أكرم نزيلك واحذر من غوائله

أكرِمْ نَزيلَكَ واحْذَرْ من غوائله

​أكرِمْ نَزيلَكَ واحْذَرْ من غوائله​ المؤلف أبوالعلاء المعري


أكرِمْ نَزيلَكَ واحْذَرْ من غوائله،
فلَيسَ خِلُّكَ، عندَ الشرّ، مأمونا
وغالِبُ الحالِ في الجيرانِ أنّهمُ
نُكدٌ، يلومونَ جاراً، أو يُلامونا
تَنامُ أعينُ قومٍ عن ذخائرِهم،
والطّالبونَ أذاهم ما يَنامونا
أحْلِلْ بمن شئتَ لا يعدِمْك نائبَةً؛
خانَ اليَمانونَ طُرّاً، والشآمونا
حيٌّ تَنَوّعَ من نامٍ ومن جَمَدٍ،
فالنّبتُ والوَحشُ والإنسيُّ نامونا
هل تشعُرُ الأرضُ ديسَتْ والترابُ، إذا
أُهيلَ، مثلَ أُناسٍ يُستَضامونا؟
أمْ ذلكَ العالمُ الحَسّاسُ خالصةً،
فيَستَحقّونَ حَمداً، أو يذامونا؟
بِتُّمْ تسامُونَ من نَيلِ العُلى رُتَباً،
فهَلْ علِمتُمْ يَقيناً ما تسامونا؟