إذا ما ذكرت الله بالذكر نفسه

إذا ما ذكرتُ اللهَ بالذكرِ نفسهِ

​إذا ما ذكرتُ اللهَ بالذكرِ نفسهِ​ المؤلف محيي الدين بن عربي


إذا ما ذكرتُ اللهَ بالذكرِ نفسهِ
فما هوَ مذكورٌ ولا أنا ذاكرُ
وذاكَ أتمُّ الذكرِ في كلِّ ذاكرٍ
إذا أنت لم تعلمه ما أنت خابرُ
فكن عينَ ذكرِ الذكرِ لا تك ذاكراً
بوجهٍ سوى هذا فإنك ظاهرُ
وكنْ واحداً منْ كلِّ وجهٍ تفزْ بهِ
وتجلهكَ الأعدادُ واللثرُ حاضرِ
فمنْ شاءَ فليثبتْ ومنْ شاءَ فليزلْ
فهذا الذي ساقتْ إليهِ المقادرُ
إذا أنت لم تدر الذي أنا قائلٌ
بهِ في جنابِ الحقِّ ما أنتَ تاجرُ
لو أنك بالنعتِ الذي قلته تكن
عليهِ لما دارتْ عليكَ الدوائرُ
فبرُّك لم يتفق ومالك راسخٌ
وريحكَ لمْ يحصلْ وحدكَ غامرِ
خليلي ما للريح يأتي جنوبها
قبولا ويقصيني الحدودُ العواثر
وإني من أهلِ البيتِ ما أنا بائنٌ
ولا أنا حدَّاد ولا أنا زافر
فلستُ أبالي من رياحٍ تقلبت
عليّ مجاريها فإني آمر
عن الأمر بالأمر الذي لا بضدِّه
سهام الأعادي يومَ تُبلى السرائر
تباركَ منْ شخصٍ عنِ الحقِّ ثابتٍ
وما لكَ من أيدٍ وما لكَ ناصرُ
وما علمتْ منكَ الأقاربُ والعدى
إذا كنتَ صباراً بمن أنتَ صابرُ
يقولون إن الصدعَ للرجعِ لازمٌ
وقد صدعوا لكنهم لم يثابروا
على ما لنورِ الشمس في ذاكَ من جدىً
ولولاهُ ما جاءَتْكَ سحبٌ مواطرُ