أغر أناسا أن تجافيت عنهم

أغرَّ أناساً أن تجافَيتُ عنهُمُ

​أغرَّ أناساً أن تجافَيتُ عنهُمُ​ المؤلف ابن الرومي


أغرَّ أناساً أن تجافَيتُ عنهُمُ
وراخيتُ من أخْطامهم فتنفَّسُوا
وما ذاك أنِّي نصبُ كل مُناضلٍ
ولا أن عرضي جذلُ من يتمرسُ
ولكنني مستضلعٌ بجريرتي
فغيريَ من يمشي الضَّراء ويهمسُ
سلاحي لسانٌ لا يُفلُّ وجُنَّتي
أديمٌ صحيحٌ يضرحُ العار أملس
فلا سارقٌ شخصي من العين رَهبةً
ولا خافضٌ رِزِّي لمن يتوجس
أنا ابن الرخاميِّ الذي تعرفونهُ
شهابٌ منيرٌ صخرة لا تؤيّس
زئيري نذيري فاهرُبوا قبل وقعةٍ
تُقَضقِضُ أصلاب الرجالِ وتَفرس
دعوا تلكم الأحقاد وهي دفينةٌ
ولا تعبثوا أدواءهُن فتنكَسوا
ولا تأمنوني إن جرى الصلحُ مرةً
فقد تعطف الحربُ الضروس فتضرس
وإن لكم فيمن وسمت لعبرة
تحنك من غراتكم وتجرس
خذوهم عظات قبل أن يأخذوكم
أسى إن تقوى الشر أحجى وأكيس
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
وقد قالها من قبلي المتلمس