ألا راعه صوت الأذين وما هجد

أَلاَ رَاعَهُ صَوْتُ الأَذِينِ ومَا هَجَدْ

​أَلاَ رَاعَهُ صَوْتُ الأَذِينِ ومَا هَجَدْ​ المؤلف بشار بن برد


أَلاَ رَاعَهُ صَوْتُ الأَذِينِ ومَا هَجَدْ
وما ذاك إلا ذكر من ذكره كمد
ألانت لنا يوم التقينا حديثها
أماني وعدٍ ثم زاغت بما تعد
وما كانَ إِلاَّ لهْوَ يَوْمٍ سَرَقْتُهُ
إِلى فَاتِرِ الْعَيْنَيْنِ مِنْ دُونِهِ الأَسَد
تَرَاءَتْ لَنَا في السّابِرِيِّ وفي الْحَنَا
ثقيلة دعص الردف مهضومة الكبد
كأن عليها روضةً يوم ودعت
بأقْوَالِها خَوْفاً وَرَاحَتْ ولم تَعُد
فلما رأيت المالكية أعرضت
صدوداً وحفت بالعيون وبالرصد
صَرفْتُ الهَوَى عَنِّي وليس ببارح
على كبدي مارق للوالد الولد
لقد كنت أرجوها وكانت قريبةً
بأقوالَها تَدْنُو الوُرُودَ ولاتَردْ
فما بالُهَا يا بَكرُ رَاحَتْ مع العِدَى
على عاشقٍ لم يجن ذنباً ولم يكد
أَمَالَتْ صَفاءَ الوُدِّ مَنْ حِيلَ دُونَها
فَيَا حَزَنِي لا نلتَقِي آخِرَ الأَبَدْ
كأنَّ فُؤادِي في خَوَافِي حَمَامَةٍ
من الشوق أو صنع النوافث في العقد
وقَدْ لامَنِي فيها المعَلَّى ولوْ بَدَا
لَهُ مابَدَا لي مِن محَاسِنَها سَجَدْ