أهاجك أم لا بالدويرة منزل

أهاجَكَ أم لا بالدُّوَيرَة ِ مَنزلُ

​أهاجَكَ أم لا بالدُّوَيرَة ِ مَنزلُ​ المؤلف ابن المعتز


أهاجَكَ أم لا بالدُّوَيرَةِ مَنزلُ،
يَجِدّ هُبُوبَ الرّيحِ فيهِ ويَهزِلُ
قضيتُ زمانَ الشوقِ في عرصاتهِ،
بدَمعٍ هَمُولٍ فَوقَ خَدّيَ يَهطلُ
وقفتُ بها عيسي تطيرُ بزجرها،
و يأمرها وحيُ الزمانِ فترقلُ
طلوباً برجليها يديها، كما اقتضتْ
يَدُ الخَصمِ حَقّاً عند آخرَ يُمطَلُ
وبالقَصرِ، إذا خاطَ الخَليُّ جُفُونَهُ،
عنانيَ برقٌ بالدجيلِ مسلسلُ
وإنّي لضَوءِ البرقِ من نحوِ دارِها،
غذا ما عناني لمحهُ، لموكلُ
تشَقّقَ، واستَدعَى كما صَدَعَ الدّجى
سنى قبسٍ في جذوةٍ يتأكلُ
و للهِ ميثاقٌ لديّ نقضتهُ،
وقُلتُ: دَعُوه خالياً يَتَنَقّلُ
ووَعدٌ، وخُلفٌ بعدَهُ، وتَمَنّعٌ
وسُرعةُ هِجرانٍ، ووصلٌ موَصَّلُ
وقد أشهَدُ الغازاتِ والموتُ شاهِدٌ،
يجورُ بأطرافِ الرماحِ، ويعدلُ
بطعنٍ تضيعُ الكفّ في لهواتهِ،
وضَربٍ كما شُقّ الرّداءُ المُرعْبَلُ
وخَيلٍ طَواها القَورُ حتى كأنّها
انابيبُ سمرٍ من قنا الخطّ ذبلُ
صببنا عليها ظالمينَ سياطنا،
فطارتْ بها ايدٍ سراعٍ وارجلُ
و كلّ الذي سرّ الفتى قد أصبتهُ،
وساعَدَني منهُ أخيرٌ وأوّلُ
فمن ايّ شيءٍ يا ابنةَ القومِ أحتوي
على مُهجَتي، أو أيَّ شيءٍ أُومّلُ
إذا المرءُ أفنى صبحَ يومٍ وثانياً،
أتاهُ صبَاح، بعدَ ذلك، مُقبِلُ
ويتّبِعُ الآمالَ مَوقِعَ لحظِهِ،
فلَيسَ لهُ عاشَ في النّاسِ مَنزِلُ
وللدّهرِ سِرٌّ سَوفَ يَظهَرُ أمرُهُ،
وللنّاسِ جائرٌ سِوفَ يعدِلُ