أدر صرفا خمور ألا ندرينا

أدر صرفاً خمور ألا ندرينا

​أدر صرفاً خمور ألا ندرينا​ المؤلف عبد الغني النابلسي


أدر صرفاً خمور ألا ندرينا
على شعث الرجال الاندرينا
وروق أيها الساقي شراباً
طهوراً لذة للشاربينا
ولا تمزج فإن المزج شرك
حرام في طريق العار فينا
فإنك أنت نور النور باد
وإن سموك لي طه الأمينا
ألا يا ابن المدامة كن رفيقي
على صرف زكت شرعاً ودينا
وخذها من يد الساقي ودندن
لها واسلك بها الدرب اليمينا
وعربد بين أقوام كرام
متى قاموا يقوموا أجمعينا
هي الروح التي الأموات تحيا
بها فنقوم جمعاً طائعينا
معتقة ورثناها ففزنا
بها من عهد آدم عن أبينا
أبونا الغوث محي الدين هذا
وجدناه بواقعة رأينا
هي الحانات والكاسات تملى
فنسقيها القلوب الآمنينا
ونكشف وجهها لرجال صدق
محارمها وليسوا أجنبينا
عصابة وحدة كانوا بخبث
فحاؤونا فصاروا طاهرينا
يظل يسوقهم ساقي الحميا
إلى حان الطلا حينا فحينا
فيعطفهم عليه ويصطفيهم
له ويحنّ جانبهم حنينا
هلموا يا رجال الغيب واسعوا
وصلوا واركعوا بي ساجدينا
وإياكم وغيب الغيوب عنه
فصوموا ثم كونوا مفطرينا
بما يبدي لكم من كل شيء
فإن الشيء يظهره لدينا
وأما ذاته فعلت وجلت
فليس بها الحوادث عالمينا
وإن كانوا ملائكة كراما
وكانوا أنبياء مرسينا
فإن جميعهم منها تجلى
عليهم مثل فعل الفاعلينا
كما ظهرات بآدم وهو خلق
فأعمت عنه إبليس اللعينا
وظنّ بأنه للذات يدري
لهذا كان أقوى العابدينا
وقد رام المحال وليس إلا
مظاهر فعل أسماء يرينا
فقل سجدت لآدم مذ تجلى
به ربي ملائكة يقينا
وابليس اللعين أبى سجودا
لديه فلم يجد أحداً معينا
وكان بجهله عبداً كفوراً
برب ظاهر في الجاهلينا
فوسوس في المظاهر رام صدا
لها عن سر رب العالمينا
ألا ما ثم غير الله غيب
مظاهره بدت للعاشقينا
فأنكر بعضهم والبعض يحظى
به رغماً لانف المنكرينا