أسيت على الذوائب أن علاها

أسيتُ على الذوائب أن علاها

​أسيتُ على الذوائب أن علاها​ المؤلف أبوالعلاء المعري


أسيتُ على الذوائب أن علاها
نهاريُّ القميص، لهُ ارتقاءُ
لعلّ سوادها دنسٌ عليها،
وإنقاءُ المُسِنِّ له نَقاءُ
ودنيانا التي عُشِقَتْ، وأشْقَتْ،
كذاك العِشقُ، معروفاً، شقاءُ
سألناها البقاء، على أذاها،
فقالت: عنكمُ حُظِر البقاءُ
بعادٌ واقعٌ، فمتى التداني،
وبينٌ شاسعٌ، فمتى اللقاءُ؟
ودِرْعكَ إن وَقَتكَ سهام قَومٍ،
فماهي، من رَدى يومٍ، وِقاءُ
ولستُ كمن يقولُ بغيرِ علمٍ:
سواءٌ منكَ فتكٌ واتقاءُ
فقد وجبتْ عليكَ صلاةُ ظهرٍ،
إذا وافاكَ، بالماءِ، السّقاءُ
لقد أفْنَتْ عزائمَك الدّياجي،
وأفرادُ الكواكبِ أرفقاءُ
فيا! سِرْ بي لِتُدركَنا المنايا،
ونحنُ، على السّجيّةِ، أصدقاءُ
أرى جرعَ الحياةِ أمرَّ شيءٍ،
فشاهدْ صِدْق ذلك، إذ تقاءُ