أقتلوني يا عداتي

أقتلوني يا عداتي

​أقتلوني يا عداتي​ المؤلف محيي الدين بن عربي


أقتلوني يا عداتي
بوفائي بعداتي
إنني أحيى بهذا
فحياتي في مَماتي
ينقل الشخصُ اختصاصا
من هنا لا عنْ مماتِ
ويراهُ الحسُّ في صو
رةِ أقوامٍ مواتِ
وبعينِ الكشفِ يعلمُ
أنَّ ذا غيرُ مواتي
بل حياةٌ استمرت
في فتىً أو فتيات
أنا أبصرتُ علوما
كالجورِ الزاخرات
في فؤادي وعيوناً
من سحابٍ معصراتِ
ينتهي من غيرِ حدٍّ
نظرٌ لا بأداتِ
فأنا فردٌ وحيدٌ
وأنا الكلُّ بذاتي
عين إفرادي صحيح
إنَّه عينُ ثباتي
كمْ دعوتُ الله فيهمْ
بزوالٍ في ثباتِ
ما أرى غيرَ وجودي
في اجتماعي وشتاتي
كلما قلتُ أتاني
قيلَ لي اسكنْ فسيأتي
كمَّلَ الله وجودي
بأبٍ ثم بناتِ
فأنا ابنٌوأنا أيـْ
ـضاً أبٌ في المحدثاتِ
ما لنا منهُ سوى ما
قد علمتم من سِمات
ونعوتٍ أظهرتْها
محدثاتٌ وصفاتِ
لم أجد عين غناه
دون ذكري حين ياتي
فغناه عن وجودي
وأنا فيه بذاتي
ليتَ شعري كيفَ هذا
وبقائي في وفاتي
وأنا غير فقيد
ناظرا حال حياتي
قد تحيّرتُ وما لي
مخرجٌ من غمراتي
إنني عبدٌ ذليلٌ
لرفيعِ الدرجاتِ
أرى كثراً في وحيدٍ
يا لها منْ خطراتِ
كلما رُمتُ انفكاكا
لمْ أزلْ في عثراتي
فتراني الدهر أبكي
لدوامِ الحسراتِ
ثم ناجاني بأمرٍ
فيهِ ذكرُ الحسناتِ
إنْ سمعنا وأطعنْا
ثمَّ ذكرُ السيئاتِ
إنْ سمعنا وعصينا
ما أتى في الكلماتِ
بين إلقاءٍ صريح
بيّن أو نفثات
ثمَّ ما لي غيرُ سكنى
درج أو دركات
في شهودٍ أو حجابٍ
عنْ نعيمٍ اللحظاتِ