ألا تريان البرق ما هو صانع

ألا تَرَيانِ البرقَ ما هو صانِعُ

​ألا تَرَيانِ البرقَ ما هو صانِعُ​ المؤلف ابن المعتز


ألا تَرَيانِ البرقَ ما هو صانِعُ
بدَمعَةِ صَبٍّ شفَّهُ النّأيُ والشَحطُ
من الله سُقياهُ لشُرٍّ وجَودُهُ،
وليسَ لها سَحُّ الغَمامِ ولا القَحطُ
ومِن رَحمَةِ الله التي أنا آمِلٌ،
ومُنتَظِرٌ قربَ المَزارِ، وإن شطّوا
فإن نجتمعْ بعدَ الفراقِ، فما لنا
على فَعَلاتِ الدّهرِ عَتبٌ ولا سُخطُ
ألا هل تروا ما قد أرى من معاشرٍ
لهم فيّ حُكمٌ يَهجُرُ الحَقَّ مُشتَطّ
يُذيعونَ ما أعتَبتُهم في شَبيبَتي،
على حينَ أن ذكّيتُ واشتعلَ الوَخطُ
ألا إنّها أمُّ العَجائِبِ، فاصطَبرْ،
و إن كنتَ ما لقيتَ أمثالها قطُّ
إذا ما رأوا خيراً أبوا، وتحملوا
إلى بيتهم، أو إن رأوا شرةً حطوا
ألا إنّ حلمي واسعٌ إن صلحتمُ
بحلمي، وعندي بعضهُ الجوعُ والخمطُ
فلا تكثروا شوكَ الأذى في غصونكم
فيكثرَ منّي فيكُمُ الكَسرُ والخبَطُ
و ليسَ لقرباكم، وأنتُ عققتمُ،
على السّيفِ يومَ الرّوعِ عهدٌ ولا شَرطُ
و لا رحمٌ إلاّ وقد شجبتْ بكم،
ومَزّقتُمُوها مثلَ ما مُزّقَ المِرطُ
ستدرسُ آثارُ المحبةِ بيننا،
و نحنُ بنو عمٍّ كما انفرجَ المشطُ
كَفرتُم يَدي فيكم، فحُلّ عِقالُها
إلى غَيركم، لمّا يُشَدّ لها رَبطُ
وما كنتُ إلا من يَدِ الله مُعطِياً،
ألا إنهُ في كفهِ القبضُ والبسطُ
وهل عندَكم عَتبِي، فَيرجعَ محسنٌ
بعَينِ الرّضا، والعَفوِ، نائلُهُ بَسطُ
وإلاّ عَزلتُ الأمرَ عنّي وعَنكُمُ،
وكنتُ كأنّي ليسَ لي منكُمُ رَهطُ
و هل لكمُ من هذهِ غيرُ زفرةٍ،
تُصَعَّدُ منكم في الصّدورِ وتَنحَطّ
وإلا وعيدٌ لا يَسيرُ بجُندِهِ،
و حياتُ ضغنٍ في مكامنها رقطُ
فمن يكُ ذا سلمٍ، فإني طبيبهث،
و من يكُ مجنوناً فعندي له سعطُ
فغانيتمُ إن مسّ حالكمُ الغنى،
فلا تصرحوا باسمي إذا مسها الضغطُ
إذا ما التقتْ حلقاتُ دهرٍ عليكمُ،
فيُمنى يَديهِ في أديمِكُمُ عَطّ
وعندَ كَمالِ الحَظّ يُخشَى زَوالُهُ،
كما لغَريقِ اللُّجّةِ الرّيُّ والقَحطُ
أأنْ مدني فرغُ العلى، فعلوتهث،
وأمسَكَكُم بَطنُ القَرارَةِ والهَبطُ
سخطتُم على الله العَظيمِ قَضاءَهُ،
سيَمضي بما فيهِ، إذا كثُرَ اللَّغطُ
فيا لَكَ حَقّاً لا يُقالُ لسامَعٍ،
وجوهَرَ حُكمٍ ما لَمنثُورِهِ لَقطُ