أما ترى العارض المنهل دانيه
أَما تَرَى العَارِضَ الْمُنهَلَّ دَانِيهِ
قَدْ طَبَّقَ الأَرْضَ، وانحَلَّتْ عَزَالِيهِ
فالرِّيحُ تُزْحِيهِ تَارَاتٍ وتَحْدُرُهُ
والرَّعْدُ يُنْجِيهِ طَوْراً أَو يُنَاجِيهِ
يَبْكِي فَيَضْحَكُ وَجْهُ الأَرْضِ عن زَهَرٍ
كالْوَشْيِ بَلْ لا تَرَى وَشْياً يُدَانيهِ
ما زَالَ يَسْكُبُ سَحًّا مُسْبِلاً غَدَقاً
لا يَسْتَفِيقُ، وَلي عَيْنٌ تُبارِيهِ
سَحًّا بِسَحٍّ، وإِسْبَالاً بمُسْبَلَةٍ
دَمْعٌ يبُوحُ بشَجْوٍ كَنتُ أُخْفيهِ
ثُمَّ انْجَلَى ودُمُوعِي غَيْرُ رَاقِئَةٍ
والقَلْبُ فِيهِ مِنَ الأَشْجَانِ ما فِيهِ
شَوْقاً إِلى رَشأ لا الشَّمْسُ تُشْبِهُهُ
ولا الْهِلاَلُ إِذا تَمَّتْ لَيَالِيهِ
لَكِنَّهُ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ عارِضَةٌ
يُبْلِي فُؤَلدِي بِلاَ جُرْمٍ ويُضْنِيهِ
وَقَدْ تَبَيَّنَ أَنِّي مُغرَمٌ كَلِفٌ
فاسْتَشْعَرَ الْعُجْبَ في ضَنٍّ وفي تِيهِ