وقد افهمه زعماء حوران بكل صراحة بأنه لا يجرون على قدرته الا أذا أتاهم بدلیل ماموس بتأييد ربطانيا له وأن تختلف خطة زعماء البلقاء عن مثل ذاك ، مما اضطره الترجيح السفر إلى حيفا بقصد السفر الى اوروبا الدفاع عن الحق المنتصب لدى جمعية الأهم و بريطانيا وغيرها من الدول الغربية . و يفكر بالسفر إلى الحجاز کا رغبت فرنسا ، وكان قراره هذا ، مما يرضي المسؤولين البريطانيين في فلسطين اذ لا يبتي مجالا للاحتكاك بدنه و بين فرنسا بسبب قيام فيصل في بلاد تابعة لنفوذه، بأعمال تعدها فرنسا عدوانية . فرحب المندوب السامي البريطاني في القدس بسفر جلالته إلى حيفا ، واصدر أوامره لحاكمها بتقديم ضروب المساعدة والاحترام اللائق لجلالته وهكذا غادر الملك فيصل ومعيته درعا ، في أول آب ، قاصدا الى - ۲۷۹ | مبلغ كافي من حيفا . وقد تريث القطار في محطة العفولة بعض الوقت حيث قدم الجلالته الشاي من مخزن بيع الاطعمة ( الكانتين الانكليزي ) التابع للجيش البريطاني و اكننا فوجئنا من محاسبة الجيش اثر وصولنا إلى حيفا بطلب ثمن ما قدم لنا وقد خصص حاكم حيفا منزل المس ( نيوتن ) لاقامة الملك ، وكانت هذه السيدة كثيرا ما تعطف على قضية العرب ، وان كان عطفها لايعني انها غير مرتبطة بخدمة حكومتها وكان أول عمل قام به جلالته أن أبرق الى والده راحيأ ارسال المال الادارة شؤونه وليتمكن من السفر إلى سويسرا والاتصال بمجلس السلم وجمعية الأمم للدفاع عن قضية سورية الحقة . ولما كان المتعذر سفره عن طريق فرنسا: فقد سافر إلى سويسرا عن طريق ايطاليا . وقد انتظر وصحبه في حيفا حتى ۱۸ آب كي يسافر الي و الانتحار منها على باخرة تقصد نابولي . وفي غضون اقامتنا في حيفا | لم تنقطع عنا أحبار درعا ودمشق . وكانت تصلنا تفاصيل أعمال السلطة العسكرية الفرنسية الغاشمة وفرضها الغرامات على مختلف المدن ، والاحكام العسكرية الكيفية بإعدام الكثير من الوطنيين بدون استجواب أو محاكمة اذ أصدر المجلس العسكري التابع للفرقة الثالثة الفرنسية في و آب الحكم باعدام و مصادرة أملاك كل من الوطنيين السادة : كامل القصاب ، علي خلقي ، أحمد مربود ، محمود الفاعور ، فؤاد سلیم ، صبحي الخضرا ، صبحي بركات ، منح هارون ، شكري الطباع شاکر ، سلم عبد الرحمن ، عمر بهلوان ، عثمان قاسم ، سعید حیدر ، عبد القادر سكر ، خليل بكير ، حسن ورمضان و عادل ارسلان ، لور Irow 6 مهر - ۲۷۷ - م (۱۸) گا محمد اسماعيل ، رشید طليع ، عوني عبد الهادي ، احسان الجابري ، الدكتور احمد قدري ، رفيق التميمي، توفيق اليازجي ، رياض الصلح خير الدين الزركلي ، محمد علي التميمي ، بهجت الشهابي ، نبية العظمة شكري القوتلي ، عبد الحلي ، ياسين دياب ، خالد الحكيم ، وقد زادت هذه المظالم من ألم الملاك ، وحفزته الى بذل أقصى الجهود والتضحيات كما يضع جدا لما يقاسيه قومه . وما أن وصلنا القنطرة على قنال السويس حتى وجدنا فيها السيد عبد الملاك الحليب ، معتمد حكومة الملك حسين ، في استقبال جلالته ، فأبلغه أوامر والده المشجعة ووصاياه ، وسلم من سيرا رافقه جوازات سفر باسم الحكومة العربية الهاشمية . ولما كانت موارد الملك المالية ضيقة استأذنت جلالته بالسفر للقاهرة لأعيش من مزاولة عملي الطبي فيها ، فقدر لي هذا الموقف، وسمح لي بما طلبت على كره منه . ثم اقتصر من حاشية، على نوري السعيد وساطع الحصري واحسان الجاري ومرافقه تحسين قدري ، وخصص لمن تقي في مصر من رجالات جلالته الوطنيين رواتب تدفع لهم بواسطة معتمد الحكومة العربية في القاهرة ، وتقتطع من مخصصاته و بتنا ايلتنا في بور سعيد . وفي صباح ۱۹ آب غادرتها الباخرة التي تقل جلالة الملك قاصدة نابولي وسافرت أنا وعائلتي إلى القاهرة حيث افتتحت عيادة كانت مركز السوريين اللاجئين لمصر نجتمع فيها للتباحث في شؤون الوطن . وكنت أتلقي في القاهرة أخبار الملك بالتفصيل من من أخي کسین . والى هنا تنهي خدمتي لوطني تحت لواء فيصل

  • * *

۲۷۸ ص خرج 6 6 هع القادة وما كاد يصل جلالته إلى ايطاليا حتى سعى الى الاتصال بساسة الانكليز ورجالاتهم الذين رافقهم في الحرب العامة . فصور لهم بجلاء النتيجة المحزنة التي انتهت إليها تضحيات العرب وجهودهم العظيمة طوال الحرب ، جنبا إلى جنب بريطانيا وحلفائها ، معتمدين على شرف بريطانيا ووعودها . وكان سياسة الانكليز في موقف تلقاء الرأي العام البريطاني والعالمي ، اذ ان لوید جورج رئيس وزراء انكلترا آنذاك كثيرا ما اسبغ الثناء على الملك فيصل ، وأفاض بذکر استقامته وخدماته العظيمة في سبيل انتصار قضية الحرية والسلام حتى لقد أعلن في احدى خطبه في البرلمان البريطاني وذلك بتاريخ ۲۹ نیسان ۱۹۲۰ قائلا" : « لا يسع أحد أن محد أكثر استقامة واخلاص) و أشد رغبة في التعاون الحلفاء من فيصل ، في وقت السلم كما في وقت الحرب . وكان البريطانيين الذين اتصلوا به يذكرون البسالة والتضحية التي قام بهما فيصل طيلة مدة الحرب ، الأمر الذي كان اکبر العوامل في التوفيق الذي ناله الجنرال آللنبي في جهة فلسطين لذلك لم يكن من السهل على الساعة البريطانيين أن يقلبوا له ظهر المحن ، فاستم پاوه قليلا في ايطاليا إلى أن يتفرغوا من المشاكل الدولية التي كانت قائمة حينذاك ثم ينظرون فيما ينبغي اتخاذه لاصلاح الموقف الأسماة التي ذهب ضحيتها ولم يكن بوسعهم التأثير على السياسة الفرنسية ما اشتهر عن الساسة الفرنسيين من ورعونة ، ولاأن انكلترة سبق أن ارتبطت مع فرنسا واثيق تخولها حرية العمل في سورية وبما أن الثورة العراقية قد أضنت بريطانيا حتى لقد أضج الممول . والحد من - ۲۷۹ البريطاني من النفقات التي يتحماها - سما والحرب العامة قد انتهت - وكثير من البريما، نيين كانوا ينادون بضرورة الجلاء عن العراق ، فقد رأى الساسة البريطانيون حمل فيصل على تسلم مهام الحكم في العراق بأقل نفقات عسكرية ممكنة تتحملها بريطانيا في ذلك السبيل فنبتت إذا ذاك فكرة ترشيح فيصل لعرش العراق . و بذلاث اضطر أن يتخلى عن خدمة سورية موقتة ، وأن محمر غاية جهوده في السبيل الجديد الذي خطه له القدر . إلا أنه كان يؤكد للعاملين معه أن ايس ذلاث إلا الخطوة الأولى من مجهوده الوطني وانه لن ينسى بيعة السوريين التي في وانه سيتابع العمل للوصول إلى تحرير سورية وتحقيق العهد الذي قطعه على نفسه بتحرير البلاد العربية وتوحيدها .

- ۲۸۰

الخاتمة

لم أكد أمسح القلم من كتابة فصول هذه المذكرات ، حتى خاصرتي فكرة وضع خاتمة تكون منها كالملاحة ، تشف عن غاية ما جاء فيها ، وتوضح ما قد يستهم من حقائقها ، وتلفت النظر الى ما ينبغي الوقوف عنده

وكدت أرجع عن هذه العزيمة حين عن لي أن من حق القاريء ألا تفرض عليه آراء بعينها قد يستخلص غيرها على ما يوافق حرية تفكيره ، ثم لأن الحقيقة لا يمكن إلا أن تنم عن نفسها مهما غشت علها حجب الاستنهام . إلا أني عدت فذكرت أن القراء ليسوا سواء وهم أنواع وأصناف في التفكير ، وأنا لم أضع مؤاتي الفئة خاصة دون أخرى فلا مناص اذن من الاخذ بالاجمال والاسهاب ، كل في موطنه . فأنا ههنا لا أفرض الرأي فرضا وانما أستخرج الرأي من بين ركام الحوادث التي أخذ بعضها برقاب بعض على ما يؤدي الى اظهار الحقيقة ناصعة بعيدة عن التأويل والالتباس . وهذا لا يناهض حرية القاريء في استخلاص ما يشاء ، بل بالعكس يمهد له الطريق ويفتح دونه الآفاق مشرقة إلى التفسير السديد ، ويحول دون انحصار نظره في الأجزاء التي كثيرا ما تدل على غير معناها ، لأن من شروط الحكم أن يؤخذ مأخذ الكمال الشامل غير منقوص ولا مجزأ

واذا كان لنا أن نضرب مثلا على ما تقدم فان مثلنا هو الثورة