أنت على حالتيك محمود

أنت على حالتيك محمودُ

​أنت على حالتيك محمودُ​ المؤلف مهيار الديلمي


أنت على حالتيك محمودُ
إن كان بخلٌ لديك أو جودُ
يشقى ويرضى بك الفؤادُ كما الط
رفُ إذا ما رآك مسعودُ
يا غصناً دهرهُ الربيعُ فما
يفترقُ الماءُ فيه والعودُ
فات بك الحسنُ أن تحدَّ ولل
بدر بما انحط عنك تحديدُ
قم حدث الليلَ عن أواخره
إن مقامَ الصبوح مشهودُ
يا ظبيُ لو بتّض فيه عدتَ وقد
عنَّ ظباءٌ ببابلٍ غيدُ
أما ترى الفطرَ صائحا نورزوا
حلّض حرامٌ وانحلَّ معقودُ
و البدر يدعو بحاجبٍ حاجبٍ
للعيدِ بشرى هنالك العيدُ
فاسبق بها الشمسَ أختها لهبا
بقاؤها في الزمان تخليدُ
صان اليهوديُّ خدرها أن يف
ضَّ الختمُ أو تؤخذَ المقاليدُ
عدَّ رجلا من قومه لهمُ
في فضلها عنده أسانيد
سنَّ له اللهوُ أن يعظمها
فهي له في الدنان معبودُ
حمراءُ ما فازت الأكفُّ به
من لونها في الخدود مردودُ
من فم إبريقها إلى شفة ال
كأس عمودُ الصباح ممدودُ
دينٌ من اللهو أنت عن باب إب
ليسَ متى حدتَ عنه مطرودُ
تغنمَّ اليومَ من سرورك وال
ساعةَ إن الزمان معدودُ
ما دام يدعونك الفتى مرحا
و الغصنُ فينانُ والصبا رودُ
غدا بياضٌ يا قاتل الله ما
تنشقّ عنه من بيضك السودُ
لا تجمعُ الشيبَ والسرورَ يدٌ
و لا يتمُّ الثراءُ والجودُ
لا أخلفَ المالَ غيرُ متلفهِ
إن الغنىَّ البخيلَ مكدودُ
يا راكبا لم تلحهُ هاجرةٌ
و لا ترامت بشخصه البيدُ
و لم تقدْ حظه مخاطرةٌ
تنضي إليها المهريةُ الفودُ
بين مناه وبينه غرضُ ال
رامي سدادٌ منه وتعضيدُ
قل لابن عبد الرحيم عشتَ فما
يعدمُ فضلٌ وأنت موجودُ
ملكك المجدَ أنّ بابك مف
توحٌ وبابَ الأرزاقِ مسدودُ
يزدحم الناس فيه راجين را
ضين وحوضُ الكريم مورودُ
و أن عافيك والمكلفُ مش
نوءٌ مرادٌ لديك مودودُ
لا هو في الذلّ بالسؤال ولا
بالمنَّ فيما مننتَ مكدودُ
يختلفُ الناس من كرامته
عندك منْ قاصدٌ ومقصودُ
و البشرُ حتى يقالَ بارقةٌ
و الحلمُ حتى يقالَ جلمودُ
يلبسك المدحُ كلَّ ضافيةٍ
لها بطول الإخلاق تجديدُ
درُّ المعالي فيها يوصفك من
ظومٌ ووشيُ الألفاظِ منضودُ
تخبرُ منه ما أنت ناقده
و أكثر الإنتقادِ تقليدُ
و الشعر ما لم توجدك آيتهُ
إلا القوافي والوزنَ مفقودُ
يتعبُ فيه الموفرون له
و هو مع المسهلين موؤود
بقيتَ منه لزائراتك بالثناء
ِ غيدا أكفاؤها الصيدُ
كلّ فتاةٍ محدوها يومَ تب
غى الحظَّ إما أتتك مجدودُ
صديقها أنتَ والحسود بها
و بي على القرب منك مفؤودُ
في وجهه البشر حين يسمعها
خوفا وفي قلبه الأخاديدُ
يطربُ منها للشيء يحزنهُ
و اسمُ بكاءِ الحمامِ تغريدُ
لا اجتاز عيدٌ إلا عليك وإن
أجزتَ أن تمطلَ المواعيدُ