أحق دار وأولى أن نهنيها

أَحَقُّ دارٍ وأَولى أنْ نُهَنِّيها

​أَحَقُّ دارٍ وأَولى أنْ نُهَنِّيها​ المؤلف سبط ابن التعاويذي


أَحَقُّ دارٍ وأَولى أنْ نُهَنِّيها
دَارٌ عَلَى السَّعْدِ قَدْ شِيدَتْ مَبَانِيهَا
لَهَا الْهَنَاءُ وَللدُّنْيَا بِمُلْكِكُمُ
يَا مَنْ بِهِمْ تَفْخَرُ الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا
وهلْ يُهَنّا بدارٍ حَلَّها ملِكٌ
دَانَتْ لَهُ الأَرْضُ قَاصِيهَا وَدَانِيهَا
حَلَلْتُمُوهَا فَحَلَّ الْجُودُ سَاحَتَهَا
وَجَاشَ بَحْرُ الْعَطَايَا فِي نَوَاحِيهَا
فلا خلَتْ منكُمُ أوطانُها أبداً
فَإنَّهَا صُوَرٌ أَنْتُمْ مَعَانِيهَا
زادَتْ بكم شرَفاً تبقى مآثِرُهُ
على الزمانِ وتَعظيماً وتَنوِيها
فَلاَ الزَّمَانُ عَلَى فَخْرٍ يُنَازِعُهَا
ولا الكواكبُ في مجدٍ تُدانِيها
تَخْتَالُ تِيهَا عَلَى الْجَوْزَاءِ شُرْفَتُهَا
وغيرُ بِدعٍ أنِ اختالَتْ بكمْ تِيها
إذَا تَفَاخَرَتِ الآثَار
ُ فَکحْتَبَتِ الأَهْرَامُ
فهلْ يَعُدّانِ ملْكاً مثلَ مالِكِها
أَوْ يَفْخَرَانِ بِبَانٍ مِثْلِ بَانِيهَا
بِالْمُسْتَضِيءِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَتْ
أَرْكَانُهَا وَسَمَتْ مَجْداً مَرَاقِيهَا
لِلْفَخْرِ وَالإيوَانُ تَالِيهَا
بحُسنِ سِيرَتِهِ فيها وراعِيها
خَيْرُ الْبَرِيَّةِ مَاشِيهَا وَرَاكِبِهَا
نَعَمْ وَحَاضِرِهَا طُرًّا وَبَادِيهَا
أضحَتْ بهِ كعبةً للجُودِ يَسعَدُ را
جِيهَا وَيُنْعَشُ بِالإحْسَانِ عَافِيهَا
مَا صَافَحَتْ كَفُّ بُؤْسٍ كَفَّ آمِلِهَا
ولا رأى وجهَ بأسٍ من يُرَجِّيها
وقد عرَفتُ يقيناً مُذْ عرَسْتُ بها
مَدَائِحِي فِيكُمُ أَنْ سَوْفَ أَجْنِيهَا
وهل تَخيبُ يدٌ مُدَّتْ اناملُها
إلى يدٍ تملأُ الدنيا أَيادِيها
رُدُّوا بنفحةِ جُودٍ من عطائكُمُ
حَيَاةَ نَفْسِي فَقَدْ مَاتَتْ أَمَانِيهَا
وابْقَوْا يَدومُ لكمْ فيها السرورُ ولا
تزالُ آهلةً منكمْ مضغانِيها
تُمْسي بأبوابِها الآمالُ مُحدِقَةً
حتى يَغَصَّ بوَفدِ الحَمدِ نادِيها
وعِشتُمُ في نعيمٍ لا انقضاءَ لهُ
وغَبطةٍ ما حَدا الأظعانَ حادِيها
في دولةٍ لا يُذِلُّ الدهرُ ناصِرَها
ولا تَروعُ الليالي من يُوالِيها
فالنُّجْحُ رائدُها فيما تحاولُهُ
وَالنَّصْرُ عَادَتُهَا فِيمَنْ يُعَادِيهَا