أحسن من وقفة على طلل

أحسنُ مِنْ وَقفَة ٍ على طَلَلِ

​أحسنُ مِنْ وَقفَة ٍ على طَلَلِ​ المؤلف أبو نواس


أحسنُ مِنْ وَقفَةٍ على طَلَلِ،
كأسُ عُقارٍ، تجري على ثَمِلِ
يُديرُها أحْوَرٌ، بهِ هَيَفٌ،
معتَدِلُ الْخَلقِ، راجحُ الكفَلِ
على شَبابٍ ما فيهمُ خَرِقٌ،
ولا سَـفيـهٌ، ولا أخـو زَلَــلِ
إذا استَـدارَتْ بكَـفّـهِ، وبَـدَتْ
رأيتَ فيها كَهَيئَةِ الشُّعَلِ
تَحكي لنَا الجُـلَّـنارَ وَجْـنَـتُـهُ،
إذا عَلاها تَوَرّدُ الْخَجَلِ
فـإنْ تَـرُمْ عِـنـدَهُ مُـداعَـبَـةً،
قـالَ لكَ: احـذَرْ مِنْ ذلك العملِ
فحين منـهُ خَشيتُ جَلْـوَتَـهُ،
أكثرَ في جُودِهِ منَ القُبَلِ
وما لِمَنْ رامَ منهُ جَلْوَتَهُ،
وصرتُ منْ حُبّهِ على وَجَلِ
دَعوتُ إبليسَ ثمّ قلتُ لهُ:
قـد أعْـجَـزَتْني مَـذاهبُ الحِيَـلِ
حبْلي، وحبلُ الذي كَلِفتُ بهِ،
على تَدانيهِ، غَيرُ مُتّصِلِ
فـردَّهُ الشّيـخُ عنْ صُـعوبتِـهِ،
وصارَ قَوّادَنا ولم يَزَلِ