يا قبر اهنأ بما أوتيت من ظفر

يا قبرُ اهنأ بما أُوتيتَ من ظَفَرِ

​يا قبرُ اهنأ بما أُوتيتَ من ظَفَرِ​ المؤلف وردة اليازجي


يا قبرُ اهنأ بما أُوتيتَ من ظَفَرِ
فقد حَوَيتَ كرامَ البدوِ والحَضَرِ
حَويتَ مَن هزَّ ركنَ العلم مَصرعهم
من بعد ما أَلبسوهُ أَفخَرَ الحَبرِ
حَويتَ كنزاً ثميناً لو عرَفت لهُ
قدراً لفَاخرتَ فيهِ أَثمنَ الدُرَرِ
يا قبرُ لم تحوِ أرضٌ ما حَويتَ من ال
آدابِ والخُلُق الغرَّآءِ فافتخرِ
ويحي على كلِّ فردٍ منهمُ وعَلَى
ما ضمَّ ذا القبرُ من شمسٍ ومن قَمَرِ
يا قبر قد عادَ ابراهيمُ واأسفَى
يُضوَى إلى أسرَةٍ من أَتعسِ الأُسَرِ
فأَيُّ عينٍ لهذا الخطب ما نَزفَت
دماً وأيُّ فؤَآدٍ غير مُنفَطرِ
وَيلاهُ من نكدِ الأيَّام كم فَتكَت
بنا ولم تُبق لي صبراً ولم تَذَرِ
يا قبرُ أكرم نزيلاً حلَّ فيكَ ولا
تُمتَعنَّ البلى من جسمهِ النَّضرِ
من لي بخط يراعٍ منكَ مُبتَكرٍ
كيما اخطُّ رثاءً فيكَ مُبتَكَرِ
يا مَن تَناولَت الأَقطارَ شهرتُهُ
وعمَّ نورُ ضياهُ أَبعدَ الجُزُرِ
مَن للمَحابر والأَقلامِ بعدَكُم
وَمن لجمعِ صَحيح القول مُنتَثرِ
فأَيُّ فنٍ وَما كنتَ الخبيرُ بهِ
وايُّهُ لم تُعِرهُ صادقَ النَظَرِ
يا مَن مَضَى وَجميلُ الصبر يتبعُهُ
هل من سبيلٍ إلى لقياك مُنتَظرِ
قد كُنتَ مني مكان الروح من جَسَدي ال
مُضنَى وكُنت مَكانَ النورمن بَصَري
إن كانت العين مني لاَ تراكَ فقد
يَراكَ قلبي وإن غيّبتَ عن نَظَرَي
عليكَ رحمةُ ربّ العرش ما عَبَقت
لسنُ الدُهُور بريَّا ذكرك العطرِ