أنت الذي طول عمري الهم تكفيني

أنت الذي طول عمري الهمّ تكفيني

​أنت الذي طول عمري الهمّ تكفيني​ المؤلف عبد الغني النابلسي


أنت الذي طول عمري الهمّ تكفيني
وعند موتي وتغسيلي وتكفيني
أنت العليم بحالي والبصير به
يا مالك الملك يا رب السلاطين
وليس لي من سلاح فيك أحمله
بل أنت حسبي عن حما السكاكين
أنت القوي على ضعفي تدبرني
في كل أمر وعما شئت تغنيني
خلقتني من تراب واقتدرت فلا
مساعد لك في خلقي وتكويني
وأنت سوّيتني من نطفة رجلا
وفي منك بنفخ الروح تحييني
كم نعمة لك عندي لست أحصرها
فيما سيأتي وفي الماضي وفي الحين
وأرتجي منك توفيقي لشكرك يا
شكور إنك ما أرجوه تعطيني
وأعظم الكل إرشادي لدين هدى
طريقة الحق نور الشرع والدين
كان النبي نبيا في الغيوب به
وآدم بين الماء والطين
وإنني بك ربي واثق كرما
بالحفظ من كل ما عن ذاك يلويني
آمنت بالوعد حقا والوعيد على
طبق النصوص التي جاءت بتعيين
وأنت أكرم من يوفى بموعده
من غير خلف ولا مطل ولا مين
ونرتجي كلنا خلف الوعيد فما
خلف الوعيد بعيب منك أو شين
لأنه كرم وهو الدليل على
عناية الله بالخلق المساكين
يا من له الحجة العظمى التي بلغت
أقصى الكمال وأزرت بالبراهين
على جميع الورى إن شاء عذبهم
عدلا وخلدهم في نار سجين
وإن يشأ بجنان الخلد نعمهم
فضلا وعاملهم باللطف واللين
إني أريدك لا أني أريد سوى
وما السوى غير تلبيس وتزيين
وأنت أنت هو الحق المبين بلا
شك وغيرك وسواس الشياطين
يا خالق الخلق بالسرّ العظيم ويا
من أمره بين تحريك وتسكين
إني توسلت في الدنيا إليك بمن
جعلته سببا في كل تدوين
ومن هو النور من فياض نورك قد
خلقت كل الورى منه بتكوين
طه النبي الذي أرسلته كرما
فينا لكشف وإيضاح وتبيين
محمد المصطفى المختار من مضر
وآله الغرّ هاتيك الأساطين
أن تشرح صدرك من ضيق ومن حرج
وتفرج الهمّ من صعب بتهوين
ولا تدعني أمدّ الكف في طلب
ممن سواك على ظنّ وتخمين
واحفظ عقيدة قلبي من تقلبه
حتى ألاقيك في صدق وتمكين
وجد بعفوك عن عبد الغنيّ وكن
عونا له يوم تعديل الموازين
وألطف به وبآباءه له سلفوا
وكل إخوانه أرباب تحصين
والمسلمين جميعا ما شدت سحرا
ورق الحمام بأنواع التلاحين