أَلِفَجْرِ لَيلِكَ بالبُنَيَّة ِ مَطْلَعُ

​أَلِفَجْرِ لَيلِكَ بالبُنَيَّة ِ مَطْلَعُ​ المؤلف سبط ابن التعاويذي


أَلِفَجْرِ لَيلِكَ بالبُنَيَّةِ مَطْلَعُ
ولِما انقضى من عهدِ رايةَ مَرجِعُ
أَمْ أَنْتَ بَعْدَ کلْبَيْنِ مُضْمِرُ سُلْوَةٍ
فَتُفِيقَ مِنْ سُكْرِ کلْغَرَامِ وَتُقْلِعُ
أوْ ما تزَلُ رَهينَ شَوقٍ كلّما
ذُكرَ التفرُّقُ ظَلَّ جَفنُكَ يدمَعُ
مُغرىً بتَسْآلِ الرُّسومِ وقَلّما
أَجْدَى عَلَيْكَ سُؤَالُ مَنْ لاَ يَسْمَعُ
لَكَ كُلَّ يَوْمٍ مَنْزِلٌ مُتَقَادِمٌ
يَعْتادُكَ الأسحارُ فيهِ ومَربَعُ
إمَّا حَبِيبٌ ظَاعِنٌ تَشْتَاقُهُ
أَوْ هَاجِرٌ تَعْنُو لَدَيْهِ وَتَخْضَعُ
يَا مَوْقِفاً جَدَّ کلْهَوَى فِيهِمْ وَقَدْ
لَعِبَتْ بِهِمْ أَيْدِي کلنَّوَى فَتَصدَّعُوا
بانُوا فلا العينُ القَريحةُ بعدَهمْ
تَرْقا ولا الجَفنُ المُسَهَّدُ يهجَعُ
وَبِأَيْمَنِ کلْوَادِي کلَّذِي نَزَلُوا بِهِ
ظَبْيٌ لَهُ فِي كُلِّ قَلْبٍ مَرْبَعُ
تَظْمَا إلَيْهِ عُيُونُنَا وَبِوَجْهِهِ
وِردٌ يُذَادُ الصَّبُّ عنهُ ويُمنَعُ
فَدَنا إليَّ ورَحلُهُ مُتباعِدٌ
وأَباحَ منهُ الوَصلَ وهْوَ مُمَنَّعُ
وعلى فروعِ البانِ كلُّ خلِيّةٍ
باتَتْ تُغرِّدُ في الغصونِ وتَسجَعُ
مَا أَضْمَرَتْ وَجْداً وَلاَ کشْتَمَلَتْ لَهَا
يَوْمَ کلْوَدَاعِ عَلَى غَرَامٍ أَضْلُعُ
لِلَّهِ قَلْبٌ فِيكُمُ أَضْلَلْتُهُ
سَفَهاً وَظَنِّي أَنَّهُ مُسْتَوْدَعُ
لَمْ تَحْفَظُوهُ وَلاَ رَعَيْتُمْ عَهْدَهُ
رَعْيَ کلصَّدِيقِ فَرَاحَ وَهْوَ مُضَيَّعُ
يَا نَازِحاً لَمْ يُغْنِنِي مِنْ بَعْدِهِ
جَزَعٌ وَلاَ أَجْدَى عَلَيَّ تَفَجُّعُ
إنْ لَمْ يَكُنْ لِي حَن
َّةُ کلْمُتَعَطِّفِ کلْـ
ما للقضيبِ وقدْ نأيْتَ نَضارةٌ
تُلْهي ولا للبدرِ بعدَكَ مَطلَعُ
هَلاَّ رَثَيْتَ لِسَاهِرٍ مُتَمَلْمِلٍ
قَلِقَتْ مَضَاجِعُهُ وَأَنْتَ مُوَدِّعُ
حَتَّامَ يَحْمِلُ فِيكَ أَعْبَاءَ کلْهَوَى
قَلْبٌ قَرِيحٌ بِکلصَّبَابَةِ مُوجَعُ
وَإلاَمَ أَضْرَعُ فِي هَوَاكَ وَلَمْ يَكُنْ
لِي شِيمَةً أَنِّي أَذِلُّ وَأَخْضَعُ
أَنَا عَبْدُ مَنْ لاَ جُودُهُ بِمُقَلَّصٍ
عن لابِسيهِ ولا حِماهُ مُروَّعُ
مَن جارُهُ لا يُستضامُ وطَودُهُ
لا يُرتقى وصفاتُهُ لا تُقرَعُ
مَن يأمَنُ الجاني لدى أبوابِهِ
وتخافُ سَطوَتَهُ الملوكُ وتخشعُ
مَنْ يَجْمَعُ کلْعَلْيَاءَ وَهْيَ بَدَائِدٌ
وَيُشِتُّ شَمْلَ کلْمالِ وَهْوَ مُجَمَّعُ
مَنْ كُلُّ صَعْبٍ عِنْدَهُ مُتَمَرِّدٍ
سَهلُ القِيادِ وكلُّ عاصٍ طَيِّعُ
وإذا الملوكُ تَنازعوا في مَفخَرٍ
فإليهِ ينتسِبُ الفِخارُ وينَزِعُ