من لي بأن يدنو بعيد مزاره

من لي بأن يدنو بعيدُ مزارهِ

​من لي بأن يدنو بعيدُ مزارهِ​ المؤلف ابن سهل الأندلسي


من لي بأن يدنو بعيدُ مزارهِ
ظبيٌ طلوعُ الفجرِ من أزرارهِ
كالغُصنِ في حركاته وقَوامه
كالظبيِ في لحظاتهِ ونفاره
في الروض منه محاسنٌ ومشابهٌ
في آسه وبهاره وعراره
فعراره من لحظه وبهاره
من خَدِّه والآسُ نَبتُ عِذاره
وعَلِقتُه وَسْنانَ يَلعَبُ بالنُّهى
كتلاعبِ الساقي بكأسِ عقاره
يا حسنه لو كان يرحمُ صبه
و جماله لو كان من زواره
ألِفَ التّجَنّي والبِعادَ شريعةً
فالنجمُ أقربُ من دنو مزاره
أومى إليَّ بلحظه فتناثرتْ
خِيلانُه في الخَدّ من أشفاره
لمّا أراقَ دمَ المشُوقِ تَعمُّداً
إسودَّ نقطُ الخالِ من أوزاره
و إذا أقول عسى وليتَ وربما
فَمَقالُ لا للصبّ مِنْ أخْبارِه
فالخدُّ يغرقُ في معينِ دموعه
و القلبُ يصلى في جحيمِ أواره
عجباً لِضِدٍّ كيف يألَفُ ضِدَّه
هذا بأدمُعِه وذاك بِناره