أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/عودة أسامة سنة 11هـ سبتمبر سنة 632 م
وأخيراً عاد أسامة من غزوته ، وأصبحت المدينة في مأمن من الخطر ، ووزع أبو بكر الغنائم على الناس ، وقد نال أبو بكر ما أراد من إرسال أسامة واعتقد العرب بقوة المسلمين . ثم إن أبا بكر استفاد من الفرصة التي سنحت له بطرد المرتدين من ذي القصة إلى الرَّبذَة [1] واستخلف أسامة على المدينة وقال له ولجنده استريحوا وأريحوا ظهوركم ثم خرج في الذين خرج معهم إلى ذي القصة وهم قوة صغيرة . فقال له المسلمون: ننشدك الله يا خليفة رسول الله الا تعرض نفسك فإنك إن تصب لم يكن للناس نظام، ومقامك أشد على العدو فابعث رجلاً فإن أصيب أمرت أخر، فقال: «ولا والله لا أفعل ولا واسينكم بنفسي».
سار ابو بكر إلى ذي حسي ، وذي القصة حتى نزل بالأبرق[2]، فاقتتلوا فهزم الحارث، وعوف، وأخذ الحطيئة أسيراً ، فطارت عبس ، وبنو بكر وأقام أبو بكر على الأبرق أياماً، وغلب على بني ذبيان وبلادهم وحماها الدواب المسلمين وصدقاتهم، ولا انهزمت عبس وذبيان رجعوا إلى طليحة وهو ببُزَاخَة [3] وكان رحل من سَمِيراء إليها، فأقام عليها، وعاد أبو بكر إلى المدينة.