نافرته البيضاء في البيضاء

نافرته البيضاء في البيضاء

​نافرته البيضاء في البيضاء​ المؤلف ابن القيسراني


نافرته البيضاء في البيضاء
وانفصال الشباب فصل القضاء
حاكمته إلى معاتبه الشيب
لتستمطر الحيا بالحياء
فاستهلت لبينها سحب عينيه
ويوم النوى من الأنواء
يا شبابا لبسته ضافي الظل
وتبلى ملابس الأفياء
كان برد الدجى نسيما وتهويما
فأذكته نفحة من ذكاء
ذو الجهادين من عدو ونفس
فهو طول الحياة في هيجاء
من له طاعة الصوارم في الحرب
ولي الأعناق تحت اللواء
من مساع إذا عقدت على الشهب
رهانا جازت مدى الجوزاء
وسماح إذا استغاث به الآمل
لبى نداه قبل النداء
أيها المالك الذي ألزم الناس
سلوك المحجة البيضاء
قد فضحت الملوك بالعدل لما
سرت في الناس سيرة الخلفاء
قاسما ما ملكت في الناس حتى
لقسمت التقى على الأتقياء
شيم الصالحين في جتر الترك
وكم من سكينة في قباء
أنت حينا تقاس بالأسد الورد
وحينا تعد في الأولياء
صاغك الله من صميم المعالي
حيث لا نسبة سوى الآلآء
وكأن القباء منك لما ضمم
من الطهر مسجد بقباء
أنت إلا تكن نبيا فما فاتك
إلا خلائق الأنبياء
رأفة في شهامة وعفاف
في اقتدار وسطوة في حياء
وجمال ممنطق بجلال
وكمال متوج ببهاء
وإذا ما الملوك خافت سهام الذمم
زرت عليك درع الثناء
عجب الناس منك أنك في الحرب
شهاب الكتيبة الشهباء
وكأن السيوف من عزمك الماضي
أفادت ما عندها من مضاء
ولعمري لو استطاع فداك القوم
بالأمهات والآباء