وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل/الباب الرابع/الفصل الأول/4

وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل
الباب الرابع: الملاحق
  ► 3- كلمة رئيس الجمهورية 8 أكتوبر 2013 الفصل الأول: خطابات رئيس الجمهورية. الفصل الثاني: الفعاليات السياسية والإجتماعية المشاركة في الحوار. ◄  


4- كلمة رئيس الجمهورية 21 يناير 2014


الإخوة والأخوات أعضاء هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني
الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر:

نلتقي مجدداً اليوم في جلسة العمل الختامية هذه لمؤتمرنا، بعد أن تكللت كلُّ جهودكم الصادقة المخلصة بالتوفيق ونجحتم خلال الجلسة العامة الختامية في إقرار التقارير النهائية لفرق العمل الخاصة بالعدالة الانتقالية والقضية الجنوبية وبناء الدولة، وكذلك إقرار الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني.. وأؤكد لكم بأنه لم يكن شعبنا فقط هو من تابع أعمالكم باهتمام وترقب، بل العالم كله الذي ظل يأمل أن يتكلل هذا المؤتمر بالنجاح الكامل فأكدتم أن الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية وأن ماقدمتموه طوال الشهور العشرة الماضية من جهد كبير ونقاشات مثمرة لابد أن يتعزز بإنجاز الرؤية الجديدة لليمن الجديد.. اليمن الذي خرج أبناؤه بالملايين ينشدون التغيير إلى الأفضل ويضحون من أجل الحياة الكريمة والأمن والاستقرار.

إننا نلتقي اليوم وقد أنجز الفريق المصغر للقضية الجنوبية وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية بعد جهود كبيرة وحوارات طويلة ولقاءات كثيرة امتدت لأكثر من ثلاثة شهور، وقد تكللت هذه الجهود بتوقيع أعضاء فريق القضية الجنوبية على الوثيقة، وهي وثيقة تاريخية بكل المقاييس لأنها خلاصة نقاشات وأفكار وتداولات الفريق المصغر مستعيناً بالخبرات والتجارب الناجحة، ولذا فقد أصبحت وثيقة الشعب اليمني كله صاغها ممثلوه حرفاً حرفاً، وكلمة كلمة، وعبرت عن واحدة من أرقى حالات التوافق الفكري والسياسي والإنساني التي عرفتها ساحتنا الوطنية.

وهانحن اليوم نلتقي في جلسة العمل الأخيرة هذه بعد أن أنجزتم بتوافقٍ نادرٍ الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار التي تشمل تقارير جميع فرق العمل إضافة إلى الضمانات ومعايير لجنة صياغة الدستور والبيان الختامي للمؤتمر، ولنا أن نفخر بأن هذه الوثيقة منتج وطني خالص لكنه يحظى بالدعم والمساندة الإقليمية والدولية، وهي بإقراركم النهائي لها ستصبح ملك الشعب اليمني كله يحميها ويسهر على تطبيقها ويعاقب من يريد إعاقة تنفيذها على أرض الواقع.. فأنتم من خلال هذه الوثيقة تقدمون للعالم تجربة إنسانية جديدة في مجال الحكم وإدارة شؤون البلاد تضاف إلى الكثير من التجارب الناجحة في هذا المجال لدى العديد من دول العالم، ولذلك لن نخيب ظن شعبنا بنا ولن نقبل أن تظل هذه الوثيقة مجرد حبر على ورق بل سنعمل على تنفيذها بصورة دقيقة وحرفية وبشكل متدرج خلال الفترة القادمة بعد أن تأخذ بعدها الدستوري وتحظى بموافقة شعبنا العظيم عليها عند الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي سيتم تشكيل لجنة صياغته عقب انتهاء أعمال هذا المؤتمر بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

فلكم جميعاً أتوجه بالشكر والتقدير على كل الجهد الذي بذلتموه طوال الشهور العشرة الماضية.

الإخوة والأخوات أعضاء مؤتمر الحوار الوطني:

من خلالكم أتوجه بالحديث لكل الصادقين الذين يحسون بالخوف والقلق على وحدة شعبنا ووطننا.. إن هذه الوحدة هي قدرنا ومصيرنا جميعاً وفيها القوة والعزة والكرامة لشعبنا وبدونها سنعود لمواجهة بعضنا البعض بدلاً من أن نتفرغ لبناء اليمن الجديد وتشييد دولته المدنية الحديثة.. أقول لهؤلاء الصادقين لاتخافوا ولاتقلقوا من الوثيقة النهائية للحوار، فهي ليست كما يشيع بعض المزايدين والمرجفين أنها وثيقة تمزيق اليمن وتقسيمه، بل أقول لكم بكل ثقة وصدق أنها وثيقة تعزيز وحدة اليمن أرضاً وإنساناً وهي الوثيقة التي ستشكل جوهر الرؤية التي سنبني سوياً بها اليمن الجديد الخالي من أمراض الماضي وعصبياته وتخلفه وانقساماته.

ولعلكم تتذكرون أننا عندما بدأنا أعمال مؤتمرنا هذا قبل عشرة شهور كيف جئنا جميعاً محملين بأثقالٍ من العداوات والصراعات الحديثة والقديمة على السواء، لكنكم مالبثتم أن أدهشتم العالم بتغليبكم للروح الوطنية على الولاءات الصغيرة وقدمتم نموذجاً رائعاً في إدارة خلافاتكم السياسية بطريقة حضارية وبمسؤولية نادرة حتى وصلتم إلى توافقات ماكان لها أن تحدث في أي وقت مضى لأنكم جميعاً تحررتم من الخوف والحسابات الضيقة وكسرتم الحواجز التي كانت مفروضة عليكم قبل ثورة الشباب وانطلاق مشروع التغيير بكل أبعاده الوطنية العظيمة.

الإخوة والأخوات:

من خلالكم أقول لشعبنا اليمني العظيم أن احتكار السلطة والثروة والمركزية المالية والإدارية الشديدة وسوء الإدارة كلها كانت السبب في معاناتكم طوال العقود الماضية شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، بل وكانت السبب الأساسي - إلى جانب الكثير من المظالم - في خروج الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية منذ عام 2007 م مطالبين بالإصلاحات ومعالجة الاختلالات، تبعهم لنفس الغرض أبناءُ المحافظات الشمالية في فبراير 2011 م، ثم تكاتفت جهود جميع اليمنيين لتحقيق هدف واحد وهو إنجاز عملية التغيير بغرض بناء دولة يمنية حديثة متحررة من تلك الأمراض.

ولذلك جاءت الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني لتضع المعالجات الضرورية لأمراضنا المعقدة المتمثلة في احتكار السلطة والثروة والمركزية المالية والإدارية وسوء الإدارة.. وثقوا أننا لن نستطيع بناء الدولة المركزية مالم نُعطِ المحافظات والمديريات حق اتخاذ القرار فيما يتعلق بشؤونها اليومية الاقتصادية والمعيشية والتنموية، وهذا ماتنشده الوثيقة، فما ورد فيها من مسميات جديدة كالأقاليم والولايات ليس إلا نوعاً من أنواع التنظيم الإداري الجديد الذي سيصاحبه صلاحيات حقيقية للوحدات الإدارية بمختلف مستوياتها لإدارة شؤونها، وهذا هو الأسلوب الحديث الذي اتبعته الكثير من الدول المعاصرة التي شهدت نهضة حقيقية في كل شؤون حياتها.

كما أن الدستور الجديد سيؤكد على وحدة الأرض والشعب وسيضع الضوابط اللازمة للحفاظ على وحدتنا الوطنية بعيداً عن الآليات والوسائل التي عفا عليها الزمن والتي لم يجنِ منها شعبُنا إلا التدهور المستمر في كل المجالات خلال السنوات الماضية.

الإخوة والأخوات أعضاء مؤتمر الحوار الوطني:

تأكدوا أن دوركم التاريخي الكبير لن ينتهي بانعقاد الجلسة الختامية يوم السبت القادم 25 يناير، بل إن دوركم سيتواصل خلال الفترة القادمة عبر عدة مؤسسات ومناشط لتكونوا رعاة التنفيذ والتطبيق العملي للوثيقة النهائية إلى جانب مؤسسات الدولة القائمة.. وسيتم خلال الفترة القريبة القادمة تنظيمُ وترتيب أدواركم بوسائل عدة، وستواصلون جهودكم الكبيرة كلٌّ من الموقع الذي سيتم تحديده له، فلاوقت بعد اليوم للراحة لأن اليمن يحتاجكم خلال المرحلة التالية حتى نصل بسلامٍ إلى بر الأمان مع الاستفتاء على الدستور وإنجاز الاستحقاقات الوطنية عقب ذلك متمثلة في الانتخابات الرئاسية والنيابية.

وفي الأخير، أود أن أهنئكم بما حفل به هذا المؤتمر من المخرجات التي من شأنها أن ترسم ملامح مستقبل الوطن المشرق الذي نصبو إليه جميعاً.

وفقنا الله لما فيه خير الشعب اليمني وخير الوطن، ونسأله تعالى أن يسدد خطانا جميعاً وأن يكتب لمؤتمرنا هذا النجاح والسداد والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  ► 3- كلمة رئيس الجمهورية 8 أكتوبر 2013 الفصل الثاني: الفعاليات السياسية والإجتماعية المشاركة في الحوار.◄