أتاني أن البيهقي يسبني

أتانيَ أن البيهقي يسُبُّني

​أتانيَ أن البيهقي يسُبُّني​ المؤلف ابن الرومي


أتانيَ أن البيهقي يسُبُّني
هوتْ أمهُ في أيِّ مورطةٍ ورِطْ
وأيَّتما بلوى جناهَا لنفسه
وأيَّتما نُعمى وعافيةٍ غُمِطْ
تعرَّض لي مُغرًى بخرطِ قتادتي
وهلْ يؤلم الخرطُ القتادَ إذا خُرِطْ
وما كان ذنبي غير أن سامني استَهُ
وثفر التي يُؤوِي فقلتُ له أمِط
عليك بأيرٍ غير أيري فإنه
جوادٌ له من غير طُرزك مرتبط
أقولُ لجلادٍ عُميرةَ ظالماً
فإن بساطَ النيكِ للنيكِ قد بُسط
عليك أبا اسحاق فاجعلهُ نجعةً
فإن أبا اسحاق نُجعةُ من قَحِط
إذا شئتَ نيكَ البيهقيّ وعِرسهِ
فلا تتوسلْ بالوسائل واختبط
أباحَ الورى حولاءَهُ لا بأُجرة
سوى أنه شيخٌ إذا خُبِطتْ خُبط
وإن الخفوقَ الطِّيز تحبُو سِبالهُ
حِباءين شتى من خفيقٍ ومن ضَرِطَ
فيقبضُ في عُثنونِه نفحاتِها
فيا لك من كبشٍ على شكله رُبط
يصولُ علينا البيهقيُّ بمذهبٍ
يرى الظَّرفَ فيه بالشطارةِ قد خُلط
ويُلقَى إلى حُوت آسته حوتُ يونسٍ
وثعبانُ موسى في لِزازٍ فتسترطْ
فيا سوأتا للظرفِ والفتكِ أصبحا
يُناكان في شيخ يُناك لدنُ قِمطْ
وإن ابتذالي فيه شعري لحادثٌ
تكادُ السموات العُلا منه تنكشِطْ
يعيبُ انقباضي مُعجباً بانبساطه
ومن ينبسطْ للحُر والعبدِ ينبسط
ويزْعُمُني صحَّفْتُ في الشعر كاذباً
مُلِطَّاً وكم نكَّلتُ من كاذبٍ مُلطْ
فقولا له بِئسَ الجنى ما جَنَيْتَه
لنفسك يا ثلطاً جَنياً كما ثُلِطْ
غدا الأسلُ الريانُ همَّك وحدَهُ
إذا هو للوجعاء منك وقد مُلْط
وأنت ترى ما يلفظ الناسُ كلهم
به أسلاً من حُبِّك الأسلَ السَّبطْ
أيا غلطاً في الخلقِ لا من إلهه
ولكن من الدهر الذي رُبَّما غلط
أأنت تُغنّي بي وأنت مُعلِّمٌ
أُشَيْوَهُ مخبولٌ بكُوعكَ تمتخط
تُراعي سِقاط المنشدين ولا ترى
سقاط التي أضحت لغيرك تمتشط
حليلَتُكَ المشهورُ في الناس أنها
عمولٌ من الأعمال أحبطَ ما حُبط
حُويلاءُ تَزني لا تراقبُ قُبحها
ولا نَتنَ حشَّيها المجيفينِ والإبط
ولا خُبثَ ريحٍ من مبالٍ مُلعَّنٍ
ولا شعراً في السِّفل والعلو قد شمط
ولا اللهَ بل قد راقبتْ فتأوَّلتْ
فِريّا من التأويل بُوِّل بل ثُلطْ
رأتْ تركها اللَّذاتِ من خَوفِ ربِّها
قُنوطاً وأن الله إن قَنِطتْ سخِط
فمالتْ مع الرَّاجي الممتَّع نفسهُ
ولم تر أعمال القُنوطِ مع القِنط
عَتِبْتَ عَلينا أن عففنا عن التي
تؤاجرُها فاستنشق الغيظ وآستعِط
لساني حسامٌ قد أجدتُ اختراطَهُ
عليك ولكن أير غيري فاخترِط
فقد سُمتُ أيري نيكَ عِرسكَ جاهداً
ونيكَكَ يا بن الزانييْنَ فما نشط
ستضحكُ من شِعري وأنت معبِّسٌ
تميَّزُ من غيظٍ عليَّ وتختلط
كما ضحك البغل المزيَّر إذ لوى
جحافلهُ بيْطارهُ غيرَ مُغتبط
ويعلمُ ذو التمييز أنك مُوجعٌ
توقَّر باديه وخافيه يختلطْ
هجوتُكَ وغدا يرفعُ الشَّتمُ قدرهُ
فشعريَ مرحومٌ وأنت الذي غُبطْ