هاتا أعيدا لي حديثي القديم

هاتا أعيدا لي حديثي القديم

​هاتا أعيدا لي حديثي القديم​ المؤلف ابن معصوم المدني


هاتا أعيدا لي حديثي القديم
أيام وسمي بالتصابي وسيم
وعلِّلاني بنسيم الصَّبا
إن كان يستشفي عليلاً سَقيمْ
لله أيامي بسفح اللوى
إذ كنتُ الهوى في ظِلال النَّعيمْ
بانت فبانَ الصبرُ من بعدها
فمدمعي غادٍ وحزني مُقيمْ
وشادن غِرٍّ بأمر الهوى
قريبِ عهدٍ جيدُه بالتَّميمْ
يرتع لهواً في نعيم الصِّبا
وعاشقُوه في العذاب الأليمْ
العين ترعى منه في جنةٍ
والقلب من إعراضه في جحيم
إذا بدا في شعره خلته
شمس الضحى فر جنح ليل بهيم
أرعى له العهدَ وكم ليلةٍ
حلَّيتُ من ذكراه كأسَ النَّديمْ
فليتني إذ لم يزُرني سوى
خياله من بعض أهل الرقيم
ولائمٍ لامَ على حبِّه
جهلاً بأهل الحب وهو المليم
يرومُ منِّي الغدرَ فيه وما
ذمام عهدي في الهوى بالذميم
صُمَّ صَدى العاذِلِ في حبِّ من
أسكنتُه من مُهجتي في الصَّميمْ
فليت شعري هل دَرى من به
قد هام واستسلم قلبي السليم
أنِّيَ أصبحتُ به شاعراً
أنظم فيه كل عقدٍ نظيم
لكنَّني لستُ وإن ظُنَّ بي
بشاعرٍ في كلِّ وادٍ أهيمْ
ونفحةٍ هبت لنا موهناً
يا حبذا نفحة ذاك النسيم
مرَّت بأكنافِ رُبى حاجرِ
فأرَّجت أرجاءَها بالشَّميمْ
تروي حديث الحب لي مسنداً
عن رامةٍ عن ريم ذاك الصريم
بالله خبِّر يا نسيمَ الصَّبا
كيف اللوى بعدي وكيف الغميم
هل خفر العهد أهيل الحمى
بعديَ أم يَرعُون عهدي القديمْ